انتقد نواب بالبرلمان موقف إثيوبيا من مفاوضات سد النهضه الأخيرة ، واعتزامها المضي في ملء خزان سد النهضة على التوازي مع الأعمال الإنشائية للسد، دون الوصول إلى اتفاق يراعي مصالح دول المصب ويضع القواعد الحاكمة لعمليتي ملء السد وتشغيله بما لا يحدث أضرارًا جسيمة لها ، مؤكدين ان ما تنتهجه اثيوبيا يعد بمثابة مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية.
يأتي ذلك عقب إعلان الحكومة الإثيوبية، مطلع الأسبوع الحالى البدء في ملء بحيرة سد النهضة مع استكمال البناء، مؤكدة أنها ستتخذ الخطوة وفقًا لمبادئ الاستخدام المُنصف والمعقول دون التسبب في إحداث ضرر، وفقًا لاتفاقية “إعلان المبادئ”، بحسب ما أعلنت حكومة أديس أبابا.
من جانبه ، أشاد النائب سليمان وهدان، وكيل البرلمان، بالوفد المصري المفاوض في مباحثات سد النهضة في أمريكا.
حجة المفاوض المصرى يربك جميع الخطط الإثيوبية
واكد أن قوة حجة المفاوض المصري والأداء الرفيع لهم أربك جميع الخطط الأثيوبية وفضح مؤامراتهم على مصر أمام دول ومنظمات العالم.
وقال وكيل البرلمان في تصريحات له اليوم، إن مصر استطاعت إقامة الحجة على النظام الإثيوبي وإظهار نيتهم وكشف خداعهم ومحاولتهم كسب الوقت من أجل استكمال السد، بالإضافة إلي إظهار أنفسهم أمام المجتمع الدولى بأنهم الطرف الضعيف الذي يسعى للتنمية وأن مصر هى من تعرقل تنميتهم.
وأوضح وكيل البرلمان أن هروب أثيوبيا من التوقيع على المسودة الأمريكية لاتفاق ملء السد وتشغيله أفقدهم مصداقيتهم وأظهر حقيقتهم بمحاولتهم الإضرار المتعمد بدول المصب أمام دول العالم وصندوق النقد الدولي.
وأشار وكيل البرلمان إلى أن القيادة المصرية والمفاوض المصرى أثبتوا استراتيجية وحنكة سياسية كبيرة وواضحة في التعامل مع ملف سد النهضة وكشفوا سوء نية الجانب الأثيوبي وتنصله من أي إلتزام بالشفافية والتنسيق وعدم الإضرار بمصر.
وتابع وهدان أنه على مدار السنوات الماضية حاول الجانب الاثيوبي الظهور بموقف الضعف والفقر من أجل استجلاب تعاطف دول العالم بانهم يسعون للتنمية فقط دون الاضرار بأحد وهو ما ثبت عكسه فقدوا كل ذلك أمام العالم أجمع.
واشار إلى أن أثيوبيا تضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية والتعامل معها سيتأخذ منحى مختلف الفترة المقبلة.
النواب: مصر لن تقف عاجزة أمام مؤامرات إثيوبيا
وشدد وكيل البرلمان على أن مصر لن تقف عاجزة أمام المؤامرات الإثيوبية ومستعدة لكافة الاحتمالات الممكنة لحماية حقها التاريخي في مياه النيل والذي يكفله القوانين والمواثيق الدولية.
فيما ،أعرب اللواء صلاح شوقي عقيل، وكيل أول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، عن بالغ الاستياء والرفض للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيين بشأن جولة المفاوضات حول سد النهضة التي عقدت في واشنطن يومي ٢٧ و٢٨ فبراير ٢٠٢٠ والتي تغيبت عنها إثيوبيا عمدًا لإعاقة مسار المفاوضات.
