قامت «المال» بجولة فى أحد أكبر مصانع الدولة لإنتاج الزيت التموينى والذى يتبع شركة الإسكندرية للزيوت والصابون التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية فى كفر الزيات بمحافظة الغربية وذلك للوقوف على مدى توافر المنتج التموينى والذى يعد من السلع الأساسية التى لا غنى عنها.
وأجرت «المال» حوارا مع الدكتور أحمد عبدالوهاب رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للزيوت والصابون للتعرف على كل ما يخص قطاع الزيوت فى مصر.
فى البداية أكد رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للزيوت والصابون قرب انتهاء وزارة التموين والتجارة الداخلية من الدراسات الخاصة بإعادة هيكلة شركات الزيوت الحكومية بحيث يتم إنشاء كيانات جديدة مع تطوير الكيانات الموجودة بالفعل بهدف إقامة أكبر مصنع للزيوت فى الشرق الاوسط.
وقال عبدالوهاب إن الدراسة تضم شركات الزيوت الحكومية وهى الإسكندرية للزيوت والصابون، طنطا للزيوت والصابون، أبو الهول للزيوت والمنظفات.
كان الدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أكد فى تصريحات سابقة لجريدة «المال» أنه سيتم تطوير قطاع الزيوت بتكلفة مبدئية تصل إلى 5.5 مليار جنيه وذلك فى خمسة مصانع فى برج العرب وسوهاج وكفر الزيات وطنطا،وجار وضع الخطة التنفيذية للتطوير.
وأوضح عبدالوهاب أنه بالنسبة لمصنع الزيوت فى كفر الزيات، فإن معدل الانتاج اليومى سجل 400 طن حتى عام 2020 وإرتفع بداية العام الجارى 2021 إلى 500 طن زيوت يوميا بعدد 680 ألف زجاجة فى اليوم، منقسمة إلى %50 لزجاجة 800 مللى، و%50 لزجاجة 1 لتر.
وقال عبدالوهاب إن إنتاج الشركة سنويًا من الزيوت والأعلاف والصابون والمنظفات يصل إلى 195 ألف طن بحجم إيرادات 2.8 مليار جنيه وصافى أرباح 45 مليون جنيه فى العام المالى 2020/2021.
195 ألف طن إنتاج الشركة السنوى من الزيوت والمنظفات و»الخليط» يستحوذ على %85 منها
وأضاف عبدالوهاب أن الزيوت «الخليط» تمثل %85 من انتاج الشركة بكمية تصل إلى 180 ألف طن سنوياً، والـ %15 الاخرى موزعة على منتج الاعلاف بما يتراوح بين 35 ألف إلى 40 ألف طن، والمنظفات من 10 آلاف إلى 12 ألف طن، والصابون فى حدود 3 آلاف طن سنوياً، مشيرا إلى أنه يتم إنتاج منتجات خام تدخل فى صناعة المنظفات مثل السليكات والسالفونك، ويتم طرحها فى السوق المحلية.
تعظيم منتجات سافو ورابسو بطاقة 40 ألف طن سنوياً
ولفت رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للزيوت والصابون إلى أنه تم تصدير منظفات إلى كل من سوريا والمغرب وتركيا بقيمة 30 مليون جنيه العام الماضى، ومن المستهدف خلال عام 2021/2022 زيادة الإنتاج بنسبة لا تقل عن %5 من إجمالى إنتاج الشركة، والوصول إلى 3 مليارات جنيه إيرادات.
وأوضح عبدالوهاب أن الشركة حققت أرباحا سنوية على مدار الـ 5 سنوات الماضية، وخلال العام الماضى تم تحقيق إيرادات بلغت 2.8 مليار جنيه بصافى ربح 45 مليون جنيه، ويتم تقسيم الأرباح على العاملين، وضخ استثمارات جديدة فى الشركة.
وقال عبدالوهاب إن حجم إستهلاك مصر من الزيوت سنويا يصل إلى 2.4 مليون طن، مضيفا أنه كان يتم استيراد نحو %97 من احتياجات السوق المحلية من الزيوت الخام وذلك حتى عام 2019، لتنخفض حاليا إلى %95.
يشار إلى أنه تم استيراد نحو 2.1 مليون طن زيت خام صويا وعباد فى 2019/2020، لتتراجع إلى 2 مليون طن فى 2020/2021.
وأضاف عبدالوهاب أن تراجع كميات الاستيراد بشكل طفيف جاء بعد قيام الدكتور على المصيلحى وزير التموين بتشجيع مصانع وشركات الزيوت على إستلام الزيوت التى يتم إستخلاصها من البذور لإعادة تكريرها وتصنيعها لصالح منظومة التموين.
