واصلت الفائدة على أدوات الدين المحلية صعودها للأسبوع الثانى على التوالى مع استمرار تقلص الإقبال على اقتنائها من جانب المستثمرين والمؤسسات المحلية والأجنبية ، حيث تراجع متوسط معدل التغطية على أذون الخزانة قصيرة الأجل إلى مستوى 1.5 مرة من 1.84 مرة الأسبوع قبل الماضى و 2.56 و3.3 مرة على التوالى فى آخر أسبوعين من شهر يوليو.
سحب السيولة من جانب المركزى وزيادة العطاءات المقبولة وراء تحرك الفائدة
بدوره، أرجع مسئول أدوات الدخل الثابت لدى أحد البنوك المحلية ضعف الإقبال على الأذون إلى سحب البنك المركزى للسيولة عبر أدوات السوق المفتوح، من خلال قيامه بربط ودائع سواء ثابتة العائد أو مرتبطة بالكوريدر بقيمة تجاوزت 70 مليار جنيه.
كان «المركزى» توقف عن طرح الودائع المربوطة سواء ثابتة العائد أو المرتبطة بالكوريدور خلال الفترة من منتصف مارس الماضى حتى نهاية يونيو، فى محاولة لتعزيز الإقراض وتمويل المشروعات، كإحدى آليات مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) قبل أن يقوم بتفعيلها مطلع الشهر الماضى.
وقام «المركزى» بسحب 20 مليار جنيه فقط من السيولة لدى البنوك الأسبوع الماضى عبر طرح عطاء للودائع ذات العائد الثابت.
وتستهدف آلية الودائع المربوطة لدى البنك تخفيض حجم المعروض النقدى من الجنيه بالسوق المحلية فى إطار سياسة استهداف ومحاربة التضخم.
ويؤثر المعروض النقدى فى القوة الشرائية داخل الأسواق، وفى أسعار السلع والخدمات، كما يؤثر فى عمليات الإدخار والاستثمار، فازدياد المعروض النقدى يمكن أن يدفع المستهلكين إلى المزيد من شراء السلع والخدمات، وبالتالى فإن ذلك يرفع النشاط الاقتصادى فى البلاد إذا كانت هذه السلع والخدمات متوافرة ويمكن إنتاجها فى الأمد القصير.
أما إذا كانت هذه السلع والخدمات محدودة فى كمياتها فإن زيادة حجم المعروض النقدى وبالتالى القوة الشرائية يمكن أن يؤدى إلى ارتفاع أسعارها، إلا أن هذا يمكن أن يدفع المستثمرين إلى تنفيذ استثمارات جديدة لإنتاج هذه السلع والخدمات باعتبار أن هناك حاجة لها، وأن ارتفاع أسعارها يؤدى إلى وجود هامش ربحى أكبر فى إنتاجها وبيعها.
أضاف مدير أدوات الدخل الثابت أن تكثيف سحب السيولة من جانب البنك المركزى ربما يستهدف رفع العائد على أذون وسندات الخزانة المحلية بغرض اجتذاب المستثمرين الأجانب لتعزيز وضع الأصول الأجنبية لمقابلة الإلتزامات.
وهبط صافى الأصول الأجنبية للجهاز المصرفى (البنوك والبنك المركزى المصرى) بشكل طفيف ليسجل 8.044 مليار دولار بنهاية يونيو 2020 بالمقارنة مع 8.307 مليار دولار فى مايو ، بفارق بلغ 263.3 مليون دولار.
ویمثل بند صافى الأصول الأجنبیة، الأصول المستحقة للجهاز المصرفى على غیر المقیمین مطروحا من التزاماته تجاه غیر المقیمین، ويعبر التغیر فى هذا البند عن صافى معاملات الجهاز المصرفى (بما فیه البنك المركزي) مع العالم الخارجى خلال فترة زمنية محددة.
محلل: الارتفاع يستهدف مواصلة جذب الأجانب لتعزيز الأصول بالعملة الصعبة
وقال مدير أدوات الدخل الثابت، إن صعود العائد يأتى أيضا لقيام وزارة المالية بزيادة القيمة النهائية المقبولة من عطاءات أذون الخزانة بنحو %11.3 لتحصل على 41.7 مليار جنيه مقارنة مع 37.5 مليار حجم العطاءات المعلنة، بينما خفضت المقبول من السندات بنحو %57.7 إلى 2.95 مليار جنيه مقارنة بالمعلن فى الطرح عند 7 مليارات .
