عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف مجموعة كبيرة من المبرمجين وخبراء تكنولوجيا المعلومات إلى جانب العاملين في مجال هندسة الحاسوب وتدمير مقرات شركاتهم في غزة، في إطار تواصل حملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ 7 من أكتوبر 2023، وفق ما قاله مرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وأعد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قائمة كاملة بأسماء المتخصصين في مجال التكنولوجيا، بمن فيهم أصحاب الخبرة في البرمجة والذكاء الاصطناعي، الذين قُتلوا خلال الهجمات الهجمات الإسرائيلية الشرسة التي تشنها إسرائيل على غزة.
وشملت القائمة مهندس البرمجة المعروف هيثم محمد النباهين، والذي يعد من أكثر المتخصصين في هندسة الكمبيوتر مهارة في قطاع غزة، إذ قُتل هو وزوجته نسمة زهير صادق، في قصف جوي إسرائيلي على منزل سكني في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة في 14 مارس الحالي.
وقال أحد أقارب النباهين في تصريحات حصرية لموقع يورو إيد مونيتور إنه هرب مع عائلته إلى منزل في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
لكن طفلي نبهين، ليان ومحمد، قُتلا، وأصيبت زوجته في هجوم إسرائيلي، مما أجبرهما على الفرار مرة أخرى، إلى منزل في مخيم البريج، حيث قتلهما الجيش الإسرائيلي بعد حوالي أسبوعين.
وقال قريب النباهين إنه فع ثمناً باهظاً لإدراج اسمه واسم زوجته في قوائم التنسيق للأشخاص الراغبين في مغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر من أجل علاج زوجته في الخارج، قبل مقتلهما في الهجوم الإسرائيلي.
وبالمثل قُتل طارق ثابت، وهو خريج برنامج زمالة هيوبرت همفري الأمريكي، في 31 أكتوبر 2023 في غارة جوية إسرائيلية تسببت كذلك في مقتل زوجته وأطفاله ووالديه وأفراد آخرين من عائلته.
وكان ثابت يعمل مديرًا لبرامج حاضنة التكنولوجيا “يو سي إيه إس” UCAS في الكلية الجامعية بقطاع غزة.
وفي إطار الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع التكنولوجي واستنزاف البنية التحتية المرتبطة به، وثّق مرصد الأورومتوسطي هجمات مباشرة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مقرات شركات ناشئة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات وشركات الشراكة في قطاع غزة.
وتعرض قطاع التكنولوجيا في قطاع غزة لأضرار جسيمة، حيث تم تدمير مقار شركات الاتصالات والبنية التحتية الأخرى، كما قُتل العديد من العاملين في المجال الفني، مما أدى عرقل جهود مواصلة العمل والابتكار في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر العمود الفقري لجميع القطاعات الاقتصادية الأخرى وكذلك التحول الرقمي.
ويعمل في قطاع غزة قرابة 65 شركة تنشط في مجموعة متنوعة من المجالات التكنولوجية، بما في ذلك البرمجيات والمعدات التقنية والاستشارات والتدريب الفني والاتصالات ومجالات فرعية أخرى، وذلك قبل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وكانت تلك الشركات توظفت آلاف الشباب والخريجين الجدد.