خطة لتدشين أكبر مصنع فى الشرق الأوسط يضم شركات الزيوت الحكومية بطاقة 80 مليون زجاجة شهريا
وتابع عبدالوهاب أنه من المستهدف الوصول إلى حجم إنتاج من زيت الخليط يبلغ 2400 طن يومياً بمعدل 80 مليون زجاجة شهريا، وذلك مع بدء تطوير شركات الزيوت من خلال الخطة الموضوعة، كاشفا أنه جارى تحديد اسم ماركة الزيت الجديد.
وعن ارتفاع أسعار الزيوت الخام العالمية أوضح عبدالوهاب أن البيوديزل (إعادة تدوير الزيوت المستهلكة كوقود) كان من ضمن أسباب ارتفاع اسعار الزيت عالميا، قائلا: «عندما يرتفع سعر برميل البترول عالميا تتوجه الشركات الكبرى إلى استخدام الزيوت النباتية فى انتاج البيوديزل».
البيوديزل أحد أسباب ارتفاع اسعار الخام عالمياً
واضاف عبدالوهاب أنه عند انخفاض سعر البترول رفعت الشركات العالمية أيديها عن الزيوت النباتية، مما ادى لوجود ضغط على أسعار الزيوت الخام فى السوق العالمية.
ولفت إلى أنه فى شهر نوفمبر 2019 كان يتم طرح زجاجة 1 لتر بسعر 19 جنيها على البطاقة التموينية، وعندما حدث هبوط فى اسعار الخامات العالمية للصويا والعباد اصدر وزير التموين قرارا بتخفيض السعر من 19 جنيها إلى 17 جنيها.
وتابع أنه فى شهر ديسمبر 2019 استلم المواطن زجاجة الزيت 1 لتر بسعر 17 جنيها على البطاقة التموينية واستمر هذا السعر حتى شهر مايو 2021، على الرغم من إرتفاع أسعار خامات الزيوت عالمياً ومحليا بشكل رهيب.
وأشار إلى أنه منذ شهر ديسمبر 2020 حتى شهر مايو 2021 شهدت أسعار الزيوت العالمية ارتفاعا ملحوظا وزيادة مضطردة، وهو ما انعكس على أسعار الزيوت الحرة داخل السوق المحلية.
وبحسب اخر تقرير للهيئة العامة للسلع التموينية بشأن أسعار تعاقدات الزيت الخام من ديسمبر 2020 إلى مايو 2021، فقد تراوحت الأسعار من 13.920 ألف جنية لطن الصويا الخام المحلى إلى 19.265 ألف جنيها، ومن 860 دولار لطن الصويا الخام المستورد إلى 1263 دولارا بما يعادل 19.830 ألف جنية، وكانت نسبة الزيادة تتراوح من %42 إلى %44، بينما نسبة الزيادة فى زيت الخام العباد المستورد تتراوح من %50 إلى %55.
واستكمل رئيس شركة الإسكندرية للزيوت والصابون قوله بأن تلك الزيادات الكبيرة كانت سببا فى ضرورة مراجعة سعر المنتج النهائى والذى يطرح على البطاقات التموينية، مشيرا إلى أن القيادة السياسية وجهت بضرورة وجود احتياطى استراتيجى يكفى من 3.5 إلى 4 شهور .
وقال إنه بعد زيادة أسعار الزيوت فى السوق المحلية كان سعر اللتر ثابت على البطاقة التموينية بـ17 جنيها، مؤكداً أنه كان من الممكن ظهور سوق سوداء بسبب الفجوة السعرية لان المضاربين مستعدون للدفع والتخزين ومن ثم رفع السعر.
وأضاف عبدالوهاب أنه كان لابد على وزارة التموين الحفاظ على الاسعار بدون اتخاذ اى اجراءات تؤدى إلى تأثيرات عكسية على السوق المحلية مثل التسعيرة الجبرية.
وتابع: سعر زجاجة الزيت فى السوق وصل حاليا إلى 24 جنيها وفى التموين 17 جنيها وبدأ يحدث تسريب للسوق السوداء، فكان قرار الدكتور على المصيلحى وزير التموين بطرح زجاجة زيت بسعر 17 جنيه زنة 800 مللى وزجاجة 1 لتر بسعر 21 جنيها لضمان عدم تسريب الزيت التموينى للسوق السوداء.
واكد عبدالوهاب أن هدف وزارة التموين والتجارة الداخلية هو طرح زجاجة زيت للمواطن على بطاقة التموين تكون مصنعة محليا من الألف إلى الياء، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع بين وزيرى التموين والزراعة لمتابعة ذلك من خلال الزراعة التعاقدية.