وكشفت تعاملات الأسبوع الماضى عن صعود الفائدة على أذون 3 و6 و9 و12 شهرا بواقع 0.13 و 0.12 و 0.08 و 0.1 نقطة مئوية على التوالى، كما صعدت أيضا على السندات أجل 3 و 7 سنوات بنحو 0.44 و 0.29 نقطة.
وأدى ذلك إلى صعود متوسط العائد على أذون الخزانة المحلية وفق مؤشر المال “IR” إلى مستوى 13.6% الأسبوع الماضى مقابل %13.53 الأسبوع قبل الماضى، بارتفاع 0.11 نقطة مئوية.
وشهد عائد أدوات الدين موجة انخفاض استمرت طوال الربع الأول من العام الجارى، فقد كشف البنك المركزى المصرى فى تقرير السياسة النقدية الأخير، عن انخفاض مستوى الفائدة على الأوراق المالية الحكومية بالعملة المحلية لتسجل سعر عائد مرجح بعد خصم الضرائب بلغ %10.1 خلال أبريل 2020 وهو أدنى مستوى منذ مارس 2016، مقارنة مع %11.6 فى المتوسط خلال ديسمبر 2019 ويناير وفبراير 2020، أى قبل خفض «المركزى» أسعار العائد الأساسية بواقع 300 نقطة أساس فى 16 مارس 2020.
وأرجع «المركزى» انخفاض العائد المرجح لتكلفة الأوراق المالية الحكومية بواقع 1.5 نقطة مئوية، إلى ارتفاع الطلب عقب تعليق جميع مزادات ودائع السوق المفتوحة.
وأشار إلى انعكاس ارتفاع الطلب فى صعود نسبة التغطية للأوراق المالية الحكومية لتصل إلى 2.1 مرة خلال أبريل الماضى، مقارنة مع 1.6 مرة فى مارس، كما ظلت نسبة العطاءات المطلوبة إلى العطاءات المقبولة مستقرة نسبياً، لتسجل 0.9 مرة خلال أبريل الماضى مقارنة مع 0.8 مرة فى مارس.
وقال مسئول قطاع الخزانة لدى أحد البنوك، إن مستوى الفائدة الحالى على الأذون يشجع الأجانب على العودة إلى السوق مرة أخرى خاصة مع وجود إشارات على تراجع سعر الدولار أمام الجنيه خلال الفترة المقبلة واستقرار العائد على الجنيه.
وأعلن مصدر مسئول فى البنك المركزى الشهر الماضى عن قيام المستثمرين الأجانب بضخ نحو 3 مليارات دولار فى أدوات الدين بجانب أسهم الشركات المصرية، فى إشارة إلى عودة الثقة عقب الاتفاق مع صندوق النقد الدولى.
يذكر أن الفائدة على الاستدانة الحكومية تراجعت على مدار مايو الماضى، متأثرة بالخطة التى أعلنتها وزارة المالية لتقليص الاعتماد على السوق المحلية فى تمويل احتياجات الموازنة العامة حتى نهاية العام المالى الجارى.
وأكدت الوزارة فى بيان، احتمال تقليص الكميات المقبولة من عطاءات الأذون والسندات على الخزانة العامة، المصدرة بالعملة المحلية حتى نهاية العام المالى 2019/ 2020، فى إطار حرصها على تنويع مصادر التمويل لتخفيض تكلفة الاقتراض.
وجاءت خطة “المالية” عقب نجاحها فى الحصول على تمويلات خارجية بقيمة 9.7 مليار دولار، بواقع 2.7 مليار من صندوق النقد الدولى، و5 مليارات سندات خارجية، و2 مليار من برنامج المساعدات الطارئة.
وتوقع محللون صعود العائد على أدوات الدين بنحو 30 إلى 40 نقطة، خلال الأسابيع المقبلة، مدفوعاً بالرغبة لاستعادة الاستثمارات الأجنبية فى أدوات الدين
وتعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى اجتماعها الدورى لبحث أسعار الفائدة الأساسية على الجنيه نهاية الأسبوع الجارى، وسط توقعات بالإبقاء عليها دون تغيير.
وتتوقع شركة الأبحاث الدولية “فيتش سوليوشنز” التابعة لوكالة “فيتش” للتصنيف الائتمانى، أن يحافظ البنك المركزى المصرى على معدلات فائدة الإقراض عند مستوى %10.25 حتى نهاية العام الجارى، مؤكدة أن تقلبات السوق المتزايدة تدفع لاتباع سياسة حذرة.
