شهدت بعض الأعمال الفنية الدرامية في موسم شهر رمضان هذا العام بعض الأخطاء التي شملت بعض الإكسسوارات الخاصة بمسلسلات رمضان ، بالإضافة لظهور أخطاء في مكياج بعض الممثلين المشاركين في مسلسلات مختلفة أيضا .
فظهر الفنان أحمد عبد الله بميكاج نال انتقاد الكثيرين بعد قيام جعفر العمدة بضربه وسط حارة السيدة زينب بشكل مبرح لكنه ظهر بعد ذلك وكأنه لم يتعرض لشئ قاس ، كما ظهرت في نفس المسلسل الفنانة لبنى ونس بمكياج جعلها صغيرة السن وفي عمر الشباب ونال ذلك انتقاد الجمهور بمواقع التواصل الاجتماعي .
وكذلك ظهور عدة مشاهد في مسلسل “سره الباتع” أولها عربة الكارتة بعجلات “الكاوتش”، التي كان يستقلها أحمد عبدالعزيز وخالد الصاوي للتنقل بها في نواحي القرية، في الفترة ما قبل الحملة الفرنسية على مصر، مؤكدين أن مصر لم تعرف عربات الكارتة إلا بعد دخول الحملة الفرنسية مصر.
كما أثار مسلسل “رسالة الإمام” الذي يتناول سيرة الإمام الشافعي، جدلًا واسعًا ، بسبب رصد الجمهور، عددا كبيرا من الأخطاء التاريخية التي جاءت في العمل، مثل التحدث باللغة العامية، واستخدام أبيات شعرية لشاعر سوري، باعتبار صاحبها الإمام الشافعي.
رامي المتولي : هذه الأخطاء تتوقف على قوة العناصر الفنية بالمسلسل
قال الناقد الفني رامي المتولي إن مسلسل سره الباتع به أخطاء كثيرة جدا ، ليس فقط عربة الكارتة بل توجد أخطاء فنية بالمسلسل نفسه لها علاقة بتوجيه الممثلين والكاستنيج وسببها المخرج خالد يوسف .
وأضاف أن ما ظهر في مسلسل رسالة الإمام قد لايعتبر خطأ لأنه يأتي من بلد لآخر ومن الطبيعي أن تكون لهجة هذا البلد عامية .
أما مكياج بعض الفنانين في مسلسل جعفر العمدة فجاء غير متقن بالدرجة الكافية ، لكن أثر الضرب للفنان أحمد عبد الله بدأ يقل تدريجيا مع مرور الحلقات وفق” المتولي” ، ومكياج الفنانة لبنى ونس فتم استخدام فيلتر لعودة الفلاش باك باستثناء شخصية محمد رمضان يتم عودة فلاش باك لها بشكل طبيعي .
وتابع قائلا أنه لايوجد مسلسل تليفزيوني يكون كاملا في جميع عناصره، لكن درجة هذه الأخطاء تتوقف على قوة عناصره ويمكن تلافيها في مراحل إعداد المسلسل المختلفة ويمكن التحضير منذ البداية بشكل جيد حتى لا تظهر هذه الأخطاء للمشاهدين .
نادر عدلي : تكاليف الإنتاج وضيق الوقت لاتساعدان في ظهور مسلسلات شديدة الدقة
ويرى الناقد الفني نادر عدلي أن السرعة في انجار مسلسلات رمضان وعدم وجود متخصصين أساسيين فيما يتعلق بالملابس وديكورات المراحل الزمنية سببا في ظهور بعض العيوب ، لاسيما أننا في دراما تليفزيونية وليس فيلما سينمائيا .
وأردف أن مدة التصوير أقل وهناك ارتباط بمواعيد للعرض الأول في شهر رمضان ، لافتا إلى أن السوشيال ميديا تطالب أن تظهر الأعمال الدرامية بدقة كبيرة ، برغم أن تكاليف الإنتاج وضيق الوقت لاتساعدان في ظهور مسلسلات شديدة الدقة .
