أكد المهندس مصطفي إبراهيم ، استشاري تطوير الأداء المؤسسي لسلاسل الإمداد في شركة ” impact” insights” ، أن الشركات خلال الوقت الحالي تواجه العديد من التحديات في ظل ارتباك حقيقي للسوق العالمية ، ولمواجهتها يجب التعامل مع المتغيرات من أكثر من جانب أهمها جانب التوريد، حيث تأثرت قدرات الموردين على تلبية احتياجات الأسواق سلبا سواء لأزمة عدم توفر الخامات أو ارتفاع الأسعار أو صعوبة الشحن وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية.
جاء ذلك خلال فاعليات في دورته الثالثة.
وقال في تصريحات لـ”المال ” إن سلاسل الامداد بالشركات تواجه ارتفاع أسعار الخامات وإختيار الموردين القادرين على مواجهة الأزمات في ظل إعادة تشكيل الخريطة السياسية والاقتصادية عالميا وتأثيرات قرار البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة، الأمر الذي يؤثر على سحب الاستثمارات وتوجيه جزء منها للولايات المتحدة بخلاف الضغط الصيني على الاقتصاد الأمريكي وصعوبة الشحن من الصين في نفس وقت دخول روسيا في صراعات سياسية داخل أوروبا أي أن القوى العظمة سياسيا واقتصاديا لديها كم من المتغيرات كفيل بخلق أزمات حقيقية أمام المصنعين وهو ما يمثل تحدي كبير في إتمام عمليات التوريد في الوقت الذي تقوم الدولة بعقد العديد من الاتفاقات التبادلية التجارية طويلة المدى مع أكثر من دولة حتي لا تحسب علي أحد المعسكرات السياسية الدولية في ظل عدم استقرار العلاقات السياسية بين الدول الكبرى.
وقال “مصطفي ” إنه بجانب تلك المشكلات يتواجد عائق الشحن البحري ونقص الحاويات ، مما يتطلب من الشركات الحفاظ علي المخزون وتقليل الإهلاك في المنتجات والخامات في الوقت الحالي، واختيار شركات شحن ذات اسعار تنافسية ، منعا لزيادة النفقات والتكاليف، مع تقليل الاستيراد والاعتماد علي المكون المحلي ، لمواجهة الأزمات الحالية.
ولفت استشاري تطوير الأداء المؤسسي لسلاسل الإمداد في شركة ” impact” insights أن لابد أن تتجه الشركات في الوقت الحالي إلي استغلال الانتعاشة اللوجستية في أفريقيا والاتجاه نحو الاستثمار في الدول الأفريقية مما يزيد من العوائد الاستثمارية خاصة وأنها أسواق متعطشة للمشروعات ، استغلالا للعلاقات الدولية المصرية الحالية مع أفريقيا ، ومما يصب في تنوع الأسواق والموردين.
وأوضح أن ما يجري في السوق هو إعادة تشكيل لوضع الشركات داخل السوق، حيث إن الفترة القادمة ستشهد خروج عدد كبير من الشركات من حيز المنافسة، مشيرا إلى أن البقاء وفرص النمو الكبرى والاستحواذ على الحصص السوقية ستكون للشركات التي ترشد نفقاتها وتنوع مورديها وتستغل الفرص التجارية والسياسية في افريقيا.
ويذكر أن ، بمقر المبنى اليوناني بالقاهرة، شهد مشاركة 60 شركة وحضور أكثر من 2000 شخص و 200 متحدث ، تحت رعاية شركة” ICAREE” ومنظمة العمل الدولية.
وناقش الملتقى خلال اليومين الماضيين أهم التطورات في مستقبل سلاسل الإمداد على الصعيدين الدولي والمحلي خاصة بعد جائحة كورونا، كما أنه سيقوم بتسليط الضوء على المشروعات التي تقوم بها الحكومة المصرية لتطوير حركة النقل والطرق في البلاد، بالإضافة إلى توطين الصناعة المحلية ودعم التصدير.