◗❙ القاهرة والغردقة وشرم الشيخ وبرج العرب.. أبرز المتعافين
◗❙تأثير الحرب الروسية الأوكرانية «محدود» حتى الآن على القطاع
قال إيهاب محى الدين، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للملاحة الجوية، التابعة للشركة القابضة للمطارات، إن حركة الطيران بالمطارات المصرية تشهد تعافيًا خلال الفترة الراهنة، مضيفاً فى حواره لـ«المال»، أن معدلات الحركة الجوية فى المطارات ارتفعت بنسبة %66 خلال الربع الأول من العام الجارى 2022، مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، وذلك بعد فترة من التراجع بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.
معدلات الحركة الجوية
ولفت إلى أن شهر يناير الماضى شهد زيادة بنسبة %70 فى معدلات الحركة الجوية، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، منوهاً بأن حركة الطيران تُعد المورد الرئيسى للشركة.
وقال رئيس الشركة إن جائحة فيروس كورونا أثرت بالسلب على الحركة الجوية، مشيرًا إلى تراجعها بأكثر من %50 خلال عام 2020، مقارنة بالعام السابق له.
وأوضح أن متوسط حركة الطيران سجلت فى 2020 (عام الجائحة) نحو 231 ألف تحرك، مقارنة مع 491 ألفا فى 2019، وهو ما يبرز مدى تأثير الجائحة على قطاع الطيران المصري.
وأشار إلى أن حركة الطيران فى مطار القاهرة ارتفعت بنسبة %57 فى أبريل الماضى مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، فيما زادت بمطار الغردقة بنسبة %49.
وتابع محى الدين أن أبرز المطارات المصرية التى تشهد تعافيًا فى الحركة الجوية هى بالترتيب القاهرة، والغردقة، وشرم الشيخ، وبرج العرب.
وتابع أن حركة الطيران العابرة تستحوذ على %40 من إجمالى حجم الحركة الجوية فى المجال الجوى المصري، مشيراً إلى أن هناك زيادة بنسبة %45 فى معدلات الحركة من الطائرات العابرة فى يناير الماضى مقارنة بنفس الشهر من 2021.
الحرب الروسية – الأوكرانية
وبسؤاله عن مدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الحركة الجوية بالمطارات المصرية، قال محى الدين إن التأثير حتى الآن محدود للغاية.
وبيّن أن الشركة مسئولة عن تقديم خدمات الملاحة للحركة الجوية من خلال أبراج المراقبة لرحلات هبوط وإقلاع الطائرات، بالإضافة إلى مراقبة المنطقة شاملة طائرات العبور.
وتابع أن شركته تتولى مسئولية تنظيم مسارات الطائرات بما يكفل منع التداخل بينها، وتجهيز الطرق الجوية، فضلاً عن تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة للطائرات وإمدادها بالمعلومات الضرورية اللازمة خلال الرحلات.
خطط التطوير
وقال “محى الدين” إن خطة التطوير التى تعكف الشركة على تنفيذها تتركز فى تجديد الرادارات من خلال تركيب 23 محطة رادار جديدة موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية لتغطية المجال الجوى المصرى بنسبة %100 منوها بأن المشروع بمثابة عملية إحلال للمحطات القديمة.
وأضاف أنه تم تركيب %80 من المحطات، على أن يتم الانتهاء من المشروع بالكامل مع أواخر العام الجاري.
ولفت إلى أن الشركة تمتلك بنية تحتية مميزة فيما يخص الرادارات، حيث تُعتبر مصر أول دولة قدمت الخدمة الرادارية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ونوه بأنه تم تطوير الرادارات فى مطارات شرم الشيخ، والغردقة، وبرج العرب، والقاهرة، وأسوان، وطابا، لافتًا إلى تركيب رادارات جديدة فى مطارات العلمين وأكتوبر مؤخرًا.
وأشار إلى أنه جارٍ دراسة تركيب خدمة ردارية فى مطارات سانت كاترين، والطور بأنظمة الهبوط الآلى التى تتميز بتحديد مواقع الهبوط والإقلاع بدقة.
وتابع أن الشركة تمتلك 19 جهازًا ملاحيًا موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، موضحا أن تلك الأجهزة تساعد على تحديد المواقع للطائرات وتسهيل الحركة الجوية من خلال منظومة الهبوط الآلى والتى تتميز بدقتها فى تحديد مواقع الهبوط والإقلاع.
ولفت رئيس الشركة، إلى أن خطة التطوير تتضمن أيضًا الارتقاء بخدمات المراقبة الجوية بشكل تقنى عبر تطبيق نظام عالمى جديد يشمل أحدث أنظمة المراقبة الجوية وهو “الاستطلاع التلقائي” الذى يُعد أعلى من منظومة الرادارات.
وكشف أن نظام الاستطلاع التلقائى يمنح المراقب الجوى تغطية أكثر دقة يمكن من خلاله معرفة موقع الطائرة، بالإضافة إلى مساعدته فى التواصل مع الطيار بدون الحاجة إلى إجراء اتصالات لاسلكية، منوها بأن أجهزة الرادارات الجديدة تحتوى على نظام الاستطلاع التلقائي.
