يعرف الالتزام التنظيمي على أنه درجة إنهاك العامل في عمله ومقدار الوقت والجهد الذي يكرسه بهذا الغرض وإلى أي مدى يعتبر عمله جانبًا رئيسًا في حياته، ويعرف أيضًا على أنه قوة إيمان الفرد بالمنظمة التي يعمل بها وبذل قصارى جهده لتحقيق أهدافها وفخره واعتزازه بالانتماء إليها.
ويعدّ الالتزام التنظيمي في شركات التأمين حالة نفسية تُميز العلاقة بين الأفراد والمنظمة، وأن لهذه الحالة تأثيرًا على قرارات الأفراد بالبقاء في المنظمة أو مغادرتها.
ويمثل الالتزام التنظيمي العملية التي يحدث فيها التطابق بين أهداف الفرد وأهداف المؤسسة، فكلما بذل الفرد سلوكًا متطوعًا يفوق السلوك الرسمي الذي يطالب به، دل ذلك على التزامه.
وقد اتجهت العديد من الدراسات إلى تحديد أبعاد الالتزام التنظيمي وتحديد طبيعة تأثيره في المتغيرات التنظيمية والسلوكية،
فمعظم الدراسات اتفقت على أن هناك ثلاثة أبعاد للالتزام التنظيمي في المنظمات، وهي: الالتزام العاطفي (المؤثر) حيث يتأثر هذا البعد بدرجة إدراك الفرد للخصائص المميزة للعلم، وهي درجة استقلالية وتنوع المهارات المطلوبة، وقرب المشرفين وتوجيههم،
كما يتأثر بدرجة إحساس الموظف بالسماح له بالمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات في البيئة التنظيمية التي يعمل فيها، بالإضافة إلى التغذية الراجعة التي يحصل عليها من الإشراف.
والدراسة التالية لعشيري إبراهيم ونائب هاني والعابد مريم، توضح النقاط السابقة، يمكن الاطلاع عليها فيما يلي:
ويقصد بالالتزام المعياري (الأخلاقي) إحساس الفرد بالالتزام بالبقاء في المنظمة، وغالبًا ما يعزز هذا الشعور دعم المنظمة الجيد للعاملين فيها والسماح لهم بالمشاركة والتفاعل الإيجابي، ليس فقط في إجراءات تنفيذ العمل، بل المساهمة في وضع الأهداف والتخطيط ورسم السياسات العامة للمنظمة، ويعبر عنه بالارتباط الاخلاقي السامي، وأصحاب هذا التوجه هم الموظفون أصحاب الضمير الذين يعملون وفق مقتضيات الضمير والمصلحة العامة.
بينما يعني الالتزام المستمر ما يحققه العاملون من قيمة استثمارية في حالة استمرارهم العمل في المنطقة مقابل ما سيفقده عن التحاقه بجهات عمل أخرى، وأن العاملين الذين لديهم مستوى عالي من الالتزام المستمر يبقون في الخدمة بسبب إنهم محتاجون وليس رغبة منهم في البقاء.
وتتمثل أهمية الالتزام التنظيمي في أن الالتزام التنظيمي لا يضمن النجاح في العمل، ولكن غيابه يضمن الفشل، فكثير من المديرين والعاملين يفتقدون إلى صدق العزيمة،
فبينما هم خبراء في تحديد المشكلات لأنهم لا يلتزمون بإيجاد حلول لهذه المشكلات، فالالتزام يتطلب شجاعة ومخاطرة، وهذا يعني أن يعطي الفرد كل ما لديه للآخرين، كما أن عليه أن يتعرف على أهدافهم، لا تفترض المنظمة عادة الالتزام، إنما هو نابع من النفس المقتنعة به داخليًّا.
والدراسة التالية لحمزة بن معتوق توضح النقاط السابقة، يمكن الاطلاع عليها فيما يلي:
ويعبر الالتزام التنظيمي عن الشعور الإيجابي المتولد عند الموظف تجاه المؤسسة التعليمية والارتباط بها، والإخلاص لها مع قيمها وأهدافها والحرص على البقاء بها، من خلال بذل الجهد والسعي والقيام بكل ما يؤدي إلى نجاح المؤسسة وتفضيلها على ما سواها مع الافتخار بالمؤسسة مما يعزز نجاحها.
