توقع محللون بشركات السيارات ووكالات بحوث واستشارات الأسواق المالية العالمية، مثل ميتسوبيشى، وميتال فوكاس، ارتفاع أسعار البالاديوم إلى أكثر من 2000 دولار للأوقية فى غضون 12 إلى 18 شهراً، بعد أن تجاوزت خلال تعاملات الأسبوع الماضى حاجز 1700 دولار للأوقية، لأول مرة فى تاريخها.
وذكرت وكالة رويترز أنه من المتوقع أن تواصل أسعار البالاديوم الارتفاع مع تزايد طلب شركات السيارات على هذا المعدن الذى يستخدم فى مركبات الطاقة المتجددة، خاصة الكهربائية، والمركبات التى تعمل بالطاقة التقليدية لخفض الانبعاثات الكربونية، بغرض التوافق مع المعايير الأوروبية.
وقفزت أسعار البالاديوم بأكثر من %100 عن السعر المنخفض الذى بلغه فى أغسطس 2018، بسبب تدفق شركات السيارات على شرائه التزاما منها بالقواعد التنظيمية التى أصدرتها وكالات حماية البيئة والهيئات الرقابية لخفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على الهواء نقياً.
وقال جوناثان باتلر، محلل أسواق المعادن النفيسة بشركة ميتسوبيشى، إن تزايد استهلاك شركات السيارات العالمية لأكثر من %80 من إجمالى إنتاج البالاديوم على مستوى العالم، أدى لارتفاع قياسى فى أسعاره هذا العام، كما أن عقود التسليم على الأجل القريب التى زادت مؤخراً، أغلى من العقود طويلة الأجل، ما ساعد أيضا على زيادة أسعاره.
ورغم تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى، وانخفاض أسعار السيارات فى الأسواق الكبرى الصينية والأوروبية والأمريكية، إلا أن القيود المتشددة على العوادم والانبعاثات الكربونية، جعلت الطلب على البالاديوم فى تزايد مستمر، خاصة أن حكومة الصين صاحبة أكبر سوق للسيارات فى العالم، ستنفذ اعتبارا من العام القادم قواعد تلزم كل سيارة بزيادة مكونات البلاديوم والبلاتين والروديوم بحوالى %30 لتقليص العوادم.
ويرى فيليب نيومان، استشارى أسواق المعادن بوكالة ميتال فوكاس، أن ارتفاع أسعار البالاديوم يرجع أيضاً إلى انتعاش أسعار المعادن النفيسة التى يتدفق المستثمرون على شرائها بحثا عن ملاذات آمنة، وسط الشكوك الاقتصادية فى الأصول التقليدية التى اعتراها تقلبات شديدة فى الشهور الماضية، علاوة على التوترات التجارية بين العديد من الدول الكبرى.
وهناك عجز مستمر فى المعروض من البالاديوم، كما يتوقع فيليب نيومان انخفاض إنتاجه هذا العام إلى 617 ألف أوقية للسنة الثامنة على التوالى، فى حين أن الطلب عليه يبلغ حوالى 10 ملايين أوقية سنوياً، كما أن المخزون فوق الأرض تراجع من 18 مليون أوقية عام 2010 إلى حوالى 13 مليون أوقية حاليا.
وسجل الذهب فى المعاملات الفورية 1504.69 دولار للأوقية بنهاية جلسة نهاية الأسبوع، وهبط البلاتين %1.26 إلى 879.00 دولارا للأوقية، منهيا الأسبوع على خسارة تزيد على %5 فى أكبر هبوط أسبوعي، منذ مايو الماضى، بينما صعد البلاديوم %0.8 ليرتفع إلى أكثر من 1667 دولاراً للأوقية.