أقبل المستثمرون العالميون على تكثيف الرهانات في بعض السندات عالية العائد ، اقتناعا منهم بأن الديون ستواصل انتعاشها المذهل وسط تلاشي خطر التخلف عن السداد في الأسواق الناشئة، بحسب وكالة بلومبرج.
عادت السندات الحكومية ذات العائد المرتفع-من الأرجنتين إلى تركيا وزامبيا- لاجتذاب مديري الأموال مرة أخرى، إذ يعد السياسيون بإجراء إصلاحات، بجانب المضي قدما في إعادة هيكلة الصفقات وتلاشي مخاطر التعثر عن سداد الديون.
وفي العام الماضي، أدى شراء السندات ذات التصنيف الأدنى من الأسواق الناشئة إلى تمكين المستثمرين من تحقيق عوائد بنسبة 18.5 ٪، وهي نسبة تزيد ثلاث مرات عن عوائد الديون السيادية ذات الدرجة الاستثمارية ، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج.
جاذبية السندات عالية العائد
وتعد مؤسسة تي سي دبليو واحدة من شركات وول ستريت المعنية باستثمارات الدخل الثابت التي ترى زخمًا يتشكل وراء ديون الأسواق النامية الأكثر خطورة في عام 2024. ومن شأن التكهنات التي ترجح إقبال الاحتياطي الفيدرالي على البدء في خفض أسعار الفائدة هذا العام المساهمة في تحفيز أصحاب التصنيف الائتماني الأدنى على مواصلة الاقتراض. ويسهم الهبوط الناعم المحتمل في الاقتصاد العالمي إلى تعزيز شهية شراء الأصول المحفوفة بالمخاطر.
وقال سيمون ويفر، المحلل الاستراتيجي لدى بنك مورجان ستانلي، إن انجولا ونيجيريا وكينيا والسلفادور، تندرج ضمن الدول الأكثر ترشيحا للاقتراض من أسواق السندات الدولية العام الجاري بعوائد تصل إلى 10%.
وقال كارلو دي سوسا ودانيال كارنوس من شركة فونتبل لإدارة الأصول إن تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية سيسهم في تمكين مصدري السندات ذات العوائد المرتفعة من استعادة الوصول إلى أسواق السندات خلال الأشهر الـ12 القادمة بدعم من تلاشي الخوف من تعثرهم في السداد.
وتمكنت الأرجنتين الشهر الجاري من سداد مدفوعات الفائدة بقيمة 1.5 مليار دولار لحملة السندات، كما أبرمت اتفاقا مع صندوق النقد الدولي للحصول على تمويل بقيمة 4.7 مليار دولار.
وصعدت الأسبوع الماضي السندات التي باعتها الأرجنتين بدعم من أنباء سدادها أقساط الديون وإبرامها اتفاقا مع صندوق النقد الدولي. وهبط العائد الإضافي الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بديونها مقابل التخلي عن سندات الخزانة الأمريكية إلى 19 نقطة مئوية في المتوسط ، نزولا من 27 نقطة مئوية في أكتوبر، بحسب بنك جي بي مورجان تشيس.
وعود رئيس الأرجنتين الجديد
ويرى إيمانول دل مونتي، مدير المحافظ لدى شركة يروزون لإدارة الأصول، أن الوعود الاقتصادية والمالية التي قدمتها حكومة خافيير ميلي في الأرجنتين ربما تمثل نقطة تحول لهذا البلد الذي تعثر سابقا في سداد الديون عدة مرات.
وفي هذه الأثناء، عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتطبيق سياسة تقليدية، فوافق على تعيين أحد المدراء السابقين لبنك في حي المال في وول ستريت. وبدأ المركزي التركي في زيادة أسعار الفائدة.
وحصل المستثمرون على ديون تركيا المقومة الدولار على مكاسب بنسبة 18% العام الماضي، وهبط العائد الإضافي الذي يطلبه المستثمرون نظير شراء السندات التركية منذ إعادة انتخاب الرئيس أردوغان، بحسب بيانات بنك جي بي مورجان تشيس.
وقررت وكالة موديز للتصنيف الائتماني رفع النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني للبلاد إلى إيجابية، استنادا إلى التغيرات الحاسمة التي حققتها البلاد في السياسات.
وتعهدت وزارة المالية الكينية بتفادي التعثر المحتمل في ديون مستحقة في يونيو القادم بقيمة 2 مليار يورو عن طريق سداد مبلغ الفائدة النهائي وأصل القرض.
ويتم كذلك إجراء مفاوضات الديون في البلدان التي تعاني بالفعل من التعثر في سداد الديون مثل زامبيا وغانا. ومن شأن هذه المفاوضات إتاحة فرص أيضا، إذ تتسم الديون التي تصدرها الدولتان بجاذبية تتحدد على أساس مسار مفاوضات إعادة الهيكلة.