أعربت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) إدانتها الشديدة للسلوك الهمجي، الذي قاد حركة (الخط المتشدد) السويدية، للإقدام على حرق نسخة من المصحف الشريف، في مشهد يبرهن على الانهزام الحضاري ومجانبة روح التسامح المؤمن بالتنوع الثقافي والعقدي، بما يفضى إلى إثارة مشاعر البغضاء وإحياء خطاب الكراهية كلما آذن بخفوت.
وأكدت أن الاستهانة بالقيم والمبادئ الحاكمة لحياة الأمم والشعوب أخطر أسلحة الدمار المخلخلة لبنية الأمن والنماء في المجتمع الدولي، واستنادا إلى هذه الحقيقة الساطعة، فإن المنظمة تنبه إلى ما جرَّ إليه هذا الاجتراء البغيض، من رفع لوتائر التوتر والعداء وحث لمشاعر الكراهية والصدام، بما يقود العالم نحو مزيد من شواهد الاحتراب الدولي الذي تعاني البشرية من تمدد خطره الداهم فى الراهن المعاش، ولتعيش البشرية في أتون مهددات أمنها، بدلا من التفاتها صوب موجبات السلم الضامنة لازدهارها وتقدمها.
وأشارت الإيسيسكو إلى أن تكرار هذا النمط من التعديات، لن ينل من قيمة القرآن الكريم، الذي تتزايد أعداد المؤمنين به يوما إثر يوم، في مشارق الأرض ومغاربها، فإنها تجدد التحذير من أن سماح السلطات -أينما كانت- لمثل هذه التوجهات بمثل هذا التعبير الأهوج، لَيُعَدُّ استقواءً بآلياتها في الابتعاد بالإنسانية عن الجادة الحضارية الملتزمة باحترام قيم الشعوب وأخلاقيات ثقافاتها وأعرافها، كما تجدد المنظمة تأكيدها بأنها لن تتوانى في المضي مع القوى العالمية المحبة للسلام، حملاً لمشاعل التنوير، وترسيخاً لدعائم الاعتدال، بما يحول دون انتشار هذه النزعات الرعناء وتمددها.