انتعشت أرباح شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية المتخصصة فى تشخيص الأمراض المعدية وابتكار اختبارات الكشف عن الأوبئة ومرض كوفيد 19 المميت لمستويات قياسية خلال العام الماضى الذى انتشر فيه فيروس كورونا بعد أن بدأ فى الصين وانتقل لبقية دول العالم.
وقفزت أرباح شركة سانشور بايوتيك لمستويات قياسية خلال عام الوباء لتحقق مكاسب قياسية تعدت %6500 وشركة BGI جينوميكس أكبر شركة فى العالم لاختبارات الحامض النووى التى قفزصافى أرباحها %653، وشركة دا ان جين بجامعة سون يات سين التى بغلت أرباحها 230 %.
وذكرت وكالة بلومبرج أن كبرى شركات التكنولوجيا الحيوية فى البلاد استفادت العام الماضى من انتشار وباء كورونا فى دول العالم ،ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكة التى تحتل المركز الأول فى عدد الوفيات والإصابات على العالم ،والعديد من دول غرب أوروبا مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا علاوة على روسيا والهند والبرازيل ،وكلها تقع فى قائمة أكثر 20 دولة فى عدد المرضى والوفيات من كوفيد 19.
كما حققت شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية أرباحا مرتفعة العام الماضى من بيع ملايين الأدوات والنشرات والكتيبات اللازمة لاختبارات كورونا داخل البلاد والدول المجاورة مثل الهند ، وتصديرها للمناطق الساخنة الموبوءة بكورونا وعلى رأسها دول أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية.
شركات مجهولة تدخل مصاف العالمية
وساعد ظهور أكبر وباء فى العالم منذ حوالى 100 سنة إلى تحويل شركات صينية صغيرة غير معروفة إلى شركات متوسطة عالمية ، ورفعت أسعار أسهمها لمستويات لم تكن تحلم بها فى بورصة شنغهاى خلال انتشار فيروس كورونا ،وإن كان المحللون يشككون فى استمرار انتعاشها مع تزايد توزيع لقاحات مكافحة الوباء حول العالم وانحسار الأزمة الصحية فى معظم الدول خلال العام القادم أو التالى له على أقصى تقدير.
وأكد زانج جيالين رئيس بحوث الرعاية الصجية بشركة ICBC انترناشيونال أن قطاع الأدوية شهد نموا سريعا مماثلا ولكن الانتعاش ظهر بشكل أسرع فى مجال الاختبارات والتحاليل الطبية عن الأمراض المعدية1.20 يمثل نجاحا فريدا من نوعه.
أسهم «التكنولوجيا الحيوية»تقفز إلي 228%
ومن شركات التكنولوجيا الحيوية التى قفزت أسعار أسهمها فى بورصة شنغهاى بنسب تراوحت من %87 إلى %228 وزادت أرباحها خلال العام الماضى شركتى زيجيانج أورينت جين، وشنغهاى لايفريفر والتى لم يتجاوز صافى أرباحهما 100 مليون يوان ( 15.5 مليون دولار ) فى عام 2019 ، ولكنهما توقعتا فى فبراير الماضى أن يصعد صافى أرباحا بنسب تتراوح من %230 إلى %6500 عن العام الماضى بفضل بيع منتجاتها المرتبطة باحتبارات كورونا لمعظم دول العالم.
اختبارات كورونا
وساعد على ارتفاع أرباح شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية خلال عام الوباء تركيز الجهود العالمية لاحتواء الوباء حيث بذلت الحكومات كل ما فى وسعها للتعجيل بمعرفة كيف ينتشر الفيروس بسرعة من بلد لآخر، وبين الناس فى المجتمع الواحد، وانتشار موجة جنونية فى الطلب على اختبارات كورونا ،ولكن المعروض منها كان ضعيفا والعدوى من كوفيد 19 سريعة، الاأمر الذى ساهم فى ارتفاع أسعار هذا الاختبارات لمستويات غير مسبوقة.
ورغم أن حكومة بكين استطاعت احتواء الوباء خلال الثلاثة شهور الأولى من العام الماضى ،إلا أنها استمرت فى تطبيق اختبارات كورونا على الشعب الصينى والوافدين إليها من مختلف دول العالم لتضمن عدم انتشار الوباء والحد من تفشى العدوى بالفيروس.
إجراءات احترازية
وباتت حملة الاختبارات عن كوفيد 19 فى الصين جزءا من الحياة اليومية المعتادة لدرجة أن حكومات الأقاليم الصينية تحركت بأسرع ما يمكن فى غضون أيام قليلة لاختبار ملايين المواطنين سواء يعانون من أعراض المرض ، أو ليس لديهم أى أعراض على الإطلاق خصوصا العاملين فى المطاعم وسائقى سيارات الأجرة والمسافرين بين المدن.
ولم تقتصر اختبارات كوفيد 19 على الصينيين فقط بل طبقتها حكومات الأقاليم الصينية على السلع وخصوصا المأكولات البحرية المجمدة وإطارات العربات ، بعد أن أكد خبراء الصحة المحلية داخل الصين أن الفيروس يتعلق بالأسطح الصلبة ، وينتقل بسهولة فى درجات الحرارة المنخفضة من الأشياء الصلبة إلى الإنسان.
شركات التكنولوجيا: المستقبل غامض
ويرى ماى هى محلل أسواق الرعاية الصحية فى وحدة وكالة بلومبرج الاستخبارية أن فرصة استمرار انتعاش شركات التكنولوجية الحيوية الصينية أو الموجودة فى بلاد أخرى باتت معدومة هذا العام ، بفضل لقاحات مكافحة الوباء، ومشيرا إلى أن المراقبين والمستثمرين يتصرفون بحذر عند شراء أسهم هذه الشركات، بعد توقف الإقبال على شراء أسهم شركة سيجين المتخصصة فى اختبارات كورونا فى سيول الكورية مع اختفاء العدوى من كورونا بين الكوريين. كما ابتعد الأوروبيون عن شراء بعض اختبارات فيروس كورونا من الشركات الصينية فى أبريل الماضى لأنها غير دقيقة ، كما حدث عندما اشترت حكومة سلوفاكيا حوالى 1.2 مليون اختبار كوفيد 19، وتبين أنها غير قادرة على اكتشاف المرض فى مراحله الأولى، وهذا يعنى أاستمرار توزيع اللقاحات للوقاية من الوباء