تحت عنوان “تأمين المستقبل المالي للجيل القادم”، أفرد الإتحاد المصري للتأمين، نشرته الأسبوعية الصادرة قبل قليل، تحت رقم 148 ، لتحديد المخاطر التي تواجه ، في حياتها اليومية حينًا، ووفقًا لطبيعتهن البيولوجية أحيانًا، واضعًا مجموعة من الحلول ” التأمينية” التي تمثل ضمانة لهن، في مواجهة تلك التحديات، ولتأمين مستقبلهن، أو علي أقل تقدير، تخفيف حدة هذه المخاطر.
نشرة الإتحاد المصري للتأمين، برئاسة علاء الزهيري، الذي وضع لها عنوانًا شارحًا بـ” دليل للمخاطر التي يمكن أن تواجها في الحياة وكيفية مواجهتها” ، إعتمدت علي تقريرًا بحثيًا ، موضحا حلالها – أي النشرة- للأخطار التي تواجه المرأة بشكل عام، والأوقات التي يمكن أن يحدث فيها التغيير في حياتهن، مقترحًا مجموعة من الحلول، التي يراها قادرة علي ترويض تلك الأخطار.
10 مخاطر تواجه النساء طوال حياتهن
وحدد الإتحاد المصري للتأمين، 10 مخاطر تواجه طوال حياتهن، بداية من مرحلة الشباب و حتى مرحلة تقدم العمر، بناءًا على عدد من التجمعات ، التي تتعلق بعالم العمل والعائلات والعقود المالية المستقبلية.
وتضم قائمة المخاطر العشرة، كلًا من القدرة المالية، والفجوة في الأجور بين النساء والرجال، بالإضافة الي التضحية بالعمل، والمشاكل المرتبطة بالصحة النفسية، وفجوة التدريب المهني للفتيات، علاوة علي التأثيرات المرتبطة بالطلاق والإنفصال، وعجز المعاشات، وعبء تخريج الفتيات، وأخيرًا المخاطر التي لها علاقة بالأمومة والرعاية، وطول العمر.
وفيما يتعلق بالخطر الأول، المرتبط بالقدرة المالية للإناث ، قال إتحاد التأمين، أن هناك حاجة لتحسين علاقة المرأة بالمال والمخاطر، ومعالجة الانماط المالية بين الجنسين ، لافتًا إلي أن هناك 37٪ فقط من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و24 عامًا، يشعرن بالثقة في إدارة أموالهن مقارنة بـ 48٪ من الرجال ، كما ان هناك 52٪ من النساء في أواخر العشرينات من العمر ، ليس لهن الإدراك الكاف لإتخاذ قرارات بشأن مدخرات التقاعد، مقارنة بـ 38٪ من الرجال.
الفجوة في الأجور تحدِ جديد أمام المرأة
وحول الفجوة في الأجور بين الجنسين، أكد إتحاد التأمين، أن متوسط الأجر الإجمالي للرجال في العمل بدوام كامل ، خلال 2016 ، كان أعلى بنسبة 9.4٪ من أجر النساء، ومع ذلك فإن عدد النساء اللائي يعملن بدوام جزئي أكثر من الرجال.
وأشار ألي أن الفجوة بين الجنسين ، بما في ذلك دوام كامل ودوام جزئي ، تدور حول18.1٪ ، وأن النساء يشكلن غالبية الموظفين الإداريين والسكرتارية ، الأكثر عُرضة لخطر الاستغناء عنهم للزيادة عن الحاجة.
وأوضح الإتحاد المصري للتأمين، أنه في عصر سيادة التكنولجيا فإن بعض القطاعات – التي تتكون في الغالب من العاملات – لن تتأثر بذلك، مثل الرعاية والترفيه ، وأدوار الخدمة الأخرى، ومع ذلك، فان هذه القطاعات من بين القطاعات الأقل أجرًا في بعض الدول الاوربية ، ومن المرجح أن تظل كذلك على مدى العقود القادمة.
النساء تتحمل العبء الأكبر من المهام المنزلية
وفيما يتعلق بالمخاطر المرتبطة بالتضحية بالعمل، أكد إتحاد التأمين أن النساء تستمر في تحمل العبء الأكبر من المهام المنزلية، على الرغم من تغيير المواقف تجاه المرأة والعمل، وأن 43 ٪ من المواطنين يعتقدون أن الأمهات يجب أن يعملن بدوام جزئي.، وأن 61% من الأمهات العائدات للعمل ، يخترن العمل بدوام جزئي، على الرغم من تأثير ذلك على مكتسبات المرأة ، والتقدم الوظيفي ، حيث تحصل النساء التي تعمل بدوام جزئي على نسبة اقل من 30٪ في الساعة مقارنة بدوام كامل، ما يؤثر في النهاية على حجم توفير المدخرات والمعاشات.