ويمثل الالتزام التنظيمي درجة الموائمة والتطابق مع المؤسسة والارتباط من جانب الفرد، ويعبر الالتزام تنظيمي عن عاطفة وجدانية للفرد نحو المؤسسة،
ويعبر الالتزام التنظيمي عن استعداد الفرد بذل أقصى جهد ممكن لصالح المنظمة ورغبته الشديدة في البقاء فيها، ومن ثم قبوله وإيمانه بأهدافها وقيمها.
ويؤثر الالتزام التنظيمي تأثيرًا مباشرًا على كثير من الظواهر الإدارية الأخرى ويتضح ذلك من رغبة الأفراد بالبقاء في المنظمة أو مدى التزامهم بالحضور إلى العمل ومستوي الأداء والإنجاز،
كما يشير الالتزام إلى الرغبة التي يبذلها الفرد للتفاعل الاجتماعي من أجل تزويد المنظمة بالحيوية والنشاط ومنحها الولاء.
والدراسة التالية لمحمد عبد الكريم علي عطية توضح النقاط السابقة، يمكن الاطلاع عليها فيما يلي:
ختامًا، يأخذ الالتزام التنظيمي عدة أشكال وصور؛ من أهمها الالتزام كوسيلة لتحقيق هدف معين، والالتزام كقيمة في حد ذاته والالتزام كامتثال لما يتوقعه الآخرون، والالتزام التنظيمي حصيلة تفاعل العديد من العوامل الإنسانية والتنظيمية وظواهر إدارية أخرى داخل التنظيم.
ويستغرق الالتزام التنظيمي في تحقيقه وقتًا طويلًا؛ لأنه يجسد حالة قناعة تامة للفرد، كما أن التخلي عنه لا يكون نتيجة لتأثير عوامل سطحية طارئة، بل يكون نتيجة لتأثيرات إستراتيجية ضاغطة، بينما يعبر الالتزام التنظيمي عن حالة غير محسوسة يستدل عليها من خلال ظواهر تنظيمية معينة تتضمن سلوك الأفراد.
ويعدّ الالتزام التنظيمي أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها المؤسسات، فهو يعتبر عنصر مؤثر في نجاحها أو فشلها، ويعبر عن ظاهرة تحدث نتيجة العلاقات التبادلية بين الفرد والمنظمة،
وتتميز هذه العلاقة بأنها تدفع الفرد لبذل الجهود الكبيرة، والتي يقوم عن حب ورغبة ورضا فتصبح قيمها قيمه وأهدافها أهدافه، فيشعر بالمسئولية تجاهها ويندمج فيها ويحب البقاء معها،
وقد أثبتت الدراسات أن هناك عوامل ومتغيرات تؤثر في الالتزام التنظيمي ولها دور كبير في تحقيق أهداف المؤسسات في ظل التغيير المستمر، إذ نجاح المؤسسات مرهون بكفاءة موظفيها والتزامهم.
والجراف التالي يبين الدول الكبرى من حيث نسبة مساهمة قطاع التأمين في الناتج المحلي الإجمالي بها في 2021، وفق “سويس ري” العالمية لإعادة التأمين:
وقد بدأ الاهتمام بموضوع الالتزام التنظيمي مند مطلع النصف الثاني من القرن العشرين، وحتى الوقت الحاضر، ويعد موضوعًا مهمًّا يثير اهتمام كثير من المؤسسات بسبب ارتباطه الوثيق بكثير من سلوكيات العاملين،
ويعبر الالتزام التنظيمي عن اتجاه الفرد نحو المؤسسة ويشمل الرغبة القوية في البقاء عضوًا فيها ويظهر الالتزام في بذل العامل جهودًا إضافية في العمل، ويعدّ الأفراد الملتزمون تجاه مؤسساتهم مصدر قوة تساعد في بقائها ومنافستها للمؤسسات الأخرى.