وقال إنه خلال سنوات قريبة قادمة سيتم الوصول إلى انتاج زيوت منتجة من بذور محلية وليس مستوردة من الخارج، وذلك من خلال تنظيم مشروع المليون فدان، حيث يتم حاليا التعاقد مع المزارعين لزراعة البذور الزيتية، والعمل على توطين زراعة البذور الزيتية فى مصر.
وأضاف عبدالوهاب أن هناك توجيهات من القيادة السياسية ببدء عمل زراعات تعاقدية، وتم دعوة كل شركات استخلاص الزيوت سواء قطاع عام أو خاص وتم الاتفاق على بدء استخلاص البذور الزيتية من بذور مزروعة محليا، وتم تشكيل لجنة من وزارة الزراعة ووزارة التموين لمتابعة ذلك مع المختصين.
وتابع عبدالوهاب أن اللجنة استقرت على البدء فى زراعة 100 ألف فدان فول صويا و100 ألف فدان عباد، كمرحلة أولى وترتفع إلى 250 ألف فدان فى المرحلة الثانية لكل من الصويا والعباد، على أن تشترى الشركة القابضة للصناعات الغذائية المحصول وتقوم باستخلاص الزيوت وينتج عنه زيت يتم استخدامه فى التكرير وتعبئة الزيوت وجزء منه يستخدم كعلف للدواجن والاسماك.
وأوضح عبدالوهاب أنه تم العمل على وضع سعر مناسب للمزارع يكون أعلى من السعر العالمى، بحيث يكون سعر طن بذور الصويا 8 آلاف جنيه، و8500 جنيه سعر طن العباد.
وقال عبدالوهاب إنه سيتم العمل على تغيير تركيبة استقدام الزيوت الخام فى السوق المحلية بحيث تكون %50 من بذور مزروعة محليا، و%25 من بذور مستوردة، و%25 من زيوت خام مستوردة، موضحا أنه فى حالة حدوث أى زيادة فى الاسعار العالمية لن يكون هناك تأثير كبير على سعر المنتج المحلى.
وأوضح عبدالوهاب أن الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من الزيوت الخام ليس بالأمر السهل، قائلا: إن استهلاك مصر من الزيوت 2.4 مليون طن سنويا،وهناك أنواع معينة من الزيوت غير متوفرة فى مصر، ضاربا مثالا بزيوت النخيل المستخدمة فى انتاج السمن النباتى وصناعة الصابون والتى تمثل مليون طن زيوت، وتحتاج زراعتها لمناطق زراعية ذات درجات حرارة مرتفعة وأمطار طوال العام.
وكشف رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للزيوت والصابون عن إتجاه الدولة لإدخال زيت الكانولا ضمن صناعة الزيوت، بجوار زيت الصويا وزيت العباد، وذلك من خلال زراعته محليا، وتُجرى دراسات حاليا بين وزارتى التموين والزراعة بهذا الشأن.
وكشف عبدالوهاب عن اتجاه وزارة التموين إلى عودة منتجى سافو ورابسو للمنظفات إلى السوق المحلية بقوة مرة أخري، من خلال العمل على طرح منتج ذات جودة عالية وبكميات ضخمة تنافس المنتجات الموجودة فى السوق المحلية، حيث يتراوح حجم الإنتاج حاليا من 20 إلى 25 ألف طن سنوياً.
وقال عبدالوهاب إنه ذلك سيتم من خلال التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتعاملة مع كبرى شركات المنظفات فى السوق المحلية، إضافة إلى استقدام أجهزة حديثة، كما تم الإتفاق على تدريب العاملين فى قطاع المنظفات الحكومية لمواكبة التطور التكنولوجى فى صناعة مساحيق الغسيل والمنظفات.
وأضاف عبدالوهاب أن هناك خطة انتاجية للمصنع سيتم العمل عليها بحيث سيتم إنتاج 40 ألف طن في السنة الأولى وتصل فى السنة الخامسة إلى 100 ألف طن، رافضا الافصاح عن التكلفة الاستثمارية للمصنع.
ولفت عبدالوهاب إلى أن الخطة الموضوعة قاربت على الانتهاء وسيتم عرضها على الدكتور على المصيلحى وزير التموين لمراجعتها، ومن ثم تُعرض على الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ليبدأ تنفيذها بعد العرض على القيادة السياسية، مثلما حدث فى مصنع قها وإدفينا والتعامل معه كمشروع قومى بتكلفة استثمارية 1.5 مليار جنيه.
يذكر أن شركة الإسكندرية للزيوت والصابون تأسست عام 1963 وتتبع الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية وهى مملوكة بالكامل للشركة القابضة.