أفادت الأرصاد الجوية بأن البلاد تتأثر، غدًا الأحد، بأول بمنخفض خماسيني لهذا الموسم، حيث يجلب معه رياحًا نشطة وجافّة بشكل كبير، كما تندفع معه كَميات كبيرة من الرمال من المناطق الصحراوية، وتنخفض الرؤية الأفقية على معظم الأنحاء، خاصة الطرق الصحراوية. ولفتت إلى أن المنخفضات الخماسينية هي المنخفضات التي تتشكل في السفوح الشرقية لجبال أطلس في وسط وغرب الجزائر، وتتحرك موازية لسواحل البحر الأبيض المتوسط من الجزائر لتونس ثم ليبيا ومصر إلى بلاد الشام والعراق وتركيا.
وأضافت الأرصاد أن وقت تأثيرها تبدأ في العادة التشكل مع بدء فصل الربيع فلكيًّا (الاعتدال الربيعي 22 مارس)، وتستمر لمدة 50 يومًا، وهذا سبب تسميتها المنخفضات الخماسينية (50 يومًا فترة تأثيرها أغلب السنوات).
ولرياح الخماسين، التي تُعرَف بهذا الاسم في مصر وبلاد الشام، الكثير من الأسماء التي يتم تداولها في البلاد العربية، نذكر منها:
رياح القبلي في السودان وليبيا.
رياح الشلوق في تونس وفلسطين.
رياح الشهيلي في تونس والجزائر.
رياح الشرقي في المغرب.
رياح الطوز في دول الخليج العربي والعراق.
رياح الشروقي في إيطاليا.
ورغم نُدرة وصول رياح الخماسين إلى أوروبا فإنها تكون محمّلة بالرمال والغبار عندما تصلها.
وتعمل هذه الرياح، خلال رحلتها الطويلة، على حمل كميات كبيرة من الأتربة والرمال، التي قد تحجب نور الشمس بشكل كامل وتحوِّل النهار إلى ما يشبه الليل.
وعن سبب تشكلها، أوضحت الهيئة أنه مع حركة الشمس الظاهرية نحو الشمال مع الاعتدال الربيعي تبدأ حرارة اليابسة الزيادة أكثر من المناطق الساحلية والحرارة مياه البحر الأبيض المتوسط،
لذا ينخفض الضغط الجوي كلما ارتفعت الحرارة في الصحاري، فينتج عنها عدم استقرار ديناميكي في طبقات الجو بسبب الاختلاف الحراري للكُتل الهوائية (الباردة فوق البحر والدافئة فوق اليابسة).
وتلعب جبال أطلس في شمال غرب القارة الأفريقية دورًا ديناميكيًّا في زيادة الحركة الدوانية للرياح المرافقة للمنخفض الجوي في السفوح الشرقية للسلسلة الجبلية.
وتابعت أن الأجواء المرافقة لها تكون المنخفضات الخماسينية بجبهة دافئة وأجواء مغبرة ورياح نشطة، وربما حالة عدم استقرار جوي ثم جبهة هوائية باردة وكتلة باردة نسبيًّا أو باردة تتسبب بهطول أمطار في بعض المناطق.