وشدد على أن الخلاف على ماحدث في مسلسل الإمام الشافعي ، أمرا موضوعيا لأن فيه مناقشة بدرجة كبيرة على ملامح ومضمون الشخصية ، أما مسلسل جعفر العمدة فهو ميلو دراما لا تحتمل مناقشة الأخطاء، متابعا حينما تكون الأخطاء في مسلسل رسالة الإمام من حيث الشخصية والحدث التاريخي نفسه بالثقافة المصرية التي كانت موجودة في ذلك الوقت أمرا جيدا للغاية أن يتم القاء الضوء على ذلك .
وتطرق عدلي في حديثه إلى أن أهمية الخطأ ترتبط بأهمية المسلسل نفسه ، فحينما يكون في عمل ميلو دراما هدفها إثارة جذب الجمهور فقط من خلال تقديم بعض المشاهد التي تنسى مع الوقت فلا يجب التوقف عندها كثيرا ، لكن حينما يكون الخطأ متعلق بمسلسل تاريخي مهم مثل الإمام الشافعي فذلك أمر يجب التوقف عنده ، لذلك مسلسل رسالة الإمام يظل من أفضل الأعمال هذا الموسم برغم أننا في الأيام العشرة الأولى من الشهر الكريم وفق” عدلي”.
ناهد صالح : ماقدم في مسلسل الإمام الشافعي أمرا طبيعيا في ذلك الزمن
أعربت الناقدة ناهد صالح أنه لايوجد مبرر على الإطلاق أبدا الهجوم على مسلسل الإمام الشافعي للحديث باللغة العامية ، لأنه أمر طبيعي فهو جاء من منطقة لأخرى وهي مصر لم تكن تتحدث باللغة العربية وإنما كانت تتحدث باللغة القبطية في ذلك الوقت ، لذلك ليس خطأ أبدا أن تقدم اللغة العامية في ذلك الوقت ، لكن لاتوجد أخطاء في منهج الإمام الشافعي مثلا .
لكن الخيال الدرامي يجب أن يقدم لغة مصرية كانت موجودة مختلفة لأنه لن يقدم لغة قبطية لن يفهمها الكثيرين ، وبالطبع الذين جاءؤا من الجزيرة أو الشام وأي منطقة أخرى لمصر في ذلك الوقت كانوا يتحدثون باللغة القبطية وتم الاستعاضة عنها باللغة العامية وفق” صالح” .
وشددت على أننا يجب أن نتحدث أكثر عن كون ، هل هناك نوع من الاحتفاء المبالغ فيه أم لا وهل قدم المسلسل مثل غالبية مسلسلات السير الذاتية تقدم الظلال والنور فقط أم كان مختلفا ، لكنه من أفضل المسلسلات الموجودة في موسم رمضان .
وأكدت أيضا أننا دائما لدينا أزمة في تقديم المسلسل التاريخي سواء كان سياسي أو ديني أو وطني ، أما مسلسل سره الباتع فالمخرج خالد يوسف بكل نوايا حسنة قرر تقديم قصة الكاتب الراحل يوسف إدريس ومن خلالها يستطيع تقديم فصل من فصول التاريخ الوطني المصري والنضال ضد الحملة الفرنسية والمماليك ، لكن الفلاش باك كثيرا واختياره لبعض الممثلين أدى لوجود نوعا من الارتباك لدى المشاهدين وتسبب في عدم قدرتهم على التوآم مع زمن الماضي والحاضر والزمن القديم ، وذلك بنية حسنة من خالد يوسف لتقديم شيئا لكن ماظهر على الشاشة كان أمرا مختلفا .
بينما مسلسل جعفر العمدة فما ظهر فيه نوعا من الراكور يحدث في السينما أو الدراما وكذلك عالميا وليس محليا فقط في مصر ، فهو مسلسل شعبي يقدم أسطورة على طريقة محمد مضان وفق” ناهد صالح ” لكنه كقصة تقليدية هو مسلسل متماسك ، وظهور لبنى ونس بمكياج أظهر وجهها صغيرة السن فجأة لجذب الجمهور .