أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فى تقرير صدر نهاية هذا الأسبوع أنه من الضروري خفض استهلاك العالم من اللحوم للحد من الاحتباس الحراري، وتقليل الضغوط المتنامية على الأراضي والمياه وتحسين الأمن الغذائي والصحة والتنوع الحيوي.
ولم يطالب التقرير صراحة بالاستغناء نهائيا عن اللحوم، لاسيما أن الأعياد الدينية تعتمد عليها مثل تناول الديوك الرومى بعيد الشكر الأمريكى، و بعيد الأضحى.
ودعت الهيئة التابعة للأمم المتحدة، إلى تغييرات كبرى في عادات الزراعة و للحد من آثار النمو السكاني وتغير الأنماط الاستهلاكية.
وذكرت وكالة رويترز، أن الإسراف فى الإنتاج واستهلاك يؤثر على الموارد المجهدة من الأراضي والمياه ويستنزفها كما جاء فى التقرير.
وقالت الهيئة التابعة للأمم المتحدة، إن الاعتماد على النباتية والحيوانية من مصادر مستدامة قد تبلغ مساحتها ملايين الكيلومترات المربعة.
وقال جيم سكيا، الاستاذ في أمبيريال كوليدج بلندن إنه توجد أنواع معينة من النظم الغذائية تكون انبعاثاتها الكربونية أقل وأقل إجهادا للأرض.
واجتمعت الهيئة الحكومية الدولية هذا الأسبوع بجنيف، لوضع اللمسات الأخيرة للتقرير ليكون دليلا للحكومات لخفض استهلاك .
اتفاقية باريس
وستجتمع وفود العديد من دول العالم في تشيلي بأمريكا الجنوبية هذا العام، لبحث سبل تنفيذ اتفاقية باريس لعام 2015.
وأوصى سكيا أحد أعضاء هيئة تحرير التقرير بجنيف بالنظم الغذائية الصحية للناس، رغم تأثر الاختيارات الغذائية بالإنتاج المحلي والعادات الثقافية.
وجاء بالتقرير أنه من الممكن أن تكون الأرض مصدرا لغاز ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، أو مصرفا للتخلص منه.
وترى الهيئة الحكومية الدولية، أن تحسين إدارة الأراضي يمكن أن يسهم في معالجة التغير المناخي، وتحسين الإنتاجية والحفاظ على الموارد، لكنها أضافت أن هذا ليس الحل الوحيد، كما أن خفض الانبعاثات من جميع القطاعات ضروري لسرعة الحد من الاحتباس الحراري.
وقد تتبدد فرصة إجراء هذه التغييرات بسرعة، وإذا ما كان هناك أي تأخير آخر في خفض الانبعاثات فسيتفاقم الاحتباس الحرارى.
ويرى التقرير أن عدم تحقيق التغيرات المطلوبة بسرعة فستضيع فرصة الإدارة الناجحة للتحول المناخي في قطاع الأراضي.
تأثير الاستخدام البشرى
وقال التقرير إن الاستخدام البشري يؤثر تأثيرا مباشرا بأكثر من 70 % من سطح الأرض في المناطق الخالية من الثلوج.
وتستهلك الزراعة 70% من استخدامات المياه العذبة، كما أنها مع استغلال الغابات وغيرها من أنشطة استخدام الأراضي مصدر للانبعاثات.
وتبلغ نسبة الانبعاثات الكربونية من الزراعة والغابات 23 % من صافي الانبعاثات الإجمالية لغازات الصوبة الزجاجية الناتجة من النشاط البشرى.
وترتفع هذه النسبة لما يصل إلى 37 % عند إضافة أنشطة ما قبل الإنتاج، وما بعد الاستهلاك في النظام الغذائي.
وحذرت الهيئة من حدوث المزيد من الاضطراب في السلاسل الغذائية العالمية، وتزايد الأحوال الجوية المتطرفة مما سيرفع الثمن البيئي للغذاء.