تهاوت الأسهم الأمريكية في تعاملات اليوم الجمعة بعد الخطاب المتشدد الذي ألقاه جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال الاجتماع السنوي في”جاكسون هول”، مما أربك توقعات الفائدة قبيل اجتماع سبتمبر المرتقب للاحتياطي الفيدرالي.
تراجع الأسهم الأمريكية
وعمّقت الأسهم الأمريكية خسائرها عقب خطاب جيروم باول لتصل خسائر مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” إلى 2%، فيما فقد مؤشر “ناسداك 100” نحو 2.7% من من قيمته.
وأكد باول استمرار البنك المركزي في مسيرته لكبح جماح التضخم بقوة، مما يتطلّب تحمّل تبعات هذه التحركات والتي قد تنعكس على معدلات النمو، وظروف سوق العمل.
وأعاد التأكيد على أن مسئولية البنك المركزي على تحقيق استقرار الأسعار “غير مشروطة”.. تأتي تلك التصريحات على عكس بعض التوقعات التي رجّحت بدء الفيدرالي في تيسير نهجه في محاربة التضخم، بعد أن كان قد رفع أسعار الفائدة بـ0.75% في كل من الاجتماعين السابقين.
وقال باول: “نتخذ خطوات قوية وسريعة لتعديل الطلب بحيث يتماشى بشكل أفضل مع العرض، ولإبقاء توقعات التضخم ثابتة.. وسنواصل ذلك حتى نتأكد من إنجاز المهمة”.
مواصلة التشديد
وتفاعل المستثمرون مع خطاب باول بزيادة عوائد سندات الخزانة ذات الآجال الأقصر، و صعدت السندات لأجل عامين إلى 3.44% بينما استأنف منحنى عائد السندات لأجل عامين إلى 10 سنوات التسطح.
كما واصل المستثمرون الرهان على رفع زيادة سعر الفائدة بنصف نقطة أو بثلاثة أرباع نقطة أخرى في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 20 إلى 21 سبتمبر.
ينصبّ تركيز اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الوقت الحالي على إعادة التضخم إلى مستهدف 2%.
وشدد جيروم باول على أن “استقرار الأسعار هو مسئولية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو بمثابة حجر الأساس لاقتصادنا.
فبدون استقرار الأسعار، لن يعمل الاقتصاد جيدا لأي شخص. وبدون استقرار الأسعار، لن نحقق فترة مستدامة من ظروف سوق العمل القوية التي تعود بالفائدة على الجميع”.
تكلفة محاربة التضخم
أقرّ باول بأن استعادة استقرار الأسعار سيستغرق بعض الوقت، ورجّح أن يتطلب خفض التضخم “فترة مستدامة من النمو بأقل من المعدلات المعهودة”.
وعن تكلفة حرب مكافحة التضخم، قال باول إنه قد يحدث بعض التقهقر في ظروف سوق العمل، مشيرا إلى أنه في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة، والنمو البطيء، وظروف سوق العمل الهادئة ستؤدي إلى تخفيض التضخم، فإنها ستسبّب أيضا بعض الألم للأسر والشركات، وقال: “هذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم. لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألما أكبر بكثير”.
وقال باول: “من المرجح أن تتطلّب استعادة استقرار الأسعار الحفاظ على موقف سياسي مقيد لبعض الوقت.. التاريخ يحذّر بشدة من تيسير السياسات قبل الأوان”.
وعن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المنتظر في سبتمبر، قال باول: “قرارنا في اجتماع سبتمبر سيعتمد على مجمل البيانات الواردة وتطوّر التوقعات”.