صعودًا من مستوى 20 دولارًا للبرميل في أبريل الماضي متخطية مستوى 40 دولارًا، لكن مع ذلك تظل محنة شركات البترول باقية لبعض الوقت، وسط انعدام اليقين بشأن الأداء المستقبلي للأسعار، حسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز.
وقررت شركة شل خفض توزيعاتها النقدية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
بجانب هذا، قالت شركة بي بي البريطانية إنها ستسرِّح ما يزيد على 10 آلاف موظف مع تسريع وتيرة إعادة هيكلة الشركة بإشراف مديرها التنفيذي الجديد.
قبل أزمة فيروس كورونا
وقبل اندلاع أزمة فيروس كورونا قدّمت شركات بترول كبرى، مثل رويال، دويتش، شل، وبي بي، وعودًا عريضة للمستثمرين.
وتعهدت هذه الشركات بزيادة التوزيعات النقدية المقدَّمة لحمَلة الأسهم وخفض المديونية ومواصلة تحقيق المزيد من الأرباح.
وأكدت الشركات كذلك استعدادها لبدء التحول إلى أنواع أقل تلوثًا من الطاقة.
وهبطت أسعار البترول لما دون 20 دولارًا للبرميل في أبريل مع تسجيل تراجع حاد في الطلب وتخمة المعروض.
وعندما بدأت الحكومات فرض الإغلاقات العامة وحظر الرحلات الجوية بغرض الحد من انتشار الفيروس، هبطت معدلات استهلاك البترول بأكثر من الثلث.
ويوضح الجراف التالي توقعات متوسطات أسعار البترول خلال عامي 2020 و2021 بالدولار الأمريكي:
محنة شركات البترول مستمرة
وحسب فاينانشال تايمز، باتت شركات البترول تعتقد أن الأضرار الناجمة عن فيروس كورونا ستستمر، سواء اتخذت شكل تراجع الطلب على وقود الطائرات، أو استمرار ضعف الاقتصاد العالمي الأوسع نطاقًا.
وتشير التوقعات طويلة الأجل إلى عدم عودة متوسطات أسعار البترول إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
وقررت شركتا شل وبي بي، لذلك، خفض قيمة أصولهما بعشرات المليارات من الدولارات.
ولا يستبعد كذلك بعض المديرين التنفيذيين في شركات البترول احتمالية بلوغ الطلب ذروته.
وتقطع هذه الاحتمالية الطريق على أي صعود لاحق في الطلب.
وتعافى الطلب في آسيا وعاد الناس إلى ركود السيارات لتجنب وسائل النقل العام.
لكن عادات استهلاكية جديدة مثل العمل من المنزل وتقليص الحاجة للسفر تفرض نفسها حاليًّا.
ويسود في أوروبا اعتقاد بأن الجائحة ستسرّع من التحول صوب الوقود الأقل تلوثًا للبيئة.
وأكدت شركة شل وبي بي البريطانية وشركة توتال الفرنسية التزامها بضخ استثمارات أكبر في الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الملوثة للبيئة.
الحكومات متضررة أيضًا
تتفاوت الأضرار التي ستلحق بالدول المنتجة للبترول جراء تراجع الأسعار.
وتحتفظ بعض الاقتصادات مثل السعودية باحتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي.
ومقابل هذا، تعاني دول أخرى مثل فنزويلا ونيجيريا ضعف الاحتياطيات.
وتثور مخاوف كذلك من أن يؤدي التزايد في الإصابات الجديدة من مرض كوفيد- 19 إلى محو أي تحسن يطرأ على أسعار البترول.