كشف تقرير لمنظمة البيمكو العالمية أن العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية من قِبل الاتحاد الأوروبي تسببت في تحول كبير في تجارة الناقلات وزيادة بنسبة 10% بمتوسط مسافات الإبحار لواردات ناقلات الاتحاد الأوروبي خلال عام 2023.
قال نيلز راسموسن، كبير محللي الشحن في بيمكو: “لقد تسببت الهجمات على السفن بمنطقة البحر الأحمر في زيادة متوسط مسافات الإبحار بنسبة 16%، وزيادة الطلب على الطن/ ميل بنسبة 12% على الرغم من انخفاض الأحجام”.
كما تم، خلال الربع الأول من عام 2024، انخفاض أحجام واردات الناقلات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 4% على أساس سنوي بسبب زيادة بنسبة 1% في تجارة الناقلات النظيفة، وانخفاض بنسبة 5% في تجارة الناقلات القذرة.
ومع ذلك، مع إبحار الناقلات بشكل متزايد عبر رأس الرجاء الصالح بسبب الهجمات الأخيرة على السفن بمنطقة البحر الأحمر، زاد الطلب على الناقلات لكل طن/ ميل بنسبة 12% على أساس سنوي، و13% في تجارة الناقلات النظيفة، و12% في العام الماضي في تجارة الناقلات الصب غير النظيفة.
كما أنه على الرغم من هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، واصلت معظم الناقلات في البداية الإبحار عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
ومع ذلك، تم تغيير مسار السفن بشكل متزايد عبر رأس الرجاء الصالح. ونتيجة لذلك انخفض عبور قناة السويس الآن بنسبة 40 – 50% على أساس سنوي، مما أدى إلى زيادة كبيرة في مسافات الإبحار بين آسيا وأوروبا.
وذهب التقرير إلى زيادة متوسط مسافات الإبحار في تجارة الناقلات القذرة أكثر من تجارة الناقلات النظيفة لأن نسبة أعلى من البضائع تتجه إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، وتكون الزيادة في مسافة الإبحار إلى تلك الموانئ أكبر عند الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح.
وكان من المتوقع أن تؤدي مسافات الإبحار الأطول وتخفيضات الإنتاج من قِبل دول “أوبك” إلى تفضيل المشترين في الاتحاد الأوروبي للواردات من الأمريكتين على الواردات من آسيا، ومع ذلك فإن هدفه لم يتحقق إلى حد كبير حتى الآن.
وأضاف راسموسن: “في الواقع، ارتفعت حصة الدول الآسيوية من واردات الاتحاد الأوروبي من الناقلات القذرة بنسبة 24% على أساس سنوي، بينما انخفضت بنسبة 6% فقط على أساس سنوي في تجارة الناقلات النظيفة”.
حتى الآن، كانت ناقلات النفط العملاقة هي المستفيد الرئيسي من زيادة الأطنان من الأميال في تجارة الناقلات القذرة، في حين تقاسمت ناقلات النفط الخام الصغيرة وLR2s الأميال المتزايدة في تجارة الناقلات النظيفة.
ولن تنمو أساطيل هذه القطاعات إلا بشكل هامشي في عام 2024، وبالتالي من المتوقع أن يظل توازن العرض والطلب أكثر تشددًا ما دامت السفن مستمرة في تجنب قناة السويس.
كما أنه على الرغم من انخفاض الطلب الأوروبي على النفط في عام 2023 ومن المتوقع أن ينخفض مرة أخرى في عام 2024، فقد زادت أهمية الاتحاد الأوروبي بالنسبة لتجارة الناقلات.
وبسبب التحولات التجارية، ارتفع عدد أميال استيراد الاتحاد الأوروبي من 11% من إجمالي تجارة الناقلات في الربع الأول من عام 2022 إلى 14% في الربع الأول من عام 2024، وسيظل مرتفعًا ما دامت السفن مستمرة في تجنب قناة السويس.
وأوضح راسموسن أنه على المدى المتوسط إلى الطويل، لا يزال من المتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي بإزالة الكربون بشكل أسرع من معظم المناطق الأخرى، ومن المتوقع أن تنخفض تجارة الناقلات وفقًا لذلك.