أكد تقرير صادر اليوم الخميس، عن الاتحاد الأوروبي، يؤكد أنه تم إطلاق تجارة الكربون في القطاع البحري في الأول من يناير الجاري، إلا أنه سيواجه تحديات بسبب الأعمال الحرجة بمنطقة البحر الأحمر على حد وصف التقرير.
وأشار التقرير الصادر اليوم إلى أن الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها مؤخرا أجبرت السفن التي تعبر مضيق باب المندب الضيق، إلى العبور حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق الأطول بكثير للسفن.
وأوضح التقرير أن سفينة ميرسك هانغتشو التي تبلغ حمولتها 14 ألف حاوية مكافئة تعرضت مؤخرا لصاروخ في 30 ديسمبر، وبعد يوم واحد قامت قوات الحوثيين بمحاولة للصعود على متن السفينة.
كما أدى الدعم البحري الأمريكي إلى إغراق ثلاثة زوارق للحوثيين مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص، إلا أن حاملة الطائرات الدنماركية استأنفت الآن تحويلاتها حول الرأس الأفريقي، بعد أن أعلنت أنها ستستأنف عبور السويس في 24 ديسمبر الماضي.
ورصد التقرير أنه قد تم الآن تحويل حوالي 3.4 مليون حاوية مكافئة إلى المسار الأطول بكثير، حيث أبحرت 262 سفينة لمدة 10 أيام إضافية أو 3000 ميل لتجنب المضيق البالغ طوله 20 ميلاً، والذي يبلغ عرضه الصالح للملاحة 10 أميال فقط، والذي يؤدي إلى السويس.
وتابع التقرير إلى أن الصراع في الشرق الأوسط وانخفاض عمليات العبور في قناة بنما بسبب انخفاض منسوب المياه يستخدم معدلات زيادة القدرة الفائضة بنسبة 40% مقارنة بالأسبوع الماضي وفقًا لمحللي شركة Linerlytica المتخصصة في نشاط النقل البحري، الذين يستشهدون بمؤشر شنغهاي لشحن الحاويات.
وأكد التقرير أن زيادة التكاليف نتيجة لوقت الإبحار الأطول والقيود المفروضة على سعة السفن ستشكل بعضًا من أسعار الشحن المتزايدة، ولكن ستكون هناك تكاليف إضافية مرتبطة بإدخال نظام للاتحاد الأوروبي للسفن التي ترسو في موانئ الاتحاد الأوروبي والمعروف بنظام إتس.
يذكر أن نظام إتس هو نظام مقايضة الانبعاثات التابع للاتحاد الأوروبي، ويتم استخدامه للحد من انبعاثات غازات الدفيئة بشكل فعال من حيث التكلفة، ويعد هذا النظام أول سوق رئيسية للكربون في العالم.
ويفرض نظام مقايضة الانبعاثات التابع للاتحاد الأوروبي ضريبة كربون على أساس المسافة بين آخر ميناء توقف خارج الاتحاد الأوروبي، باستثناء المملكة المتحدة وطنجة وبورسعيد، وأول ميناء اتصال داخل الاتحاد الأوروبي.
وذهب التقرير إلى أن الحاوية التي كانت تنطلق من سنغافورة ثم جده بالسعودية ثم موانئ الاتحاد الأوروبي كانت ستدفع قرابة 41 يورو لكل حاوية، إلا أنه بسبب الدوران حول افريقيا سيصل هذا المعدل الى 121 يورو لكل وحدة، وتعرف تلك التكلفة بأنها بدلات للانبعاثات وفقا لنظام اتس.
وأشار التقرير إلى أن شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك أفادت الثلاثاء الماضي، أنها ستوقف جميع عمليات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن حتى إشعار آخر، حسب بيان لها.
ويأتي هذا القرار بعد وقت قصير من تعرض إحدى سفنها لهجوم من قبل مسلحين. كما أنه يمدد فترة التوقف لمدة 48 ساعة التي تم تطبيقها يوم الأحد في أعقاب الهجوم مباشرة.
ورداً على هجمات الحوثيين، رفضت بعض أكبر شركات الشحن في العالم العبور عبر قناة السويس، مما أدى إلى تعقيد التدفقات بين أوروبا وآسيا وإجبار بعض السفن على سلوك الطريق الأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.
وأثارت التوترات أيضًا توترات في أسواق النفط، حيث ارتفع سعر النفط الخام بأكثر من 2% مع افتتاح التداول في العام الجديد.