أفاد الاتحاد المصري للتأمين بأن العديد من الدول قد أطلقت بعض المبادرات للحد من انتشار التلوث البلاستيكي في جميـع أنحاء العـالم، وطبقت عدة مـدن ودول ومنـاطق مختلفـة حظـر مختلف المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحـد، مثل حظـر استخدام الأكيـاس في المغـرب وسياتل، ومنع استخدام القش البلاستيكي (شـفاطات الشـرب البلاسـتيكية) في الولايات المتحدة، كما أن هناك أكثــر مــن 30 دولــة تحظر استخدام الأكيــاس البلاستيكية، وقد التـزمت بعض الشـركات التخلي عـن البلاسـتيك لجميـع منتجـات علامتهـا التجاريـة.
وأوضح الاتحاد أن تفـاقم مخــاطر المواد البلاسـتيكية واتساع رقعة آثارها السلبية قد شملت النظام البيئـي، ومن ثم اتجه اهتمـام الهيئـات والمنظمــات الدوليــة للبحــث في الطــرق الآمنــة لإدارة النفايــات الخطــرة، وأُنشـأت بـرامج وأُبرمـت معاهـدات للحد من المخاطر والبحـث عـن بـدائل أقـل خطـورة والتخلص الآمن منه.
وذكر أن الصين قد أعلنت تطبيـق حظـر اســتخدام المــواد البلاســتيكية ذات الاســتخدام الواحــد، وتقييد إنتاج وبيع واستخدام بعض المنتجات التي تعتمد في تصنيعها على المواد البلاستيكية، ما كان لذلك القرار أثر مباشر على قيـام عديد من الدول باتخاذ إجراءات لمكافحة التلوث البلاسـتيكي، من بينها المملكـة المتحـدة التي تحظر اسـتخدام البلاسـتيك غيـر القابـل لإعـادة الاسـتخدام، كما أعلنت أسـكتلندا عن حظر اسـتخدام شـفاطات الشـرب البلاسـتيكية علـى نطـاق الـبلاد، وحظرت المملكـة المتحدة استخدام الحبيبات البلاستيكية الدقيقة، وكذلك حظر التعبئـة البلاسـتيكية في محلات السوبر ماركت وخفض استخدام العبوات البلاستيكية، كما أعلنــت هيئــة البيئــة بأبــوظبي خفــض اســتهلاك الأكيــاس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة تدريجيًا وصولًا إلى حظر اسـتخدامها مع اسـتبدالها بالأكيـاس متعـددة الاسـتخدامات وفـرض رسـوم علـى المـواد البلاسـتيكية الأخرى.
وأضاف الاتحاد في نشرته الأسبوعية، أن عام 2019 شهد تسرب 6.1 مليون طن من النفايات البلاستيكية إلى البيئات المائية وتدفق 1.7 مليون طن في المحيطات، بينما يوجد الآن نحو 30 مليون طن من النفايات البلاستيكية في البحار والمحيطات، وتراكم 109 ملايين طن في الأنهار، ويشير تفاقم البلاستيك في الأنهار إلى أن التسرب إلى المحيط مستمر لعقود قادمة، حتى لو أمكن تقليل النفايات البلاستيكية التي تدار بشكل سيئ بشكل كبير.
وبيّن أن سلاسل الإمداد العالمية والتجارة في البلاستيك تشهد إعادة نظر، مع مواءمة نهج التصميم وتنظيم المواد الكيميائية لتشكل مفتاحًا لتحسين دائرية التعامل مع البلاستيك، مع وجوب استغلال النهج الدولي لإدارة النفايات في جميع مصادر التمويل المتاحة، بما في ذلك مساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على تلبية التكاليف المقدرة بـ25 مليار يورو سنويًا، لتحسين البنية التحتية لإدارة النفايات، وما يزيد من صعوبة الأمر أن البلاستيك يساهم مباشرة في تغير المناخ، حيث يمثل البلاستيك المصنوع من الوقود الحفري بنسبة 20% من إجمالي استهلاك النفط، والتي يتطلب تصنيعها وإعادة تدويرها وحرقها طاقة مكثفة، ما يؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية.
ويتوقع الاتحاد المصري للتأمين أن يمثل طمر النفايات الشكل الرئيس لإدارتها في جميع أنحاء العالم على مدى العقود الأربعة القادمة، حيث ترتفع كمية المتخلص منها في مواقع دفن النفايات من 174 مليون طن في عام 2019 إلى أكثر من نصف مليار طن بحلول 2060، ووصول كمية النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها إلى 176 مليون طن، ما يمثل حوالي 17% من إدارة النفايات العالمية المتوقعة في ذلك العام.