فيما رجحت أن يعود «المركزى المصرى» إلى سياسة التيسير النقدى فى 2021، من خلال إجراء خفض بنحو 50 نقطة أساس، ليصل المعدل على الإقراض لليلة واحدة إلى %9.75 مشيرة إلى أن المخاطر تنحرف إلى الجانب السلبى (تخفيضات أكبر) إذا ثبت أن الانتعاش الاقتصادى بعد الفيروس أبطأ مما كان متوقعًا.
وأعلن البنك المركزى انخفاض معدل التضخم الأساسى إلى %1 على أساس سنوى بنهاية شهر يونيو الماضى من %1.5 فى مايو ، كما أشار إلى تسجيل المعدل الشهرى نسبة سالبة بلغت %0.3 بالمقارنة مع معدل موجب %0.3 فى نفس الشهر من العام السابق، ونفس المعدل أيضا فى مايو 2020.
ويقيس البنك المركزى المصرى معدل التضخم الأساسى، ويشتق من مقياس جهاز التعبئة العامة والإحصاء، ويستبعد منه بعض السلع التى تتحدد أسعارها إداريا، بالإضافة إلى بعض السلع التى تتأثر بصدمات العرض المؤقتة.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل التضخم السنوى عاود الصعود فى يونيو الماضى ليسجل %5.6 مقابل %4.7 فى مايو الماضى، وهو ما أرجعه البنك المركزى إلى التأثير السلبى لفترة الأساس.
وقال تقرير لشركة “إتش سى” للأبحاث: «إنه باحتساب مبادلة مخاطر الائتمان (CDS) للعملة الأجنبية لعام واحد عند 330 نقطة أساس، والعائد على أذون الخزانة الأمريكية عند %0.18 وفروق التضخم بين مصر والولايات المتحدة ضمن النموذج المالى الذى نستخدمه، يتبين أن العائد على أذون الخزانة المصرية يقترب من قيمته العادلة من وجهة نظرنا.”
وشهدت الأسواق الناشئة ومن بينها مصر، خروجا قويا للاستثمارات الأجنبية، بسبب تداعيات فيروس كورونا خلال الفترة الماضية، قبل أن تعود مجددا بدءا من يونيو الماضي.
وقال رامى أبوالنجا، نائب محافظ البنك المركزى، فى تصريحات لبرنامج “على مسئوليتى” بقناة صدى البلد، قبيل إجازة عيد الفطر، إن حجم الأموال الأجنبية التى خرجت من مصر بسبب أزمة كورونا بلغت نحو 17 مليار دولار خلال مارس وأبريل الماضيين، مؤكدا أن الأمور تسير حاليا بشكل متزن فيما يتعلق بمعدلات الدخول والخروج للاستثمارات الأجنبية من سوق الدين.
وأكد مسئول أدوات الدخل الثابت، أن الإبقاء على أسعار الفائدة المنخفضة قد يستمر فترة طويلة بسبب مخاوف الركود، مما يجعل الاستثمار فى شراء أدوات الدين قصيرة الأجل إحدى الوجهات المفضلة للمستثمرين، بالنظر للمخاطر الحالية، وفى ظل ضعف فرص التوظيف الأخرى.
وتطبق وزارة المالية إستراتيجية تستهدف زيادة أجل الدين العام، مع تقليص نسبته إلى %80 من الناتج المحلى الإجمالى بحلول 2022.
وقال وزير المالية د. محمد معيط، مؤخرا، إن حصة السندات فى الديون المحلية لمصر زادت بالفعل، لتتجاوز %30 فى السنة المالية 2018 / 2019، بدلاً من %5 فى العام السابق.
وشهدت تعاملات سوق الدين، الأسبوع الماضى، ارتفاع متوسط الفائدة على أذون 364 يوما بمعدل 0.1 نقطة مئوية، مسجلاً %13.688 مقابل 13.58 فى العطاء قبل الأخير، وتقلص إقبال المستثمرين على الطرح ليصل معدل التغطية إلى مستوى 1.57 مرة فى المتوسط، مقابل 2.03 مرة فى السابق، وطلبت المؤسسات المختلفة الاكتتاب بقيمة 16.47 مليار جنيه، ووافقت وزارة المالية على طلبات بقيمة 14.8 مليار جنيه، بزيادة بلغت 4.3 مليار جنيه عن القيمة المستهدفة.
كما صعد متوسط الفائدة على أذون 273 يوما بنحو 0.08 نقطة إلى مستوى %13.7 مقارنة مع %13.6 على العطاء قبل الأخير، وتحسن معدل تغطية العطاء إلى 1.67 مرة فى المتوسط من 1.57 مرة الأسبوع قبل الماضى، وعرضت البنوك والمؤسسات المختلفة الاكتتاب بقيمة 16.7 مليار جنيه، قبلت منها وزارة المالية 10.3 مليار جنيه، بزيادة 328 مليونا عن القيمة المستهدفة.