وحول المخاطر التي لها علاقة بالصحة النفسية للنساء ، قال المصري للتأمين، أن النساء أقل مرونة من الناحية المالية ، خلال دورة الحياة ، مع وعاء ادخار قليل نسبيًا ، لافتا الي ان ثلث النساء في الثلاثينيات من العمر ، يقولن إن أموالهن لن تستمر لمدة شهر إذا فقدن مصدر دخلهن الرئيسي، مما يعني أنهن أكثر عرضة للخطر اذا أصبح شركاؤهم أو أفراد أسرهم مرضى وغير قادرين على الكسب ، مؤكدًا أن عدم التوازن في توفير المعاشات التقاعدية بين الأزواج يجعل النساء معرضات للخطر ، إن لم يكن لهن دور في التخطيط للتقاعد.
محطات في حياة النساء
في سياق متصل، سرد الإتحاد المصري للتأمين، بعض المحطات التي تهم حياة النساء ، و الحلول المقترحة لتحسين المرونة المالية لهن ، وتتركز في خمس محطات رئيسية، هي النمو والدراسة والتأهيل ، بالإضافة الي الالتحاق بمكان العمل ثم تركة والعودة إليه مجددًا ، أو الى جهة عمل جديدة، وثالث تلك المحطات مرتبطة بالأمومة وتقديم الرعاية، ورابعها له علاقة بتقدم العمر والتخطيط للتقاعد ، وأخيرًا ، إعتلال الصحة والعجز والموت.
وفيما يتعلق بمحطة النمو والدراسة والتأهيل، قال الإتحاد المصري للتأمين ، أنه يمكن للقرارات المتخذة ، بشأن ماذا وكيف وأين ومتى تدرس الفتاة؟، والآلية التي ستتمكن من خلالها من توفير مصروفات الدراسة، للحصول على المؤهلات ، أن تحدد قابلية التوظيف وطبيعة الوظيفة والأجر والآفاق المالية طويلة الأجل في نهاية المطاف.
وحدد المصري للتأمين المخاطر المرتبطة بتلك المرحلة، وتتركز في التعليم العالي والخيارات المهنية لديها، والعواقب السلبية على الدخل في المستقبل ، إضافة الي تراكم الديون ونقص الثقة المالي ، ناهيك عن التعرض لظروف الصحة النفسية ، وقضايا المخاطر الصحية الجسدية المتعلقة بالصحة النفسية والنظام الغذائي والسمنة ، وأخيرًا زيادة خطر إساءة المعاملة.
الإتحاد المصري للتأمين، وضع بعض الحلول المقترحة، لمواجهة المخاطر المرتبطة بتلك المحطة، وتتركز في تعزيز الوعي ، بمخاطر ومزايا الخيارات التعليمية ، والمهنية للفتاة، وتطوير القدرة المالية في وقت مبكر من الحياة، ما سيمكن الفتيات والنساء من اتخاذ قرارات أكثر استنارة، ودعم الاستقلال الاقتصادي الى التحسن في المستقبل.
وفيما يتعلق بالمحطة الخاصة بالإلتحاق بمكان العمل ثم تركة والعودة إليه مجددًا، أو الى جهة عمل جديدة ، وضع المصري بعض الحلول لمواجهة مخاطر تلك المرحلة، وتتركز في مساعدة النساء في التخطيط المالي ، عند دخولهن العمل، وضمان الوصول إلى حلول الادخار والحماية المناسبة يدعم الاستقلال المالي ويجهز النساء لتطوير أنماط الادخار والمرونة المالية التي لا تقدر بثمن في وقت لاحق من الحياة.
حلول مقترحة للمخاطر المرتبطة بالأمومة
وحول الحلول المقترحة للمخاطر المرتبطة بالأمومة وتقديم الرعاية، أكد ، أن دعم المرأة من خلال الأمومة والرعاية، وضمان الوعي بالعواقب المحتملة طويلة المدى لخيارات العمل، وقرارات الإدارة المالية في المنزل، سيسمح للنساء باتخاذ قرارات مستنيرة تؤثر على استقلاليتهن المالية على المدى القصير والقدرة على الصمود.
وفيما يتعلق بالحلول المقترحة للمخاطر المرتبطة بتقدم العمر والتخطيط للتقاعد، قال المصري للتأمين، أن ضمان المعلومات والنصائح الكافية حول التخطيط للتقاعد واتخاذ القرارات في الفترة ما قبل وحتى التقاعد، يعد أمرًا حيويًا.
وإنتهي المصري للتأمين، إلي أن الحلول المقترحة للمخاطر المرتبطة بالصحة والعجز والموت- لاقدر الله-، للسيدات، تتركز في رفع مستوى الوعي بين النساء ، حول المخاطر الصحية الخاصة بهن ، وشركائهن والطرق المحتملة لإدارة هذه الأمور ، ما يساعد على مرونة المرأة في التعامل مع ما هو غير متوقع وفي التقليل من المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها عند تقدم العمر بها .
المصري للتأمين يتساءل: ماذا نفعل؟
وطرح الإتحاد المصري للتأمين، في نشرته الاسبوعية سؤالًا ، وهو ماذا يمكن أن نفعل؟ مجيبًا، بأن تأمين مستقبل النساء هو دعوة لمشاركة قطاع التأمين و الجهات المسئولة عن التخطيط المالي، والحكومة، والهيئات التنظيمية، والمجتمع من أجل التوحد لمعالجة النقص الكبير في الأمان المالي للمرأة.
