بمناسبة يوم المياه العالمي، احتفل السفير إيڤان سوركوش، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، بهذه المناسبة على ضفاف نهر النيل مع عدد من سفراء الدول الأوروبية والأفريقيه، وممثلين لبعض شركاء التنمية وكبار المسئولين الحكوميين، بالإضافة إلى نخبة من الإعلاميين بحديقة عفلة بالقناطر الخيرية.
وخلال الحفل أعلن السفير إيڤان سوركوش أن الاتحاد الأوروبي بصدد إطلاق برنامج مهم لعدة سنوات في مصر تحت عنوان “برنامج الاتحاد الاوروبي لقطاع المياه في مصر” #EU4WATER بمِنح تصل قيمتها إلى 120 مليون يورو.
ويهدف البرنامج إلى دعم استقرار مصر من خلال تحقيق الأمن المائي وتعزيز الإدارة المستدامة لقطاع المياه.
وأضاف السفير: “نأمل في توقيع اتفاقية تمويل البرنامج خلال فصل الصيف وبدء التنفيذ قبل نهاية العام”.
وتواجه مصر تحدي ندرة المياه، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة لترشيد الاستهلاك وتطبيق أنظمة الري الحديثة وتقليل الفاقد من المياه.
وأكد السفير أن الاتحاد الأوروبي يعد من أوائل الجهات التي ساندت مصر بهذا القطاع؛ حيث أسهم بمبلغ 450 مليون يورو لإقامة عدة مشروعات بقطاع المياه خلال السنوات العشر الماضية.
ونوّه بأن هذه المنح ضمن حزم تمويلية ميسّرة بقيمة 2.5 مليار يورو من مؤسسات مالية أوروبية في هذا القطاع.
ويشمل التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر في قطاع المياه و الصرف الصحي، برامج تغطي 12 محافظة مصرية. وستعمل هذه البرامج على تحسين حياة 15 مليون مواطن مصري، وخاصة الأكثر احتياجًا.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الإدارة المستدامة لقطاع المياه بمصر من خلال الاستمرار في مشروعات التنمية ومواصلة الحوار مع صانعي القرار.
من ناحيته أكد الوزير الدكتور محمد عبد العاطي أن مواجهة تحديات المياه في مصر واحدة من أهم أولويات البلاد.
وأضاف أن جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، بالتعاون مع شركاء التنمية مثل الاتحاد الأوروبي، يجب أن تتكاتف معًا في تنفيذ الخطة القومية للموارد المائية.
وتتضمن الخطة أربعة أهداف رئيسية هي: “1) تحسين نوعية المياه، 2) ترشيد استخدامات المياه ورفع كفاءة استخدامها، 3) تنمية الموارد المائية و4) تهيئة البيئة الملائمة للإدارة المتكاملة للمياه”.
كما قام الدكتور عبد العاطي بعرض استراتيجية وزارة الموارد المائية والري حتي 2050 وما تتضمنه هذه الاستراتيجية من خطط مرحلية للتعامل مع كل الظروف والمتغيرات التي قد تواجه قطاع المياه لتعزيز الأمن المائي المصري والوفاء بمتطلبات كل قطاعات الدولة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.
وأشاد بالتجارب المميزة والرائدة التي قام بها المزارعون لترشيد استهلاك المياه في الزراعة من خلال التحول من الري بالغمر إلى طرق الري الحديثة كالرش والتنقيط، والتي تشير إلي تحمُّل المُزارع المصري المسئولية والمبادرة للحفاظ علي المياه من الإهدار والتلوث.
كما قام كل من الدكتور محمد عبد العاطي، والسفير إيڤان سوركوش، بتكريم مجوعة من السيدات أعضاء مجالس إدارات روابط مستخدمي المياه علي الترع الفرعية من محافظات الجمهورية المختلفة؛ احتفالًا بيوم المرأة العالمي وتكريمًا لدورهم الفعال في المشاركة في إدارة الموارد المائية والحفاظ عليها من الإهدار والتلوث.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي أطلق، في مارس الماضي، مشروع دعم الإصلاح وتعزيز القدرات الفنية لقطاع المياه (EU Water STARS) مع وزارة الموارد المائية والري، بميزانية إجمالية تبلغ 4.8 ملايين يورو كمنحة تهدف إلى رفع الكفاءات التقنية في مجال المياه، وتبلغ مدته ثلاثين شهرًا.
وسيساعد هذا المشروع الوزارة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة لتحقيق الأمن المائي وفقًا لاستراتيجية التنمية المستدامة للدولة 2030 والخطة القومية للموارد المائية 2037.
الجدير بالذكر أن كل الرسومات التصميمية للتوسعات بحديقة عفلة، التي أقيمت بها الاحتفالية، هى أحد إنجازات برنامج EU Water STARS، الذي يهتم بتطوير عدد من الدراسات الفنية التي تدعم تحسين الكفاءة التشغيلية وحسن إدارة الأصول المملوكة للدولة ورفع كفاءة استخدام المياه.
وقامت وزارة الموارد المائية والري بتدير كل تكاليف تطوير الحديقة من مواردها الذاتية دون تحميل ميزانية الدولة أي أعباء أضافية.