استقرت أسعار النفط بالقرب من 74 دولارًا للبرميل اليوم الثلاثاء مع تجديد كبير الدبلوماسيين الأمريكيين جهوده للضغط من أجل وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، واستمرار ضعف نمو الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر بواقع 20 سنتًا، أو 0.27٪، إلى 74.09 دولارًا عند الساعة 9 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للخام غرب تكساس الوسيط تسليم نوفمبر 20 سنتًا أخرى لتصل إلى 70.36 دولارًا للبرميل في يوم العقد الأخير لها كشهر رئيسي.
كما انخفضت العقود الآجلة الأكثر تداولًا للنفط الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر، والتي ستصبح قريبًا الشهر الرئيسي، بمقدار 22 سنتًا أو 0.3٪ لتصل إلى 69.82 دولارًا للبرميل.
ارتفع كل من برنت وغرب تكساس الوسيط بنسبة 2٪ تقريبًا يوم الاثنين، وتعوضا عن جزء من الانخفاض الذي شهدته الأسعار الأسبوع الماضي والذي تجاوز 7٪، حيث لم يتوقف القتال في الشرق الأوسط ولا يزال السوق متوترًا بشأن الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران والذي قد يؤدي إلى تعطل إمدادات النفط.
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، في المحطة الأولى من جولة في الشرق الأوسط يسعى خلالها إلى إحياء المحادثات لإنهاء حرب غزة ونزع فتيل امتداد الصراع إلى لبنان.
وقال ساتورو يوشيدا، المحلل في السلع الأساسية بشركة Rakuten Securities، “تذبذبت أسعار النفط الخام استجابة لأخبار متضاربة من الشرق الأوسط، حيث يتأرجح الوضع بين التصعيد والتهدئة”.
وأشار يوشيدا إلى أن السوق لا تزال تقيم تأثير إجراءات التحفيز التي اتخذتها بكين وتحسن النشاط الاقتصادي الأمريكي، ولكن المكاسب ستظل محدودة على الأرجح بسبب عدم اليقين المستمر بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية العامة.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن اقتصاد الصين نما بأبطأ وتيرة منذ أوائل عام 2023 في الربع الثالث، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن الطلب على النفط.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية يوم الاثنين إن من المتوقع أن يظل نمو الطلب على النفط في الصين ضعيفًا في عام 2025 على الرغم من إجراءات التحفيز الأخيرة من بكين، حيث تعمل الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم على كهربة أسطول سياراتها وتنمو بوتيرة أبطأ.
ومع ذلك، لا يزال أرامكو السعودية (2222.SE) “متفائلة إلى حد ما” بشأن الطلب الصيني على النفط، خاصة في ضوء حزمة التحفيز الحكومية التي تهدف إلى تعزيز النمو، وفقًا لما قاله رئيس شركة النفط العملاقة السعودية يوم الاثنين.
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة في شركة الوساطة Phillip Nova، إن قوة الدولار الأمريكي التي يقودها تراجع التضخم العالمي تدريجيًا تساهم أيضًا في الضغط الهبوطي على سوق النفط.
عادة ما يؤثر الدولار القوي على أسعار النفط لأنه يجعل سلعة النفط المقومة بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من غير حاملي الدولار.
وأظهر استطلاع أولي لرويترز أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت على الأرجح الأسبوع الماضي، في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير والبنزين.