تتبنى وزارة البيئة استراتيجية شاملة للتنشيط والترويج للسياحة البيئية فى مصر واستغلال 30 محمية طبيعية بالتنسيق مع وزارة السياحة وكافة الجهات المعنية والتواصل مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى السياحة البيئية، اضافة الى دراسة نوعية السائح الأجنبى القادم للبلاد للتحفيز على الاستمتاع برياضات مختلفة منها الغوص ومشاهدة الطيور المهاجرة والسير لمسافات طويلة.
وقالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، إننا نعمل حاليا على تطوير 13 محمية طبيعية كمقصد للسياحة البيئية فى مصر، بجانب وضع العلامات الخضراء فى الفنادق وغيرها من المنشآت السياحية لوضع معايير الاستدامة البيئية.
وأضافت «فؤاد» لـ«المال»، أن الوزارة اتاحت لأول مرة الفرصة أمام القطاع الخاص للاستثمار فى مجال السياحة البيئية، والبحث عن مستثمرين، وذلك بعد إعداد أكثر من دراسة عالمية توصلت لأهمية الاستثمار فى مجال السياحة البيئية، وستكون اهم المقاصد عقب انتهاء جائحة فيروس كورونا.
عليوة: فتح قنوات اتصال مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة
من جانبه قال المهندس محمد عليوة، مدير مشروع دمج التنوع البيولوجى بالسياحة البيئية، بوزارة البيئة، لـ«المال» ان اقتصادات عدد من الدول الأجنبية تقوم على السياحة البيئية وخاصة رياضة السير لمسافات طويلة، لافتا إلى أنه تم التواصل مع أكبر شركة «هايكنج» متخصصة فى تلك الرياضة عالميا للتواجد فى مصر ومن المنتظر إطلاق مؤتمر عالمى أمام بحيرة قارون قريبا.
ولفت «عليوة» إلى أن هناك أكثر من قناة اتصال بكافة الشركات العالمية التى تنفذ أنشطة السياحة البيئية للتواجد فى مصر وتحقيق أكبر قدر من الترويج والتحفيز، موضحا أن هناك اقتصادات دول تقوم على رياضة السير لمسافات طويلة فقط «الهايكنج» ومنها اسكتلندا.
وذكر انه تم اعداد دراسة لمعرفة طبيعة السائح الاجنبى أظهرت ان السائح الانجليزى مهتم بمشاهدة الطيور المهاجرة والألمانى مهتم برياضة الغوص، إذ يوجد 30 مليون غواص محترف عالميا و20 مليون مشاهد للطيور مهاجرة و80 مليون مهتم برياضة المشى لمسافات طويلة «الهايكنج» ، ونعمل على استغلال تلك الأنشطة للترويج للمعالم الطبيعية لدينا.
وتابع أن عدد زوار السياحة حقق أرقام مرتفعة فى عام 2019 ووصلت الى 11.5 مليون سائح قبل تعرض العالم لجائحة فيروس كورونا منهم 1.5 مليون سائح بيئى، لافتا الى انه بعد الانتهاء من الوباء سوف تتضاعف معدلات السياحة فى مصر بشكل عام والسياحة البيئية بشكل خاص.
واوضح «عليوة»، ان البرنامج يستهدف أيضا السياحة الداخلية بشكل مكثف، اذ تم تنظيم ندوات توعوية للمواطنين فى أشكال مختلفة، وحملات للترويج للمحميات الطبيعية وتسليط الضوء على كل محمية طبيعية ومميزاتها والأنشطة التى تتمتع بها.
الإقبال على محمية وادى دجلة ارتفع بنسبة 250%
واكد ان تلك الحملات وآليات تطوير البينة التحتية للمحميات والخدمات ساهمت فى مضاعفة الإقبال على كافة المحميات، مشيرا إلى ان محمية وادى دجلة شهدت ارتفاعا بنسبة %250 ، ومحمية سيوه حققت فى اخر 3 شهور إقبالا مضاعفا وكاملة العدد.
يذكر أن رياضة السير لمسافات طويلة «الهايكنج» حققت فى اسكتلندا مايقرب من 26.1 مليار جنيه استرلينى فى عام واحد فقط قبل جائحة كورونا، وأظهرت أرقام جديدة فى بحث أجرته مؤسسة للسياحة والسفر فى اسكتلندا أن زائرين من المملكة المتحدة قاموا بأربعة ملايين رحلة بما فيها المشى.
وكشف تقرير حول مشروع «دمج التنوّع البيولوجى فى السياحة بمصر» حصلت عليه «المال»، أن المشروع يعمل على دمج صون الموارد الطبيعية فى التخطيط والتنمية السياحية وكذلك الأنشطة السياحية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة فى الحفاظ على الثروات الطبيعية لنا وللأجيال القادمة، بالتنسيق مع وزارة السياحة.
وذكر التقرير أن المشروع يتم تنفيذه بأسلوب المشاركة الفاعلة بين وزارة البيئة والجهات المعنية وذلك من خلال تكوين (3) مجموعات عمل من كافة الجهات المعنية بإدارة أنشطة المشروع سواء جهات حكومية، أو قطاع خاص أو مجتمع مدنى، بالإضافة إلى إعداد بروتوكول تعاون مع وزارة السياحة ووضع أطر للتعاون مع محافظة البحر الأحمر فيما يتعلق بالسياحة المستدامة، كذلك تحديث دليل «جرين ستار» مع قطاع السياحة.