وكشف أن معظم دول العالم في الوقت الحالى، لم تستطع حتى الأن ، تمكين المرأة من التقدم بما يتماشى مع مخاطرها ، خلال دورة حياتها، مطالبًا بالتغيير الجذري في الثقافة والمواقف والنهج من خلال العمل بشكل متعاون لتأمين النساء والمجتمع.
وحول تأمين مستقبل المرأة ، قال الإتحاد المصري للشركات، أن تأمين مستقبل المرأة ، هو برنامج تم تأسيسه وقيادته من قِبل معهد التأمين القانوني بلندن ، بالتعاون مع مجموعة من كبار المتخصصين في مجال التأمين ، والشركات ، وصانعى السياسات ، ومنظمات المجتمع المدني ، والخبراء في القضايا المتعلقة بمخاطر المرأة.
ولفت إلي أن هذا البرنامج ، يهدف إلي توجيه جهود مهنة التأمين ، والخدمات المالية تجاه حماية المرأة ، والمخاطر التي تتعرض لها، والعمل مع أولئك الذين لديهم مصلحة مشتركة في تحسين الأمن المالي للمرأة والمجتمع ككل.
تأمين مستقبل المرأة جزءًا من تأمين المستقبل الأوسع نطاقًا
وأكد المصري للتأمين، أن تأمين مستقبل المرأة ، يُعد جزءًا من مبادرة تأمين المستقبل الأوسع نطاقا، مما يحسن ثقة الجمهور في التأمين والتخطيط المالي ، مشيرًا إلي التطبيق الذكي الذي أطلقته ، ، عبر الهواتف المحمولة باسم تمكين المرأة ” Empowering Women ” ، كمنصة اليكترونية ، لتكوين قاعدة بيانات تضم الكوادر النسائية ، المؤهلة لشغل مناصب قيادية حيز التنفيذ ، وتدفع بالمرأة للمشاركة في صنع القرار الإداري وتطوير الأداء النوعى للشركات ، بعد ان دعمت قرارات الهيئة التنظيمية السابق إصدارها تحت رقمى 123- 124 لسنة 2019 توفير بيئة تنظيمية مناسبة تلزم الشركات المقيد لها أوراق مالية بالبورصة والشركات العاملة في مجال الأنشطة المالية غير المصرفية بتضمين عنصر نسائى على الأقل في مجالس ادارتها وحثت على إعطاء المرأة فرصه للتواجد بدائرة صنع القرار ، وامهلت الشركات فترة لتوفيق الأوضاع تمتد حتى نهاية 2020.
دور الإتحاد المصري للتأمين في مواجهة مخاطر المرأة
وفيما يتعلق بدور الإتحاد المصري للتأمين، أكد أنه قام بإدراج هذا الملف- يقصد تمكين المرأة- وتوفير الحماية التأمينية التي تناسب احتياجاتها ، في احدى جلسات مؤتمر الشمول المالي الذي عقد بالقاهرة يومي 22-23 فبراير الماضي، و تم إيضاح الدور الذي يمكن أن يلعبه التأمين في دعم المرأة ، لتحقيق الشمول المالي وكذلك في تلبية احتياجات المرأة عن طريق توفير الحماية المالية وتخفيف وطأة المخاطر التي قد تتعرض لها. ومن ثم فإن شركات التأمين أصبحت تولى المزيد من الاهتمام لهذا الموضوع؛ حيث أنها تقوم بدراسة آلية تصميم الوثائق التي تلبى احتياجات المرأة وتحميها ضد المخاطر التي قد تتعرض لها.
بماذا طالب الإتحاد المصري للتأمين؟
وطالب المصري للتأمين، في نهاية نشرته الأسبوعية، بضرورة تضافر الجهود لتحقيق المساواة بين الجنسين ، وإفساح المجال لتمكين المرأة ،بإعتباره هدفًا خامسًا من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ، بالإضافة الي تصميم برامج تدريبية ، لرفع الوعي لدى المرأة بمجالات العمل التي يمكن لها الدخول فيه ، مشددًا علي ضرورة تضافر جهود الإتحاد المصري للتأمين ، والاتحادات الصناعية والغرف التجارية ، وجمعيات المستثمرين ، وغيرها من الجهات المهتمة بتمكين المرأة ، لوضع الآلية المناسبة لاستخدام المنتجات التأمينية، المصممة خصيصا للمرأة ورفع الوعي في مجالات العمل ، عن مدى إمكانية ان تخدم تلك المنتجات المرأة وتساعدها على التغلب على المشكلات التي تواجهها سواء في مجال إنشاء العمل الخاص بها أو في تقلد المناصب القيادي ، وأخيرًا ضرورة مساهمة قطاع التأمين المصري ، في مشروعات تهم المرأة ، عن طريق عقد المزيد من اللقاءات والمناقشات مع القطاعات الأخرى، للوصول لنقاط اتفاق بشأن آلية التعاون في مجالات التنمية المستدامة وتمكين المرأة.