استقواء الائتلاف الإسرائيلى بمصر أو عليها

استقواء الائتلاف الإسرائيلى بمصر أو عليها
شريف عطية

شريف عطية

8:13 ص, الأحد, 22 أغسطس 21

منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل 1979، انعكست حواجز مواجهاته الزجاجية على تشكيل المناخ السياسى فى البلدين، إذ يحرص المتنافسون، ومندوبوهم، فى كل انتخابات إسرائيلية على التوافد تباعًا إلى القاهرة، بغية استمالتها- بالإقناع فى إطار عملية السلام- بأفضلية أحدهم بالفوز على الآخر، ما يجوز القول معه بتدخل مصر فى الانتخابات الإسرائيلية.. خاصة من خلال تأثير شعبية الرئيس «السادات»، الآسرة آنئذ بين الإسرائيليين، كأحد العوامل للتفضيل بين كل من رابين- بيريز- شامير.. إلخ، ذلك إلى أن توصّل «إسحق رابين» من بعد فى منتصف التسعينيات إلى توسيع عملية السلام مع مصر لتشمل التوقيع على اتفاقيتى «أوسلو» و«وادى عربة» مع كل من الفلسطينيين والأردن، ذلك قبل اغتياله، بسببهما، على يد متطرف يمينى 1995، ليتبوأ رئاسة الحكومة فى العام التالى «بنيامين نتنياهو».. واصفًا المصريين على التو بـ«أعداؤنا الذين فى الجنوب»، إيذانًا بمرحلة توقفت خلالها عجلة السلام لربع قرن تال، وعلى غير ما كانت عليه حتى منتصف التسعينيات، حيث تقطعت أواصر القنوات الدبلوماسية بين مصر واليمين «الليكودى» فى إسرائيل، إلى أن فشل «نتنياهو2009 -2019 » من بعد أربعة انتخابات نيابية فى العامين الأخيرين من تشكيل حكومة يمينية خالصة برئاسته، ليتمكن «نفتالى بنيت» من خلافته بفارق «رقبة حصان»، وعلى رأس ائتلاف حكومى هشّ من اليمين والوسط واليسار، يضم- لأول مرة- أعضاء عربًا وإسلاميين، وتواجهه معارضة مستميتة من أقصى اليمين المتشدد، لربما أدت المزايدة بينهما لمقاربات «بنيت» للانفتاح الدبلوماسى أكثر مع مصر حول قضايا ثنائية وإقليمية ظلت معلقة بين البلدين لسنوات طويلة خلت، ما دعا القاهرة إلى توجيه الدعوة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لزيارتها، وذلك لبحث إحياء «السلام» الفلسطينى -الإسرائيلى، المجمَّد منذ اتفاق «أوسلو 1994»، ذلك من خلال «عقد قمة» قد تصل- بجانب مسائل أخرى (..)- إلى تفاهمات حقيقية وفق «حل الدولتين»، كما إلى بحث قضايا أخرى هامة (..)الأمر الذى قد يمثل استقواءً للائتلاف الإسرائيلى (الهش) بمصر ضمن مسعاه الحقيقى المفترض للسلام.. الذى قد يعكس أيضًا رغبة أميركية واضحة نحو خطوات تؤدى إلى حل شامل للمسألة الفلسطينية -الإسرائيلية.. تعمل قوى اليسار داخل الحزب الديمقراطى فى التوصل إليه فى الفترة الأولى لرئاسة «بايدن» بغية مساعدته فى حربه مع «الجمهوريين» حول فترة رئاسية ثانية، ولما يمكنه أيضًا من إحراز تقدم، سواء فى تطويع واشنطن لطهران بشأن استئناف العمل باتفاق نووى إيرانى متوازن، أو فى اتجاه تهدئة قلق واشنطن لتحذيرها إسرائيل بشأن تقليص التعاون التكنولوجى والاقتصادى المتقدم مع الصين التى تمثل مواجهتها إحدى أولويات الإستراتيجية الأميركية فى العقد الحالى الذى يجرى التمهيد خلاله بجولة مدير المخابرات الأميركية 10 أغسطس إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يعقبها التوجه للقاهرة لمقابلة الرئيس المصرى الذى أوفد مدير مخابراته إلى القدس ورام الله حاملًا دعوة رئاسية لرئيس الحكومة «بنيت» لزيارة القاهرة، ما يمثل تحركات أمنية- سياسية رفيعة على مستوى إقليمى تسبق زيارة «بنيت» لواشنطن نهاية أغسطس حيث من المنتظر- وفق مصادر إسرائيلية- أن يتقدم الرئيس الأميركى بـ«بادرات حسن نوايا جوهرية وملموسة» حول المسألة الفلسطينية، ذلك فيما بدأت إسرائيل من جانب آخر حوارًا ثنائيًّا مع السلطة الفلسطينية بعد سنوات طويلة من القطيعة بينهما، إذ يعتزمان فى غضونها تشكيل لجنة وزارية مشتركة سبق للاتفاقية الأصلية «أوسلو» أن أعطتها مكانة كبيرة لنقاش كل شيء، وكلها أمور تستجيب لطلبات أميركية تتوازى مع تعيين «مايكل هرتسوغ» سفيرًا لإسرائيل فى واشنطن، الذى يعتبر المسئول الإسرائيلى الوحيد الذى شارك خلال العقدين الماضيين فى جميع المفاوضات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية، فى صدارتها مصر كطرف مشارك من واقع ريادتها لعملية السلام فى الشرق الأوسط قبل نحو أربعة عقود، كانت الائتلافات الحكومية الإسرائيلية خلالها تتجه إما للاستقواء بمصر أو عليها