وأوضح التقرير أن محاور عمل المشروع الأساسية، تتمثل فى السياحة البيئية والمحميات الطبيعية ومن أهم ما تم تنفيذه خلال الفترة القليلة الماضية، «إعداد الحملة الوطنية »إيكو إيجبت« للترويج للسياحة البيئية والمحميات الطبيعية، ووضع الخطة التنفيذية لتطبيق منظومة التصاريح بالمحميات الطبيعية، اضافة الى تقييم عدد من الفرص الاستثمارية بالمحميات الطبيعية، ودراسة إمكانية إعلان منطقة الشويلة كمحمية طبيعية».
وتابع التقرير أنه تم إطلاق علامة «جرين فينز» وإدماجها رسمياً فى قطاع الغوص والأنشطة البحرية، لتنشيط السياحة، ودعم فنى لبرنامج رفع الوعى البيئى بقطاع الفنادق ، والحصر والتنسيق بين موردى بدائل البلاستيك وقطاع الفنادق والمنشاَت السياحية.
واكد التقرير ان وزارة البيئة أعدت مخططا شاملا لتطوير السياحة وتنميتها، وذلك من خلال إعداد الدليل الارشادى لصيانة وتجديد المماشى والسقالات البحرية والمنشآت الشاطئية الخفيفة.
وكذلك دراسة دور مشروع «دمج التنوّع البيولوجى فى السياحة بمصر» فى دعم السياحة البيئية فى ظل جائحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، وإعداد إطار لدراسة تقييم الأثر البيئى الاستراتيجى مع الجهات المعنية.
وذكر التقرير أن المشروع قام بإعداد عدد من الأدلة الإرشادية وهى: الدليل الإرشادى لإدارة المخلفات الطبية فى قطاع الفنادق والمنشآت السياحية، وكذلك الدليل الإرشادى لإدارة المخلفات البديلة البلدية للمنشآت المخصصة للحجر الصحى بالفنادق والمنشآت السياحية، وتقديم ورقة سياسة عمل توضح كيفية التعاون بين السياحة والبيئة فى ظل الجائحة.
وتابع التقرير ان وزارة البيئة قامت بعدة حملات لنشر الوعى من خلال إعداد الحملة الوطنية «إيكو إيجبت» للترويج للسياحة البيئية والمحميات الطبيعية، وإعداد حملة رفع الوعى البيئى لقطاع السياحة والسائحين للحفاظ على البيئة البحرية بالبحر الأحمر، وتنفيذ مجموعة من المحاضرات بالجامعات والمؤتمرات ومعارض ذات صلة.
وقالت وزيرة البيئة مؤخرا أن محاور تطوير المحميات الطبيعية ودعم السياحة البيئية تتطلب الترويج للسياحة البيئية وتحديث برامج التوعية البيئية بما يتفق مع تطورات العصر، وذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى واستحداث تطبيقات إلكترونية تحقق الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين لتعريفهم بما تملكه مصر من موارد والأسس الحاكمة لاستخدامها واهمية الحفاظ عليها كأحد محاور مجهودات الدولة لحماية البيئة وتحقيق رفاهية المواطنين.
وأضافت ان الوزارة قامت باطلاق الحملة الوطنية «إيكو إيجيبت» والتى تهدف إلى الترويج إلى السياحة البيئية بعدد 13 محمية طبيعية مع العمل على رفع الوعى البيئى لقطاع السياحة والسائحين لدعم السياحة المستدامة وقد حققت الحملة العديد من النجاحات التى تستكملها خلال الفترة القادمة بالإعداد لإطلاق المرحلة الثانية بما يساهم فى نمو أكبر للسياحة البيئية بمصر ، كما قامت الوزارة بإعداد الدليل الإرشادى لدمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقى وتحديث علامة الجرين ستار.
من جانبه قال الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع المحميات الطبيعية التابع لوزارة البيئة، إن محميات البحر الأحمر وجنوب سيناء تستقبل 10 ملايين زائر سنويا، والتى تعد أكثر المحميات الطبيعية الأكثر إقبالا على مستوى العالم، وذلك قبل جائحة فيروس كورونا.
وأضاف «سالم» ، أن المحميات الطبيعية تسهم فى توفير فرص عمل للسكان المحليين فى المناطق المجاورة للمحمية، ونعمل على الحفاظ على الموارد الطبيعية والوظائف البيئية للمحمية، مضيفا أن محميات البحر الأحمر وجنوب سيناء تصل إلى 9 محميات طبيعية، وتشمل جنوب سيناء خمس محميات فى جنوب سيناء هى رأس محمد، نبق، أبو جالوم، طابا، سانت كاترين كذلك تتضمن محميات البحر الأحمر الجزر الشمالية، وادى الجمال، علبه، الجزر البعيدة.
يشار إلى أن وزارة البيئة تمتلك 30 محمية طبيعية، أبرزها محمية وادى الريان، ورأس محمد، ووادى الجمال، ووادى دجلة، وسيوة وأشتوم الجميل وتمثل تلك المحميات %15 من المساحة الكلية لمصر.