وارتفع متوسط عائد أذون أجل 182 يومًا بمعدل بلغ 0.12 نقطة مئوية، ليصل إلى %13.57 مقابل %13.45 على العطاء قبل الأخير، وتراجع معدل تغطية البنوك والمؤسسات المختلفة للطرح بشكل كبير إلى مستوى 1.09 مرة فى المتوسط، مقابل 2.17 مرة الأسبوع قبل الماضى، وبلغت عروض البنوك والمؤسسات المختلفة للاكتتاب 9.8 مليار جنيه، ووافقت وزارة المالية على نحو 7 مليارات جنيه، وهى أقل بنحو 2 مليار جنيه تقريبا عن القيمة المستهدفة من الطرح.
وصعد متوسط عائد أذون أجل 91 يومًا بمعدل 0.13 نقطة مئوية، ليصل إلى %13.55 مقابل %13.42 على العطاء قبل الأخير، وتحسن معدل تغطية البنوك والمؤسسات للطرح لمستوى 1.64 مرة فى المتوسط، بدلاً من 1.55 مرة فى الأسبوع قبل الماضى، وبلغت عروض البنوك والمؤسسات المختلفة للاكتتاب 13.1 مليار جنيه، ووافقت «المالية» على 9.6 مليار جنيه، بزيادة 1.6 مليار عن القيمة المستهدفة من الطرح.
فى سياق متصل، ارتفعت الفائدة على السندات المحلية أجل 3 و 7 سنوات، بالتزامن مع تراجع إقبال المستثمرين على شرائها.
يذكر أن متوسط العائد على السندات حقق خسائر 550 نقطة أساس (كل 100 نقطة تعادل %1) خلال 2019.
وقلصت “المالية” مبيعاتها من السندات بما تجاوز %57 خلال تعاملات الأسبوع الماضى، لتقبل 2.95 مليار جنيه تقريباً من المستوى المعلن بقيمة 7 مليارات.
وبلغت قيمة الطرح لأجل 3 أعوام 4 مليارات جنيه، وتقدم المستثمرون بعروض بلغت 4.8 مليار جنيه تقريبا، بنسبة تغطية 1.2 مرة ، وفى المقابل وافقت “المالية” على عروض بقيمة 1.54 مليار جنيه بمتوسط فائدة %14.5 بزيادة 0.44 نقطة مئوية عن الطرح الماضى.
تراجع معدل التغطية الى 1.5 مرة للأذون و 0.6 مرة على سندات ثلاثة أعوام
كما بلغت قيمة الطرح من سندات 7 أعوام 3 مليارات جنيه، وسجلت عروض الاكتتاب 1.8 مليار جنيه فقط بمعدل تغطية 0.6 مرة تقريبا، فيما وافقت الوزارة على 1.4 مليار جنيه بمتوسط فائدة بلغ %14.56 بزيادة 0.29 نقطة عن الطرح السابق.
ويرى مدير أدوات الدخل الثابت بإحدى الشركات، أن العائد على السندات المحلية تراجع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن العائد الحالى البالغ أقل من %11.6 بعد خصم الضرائب، غير مناسب للمستثمرين المحليين، مثل البنوك وصناديق الدخل الثابت وشركات التأمين وغيرها، عند المقارنة بأدوات التوظيف الأخرى، مثل سندات توريق الشركات التى تمنح عائداً %13 معفى من الضريبة، وأيضا قروض التجزئة المصرفية والائتمان للشركات.
طرح أدوات دين بقيمة 46 مليار جنيه الأسبوع الجارى
وتعتزم «المالية» طرح أدوات دين خلال الأسبوع الحالى بقيمة 46 مليار جنيه، بينها 39.5 مليار من الأذون، والباقى من السندات.
وعلى صعيد إدارة السيولة، قام البنك المركزى المصرى بربط ودائع ثابتة العائد بقيمة تجاوزت 70 مليار جنيه.
فقد أعلن البنك المركزى عن طرح ودائع ثابتة العائد بقيمة 20 مليار جنيه لأجل 7 أيام، وتقدمت البنوك بعروض قيمتها 24.8 مليار جنيه، وافق «المركزى» على 20 مليارا بسعر فائدة %9.75.
كما أعلن عن عطاء ودائع مرتبطة بالكوريدور بقيمة 30 مليار جنيه لأجل 28 يوما ، وعرضت البنوك الاكتتاب بقيمة 54 مليار جنيه، وافق المركزى على 40 مليار منها بمتوسط سعر فائدة 10.4% تقريبا.