وقال وكيل لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان في تصريحات له اليوم الإثنين، “أن اعتزام إثيوبيا المضي في ملء خزان سد النهضة على التوازي مع الأعمال الإنشائية للسد، وليس ارتباطًا بالتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح دول المصب ويضع القواعد الحاكمة لعمليتي ملء السد وتشغيله بما لا يحدث أضرارًا جسيمة لها، ينطوي على مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية”.
وأوضح وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، “أن الاتفاق العادل الذي ترعاه واشنطن، يمثل حل وسط، ويتسق تمامًا مع أحكام القانون الدولي، وجاء نتيجة مفاوضات وجولات مكثفة بين مصر والسودان وإثيوبيا، ومن ثم فهو يحقق مصالح الدول الثلاث، ويمثل حلًا للقضايا العالقة إذا أحسنت إثيوبيا نيتها وصدقت في وعودها”.
خارجية البرلمان ترحب بالاتفاق العادل لواشنطن فى ملء سد النهضة
وأشار إلى أن “مصر تتفاوض بكل أمانة وشرف وحسن نية، في زمن قل فيه الشرف، وتضع مصلحة بلادها وشعبها وحقها التاريخي في مياه النيل قبل كل شئ”.
و أعلنت مصر رسميا امس الاحد ، رفضها إعلان أثيوبيا بدء ملء خزان سد النهضة ، قبل التوصل لاتفاق نهائي وعادل يضمن مصالح الدول المشتركة في مياه النيل.
وقالت وزارة الخارجية في بيان مشترك مع وزارة الري والموارد المائية ، ان جمهورية مصر العربية تؤكد رفضها التام لما جاء في بيان اثيوبيا أمس ، بخصوص اعتزام أديس أبابا بدء ملء خزان سد النهضة ، بشكل متزامن مع الأعمال الإنشائية للسد ، بدون التوصل لاتفاق يحدد القواعد الحاكمة لعمليات ملء السد وتشغيل ، بما يراعي مصالح مصر والسودان ويضمن عدم حدوث أضرار جسيمة للبلدين.
مخالفة للقانون والأعراف الدولية
و أشار البيان إلى أن الموقف الاثيوبي ينطوي على مخالفة واضحة للأعراف والدولية والقانون ، ويخالف أيضا اتفاق إعلان المبادء الموقع في مارس 2015 ، وما نص عليه في مادته الخامسة على ضرورة التوصل لاتفاق حول قواعد تشغيل سد النهضة قبل البدء في الملء ، وهو الاتفاق الذي وقعت عليه إثيوبيا ويفرض عليها الإلتزام بإجراءات محددة تضمن عدم الإضرار بدول المصب.
وكانت اثيوبيا تغيبت عن جلسة المفاوضات النهائية حول سد النهضة ، التي عقدت يومي 27 و 28 فبراير في العاصمة الأمريكية واشنطن ، وخرج عنها وثيقة نهائية للاتفاق صاغها الجانب الأمريكي بالاشتراك مع البنك الدولي ، ووقعت عليه مصر بالأحرف الأولى، وقالت وزارة الخارجية في بيان عقب التوقيع أن أجهزة الدولة المصرية ستواصل الاهتمام بهذا الملف والقيام بمهامها في الدفاع عن مقدرات الشعب المصري “بمختلف الوسائل المتاحة” حسب وصف البيان.
مصر: الاتفاق النهائى عادل ومتوازن
وأعادت وزارتا الخارجية والموارد المائية والري التأكيد على أن الاتفاق العادل والمتوازن الذى بلورته الولايات المتحدة والبنك الدولي ، تم بمشاركة كاملة من قبل إثيوبيا وتضمن مواد وأحكام أبدت اتفاقها معها.
وذكر البيان أن ما تم بلورته في إجتماع واشنطن الأخير جاء نظراً لغياب إثيوبيا المتعمد ويتسق تماماً مع أحكام القانون الدولي ويمثل حل وسط عادل ومتوازن تم استخلاصه من واقع جولات المفاوضات المكثفة بين مصر والسودان وإثيوبيا على مدار الأشهر الأربعة الماضية.