شبكة الأقمار الصناعية
وقال محى الدين، إن الشركة تنفذ مشروعًا لإنشاء شبكة محطات أقمار صناعية لخدمة الملاحة الجوية فى المطارات المصرية، مضيفًا أن الشبكة التى تم التعاقد عليها تضم محطة رئيسية داخل القاهرة ويتبعها 19 محطة فرعية، مشيراً إلى أن دور الشبكة هو نقل البيانات الرادارية للمركز الرئيسى للملاحة الجوية فى القاهرة.
وأشار إلى أن المشروع يتم تمويله من خلال الموارد الذاتية للشركة ومن المقرر الانتهاء منه قريبا، مضيفاً أن الشركة لا تخطط للحصول على أى قروض خلال الفترة الحالية.
ولفت إلى أن الشركة تمتلك 5 أنظمة للمراقبة الرادارية داخل مطارات شرم الشيخ، والغردقة، وبرج العرب، والأقصر، وأسوان.
النتائج المالية للشركة
وقال إن شركته حققت نموًا بنسبة %81 فى حجم صافى الأرباح خلال الـ 10 أشهر الأولى من العام المالى 2021/2022 مقارنة بالعام 2021/2020.
وأضاف أنها حققت نموًا فى حجم إيرادات النشاط بنسبة 133% خلال نفس فترة المقارنة المذكورة سابقًا، مشيراً إلى أن الشركة فى مرحلة التعافى من جائحة كورونا.
وصرح بأن الشركة تعتمد على الرسوم المُحصلة من عمليات الإقلاع والهبوط للطائرات بمختلف المطارات المصرية، بالإضافة إلى حركة الطيران العابرة من دولة إلى أخرى من خلال المجال الجوى المصري.
منظمة «يورو كنترول»
وفيما يخص آليات تحصيل الرسوم من حركة عبور الطائرات للمجال الجوى المصرى، قال محى الدين، إنها تتم من خلال منظمة “يورو كنترول” الأوروبية التى تقوم بتحصيل الرسوم الخاصة بخدمات الملاحة الجوية من شركات الطيران لصالح شركات الملاحة الجوية مقابل مصاريف إدارية.
ونوه بأن مصر تعتبر من الدول الأوائل فى منطقة الشرق الأوسط التى عقدت اتفاقية مع تلك المنظمة وأن نسبة التحصيل من جانب “يورو كونترول” لرسوم خدمات الملاحة للطائرات التى تعبر المجال الجوى المصرى تتجاوز %95 وهى نسبة مرتفعة جداً.
وأضاف أن هذا الإجراء يتم عبر احتساب المسافة التى تقطعها الطائرات داخل المجال الجوى إلى جانب وزن الطائرات عند هبوطها بالمطارات.
وحول إمكانية زيادة رسوم الملاحة، قال رئيس الشركة الوطنية للملاحة الجوية، إن هذا الأمر يخضع لقوانين وضوابط دولية.
المركز القومى لإدارة المجال الجوى
وألقى رئيس الشركة الضوء على مشروع إنشاء المركز القومى لإدارة المجال الجوى، لافتًا إلى أن المركز سيكون له دور هام فى تطوير المجال الجوي، وتقديم الخدمات الملاحية، وتعزيز السلامة الجوية المؤمنة بالمعلومات المتكاملة، بالإضافة إلى تحقيق أنسب استغلال للمجال الجوى وإدارته بالأسلوب الأمثل الذى يحقق الأهداف الاستراتيجية للتنمية.
ومن الجدير بالذكر أن قانون إنشاء المركز حدد اختصاصاته ومنها إعادة تصميم وهيكلة وتخطيط وتطوير شبكة الطرق الجوية، والمناطق الإنتهائية للمجال الجوي، إلى جانب تخطيط وتصميم خرائط الاقتراب والهبوط والمغادرة للمطارات بالتنسيق مع الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية، والمشاركة فى إعداد وتجهيز خدمات الطيران والمعلومات اللازمة لسلامة وكفاءة الاتصالات والمعلومات الملاحية وخدمات التنبيه وإدارة برنامج الرحلات التكاملية، لضمان السيطرة على حركة الطائرات، وعدم فقد أى برامج رحلات داخل المجال الجوي.
كما يقوم المركز بتنظيم مسارات الطائرات من خلال خطط استخدام المجال الجوى وتأمين وتجهيز الطرق الجوية، وتدعيم خدمات المراقبة الجوية بالتنسيق مع شركة خدمات الملاحة الجوية، وتقديم المساعدة فى مجال إدارة المجال الجوى على المستوى الإقليمى طبقاً للاتفاقيات الدولية.
ويساهم المركز فى تقديم المساعدات للطائرات التى تحتاج للإنقاذ، ومعاونتها إذا لزم الأمر، واتخاذ كافة التدابير الإدارية والفنية والبشرية للحفاظ على أمن وسلامة وانسيابية وتدفق الحركة الجوية بالمجال الجوى.
التغيرات المناخية
وقال إن التغيرات المناخية لها تأثير سلبى على حركة الطيران خاصة عند حدوث الضباب والعواصف الترابية الشديدة.
ونوه محى الدين بأن نظام الهبوط الآلى الموجود بالمطارات ساهم فى مساعدة الطيارين على الهبوط بالمطارات بشكل آمن فى حال تدهور الرؤية أو العواصف الشديدة.
يشار إلى أن الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية مسئولة عن تجهيز وتشغيل خدمات المراقبة الجوية وتوجيهها، بالإضافة إلى تنظيم مسارات الطائرات بما يكفل منع التداخل بينها وتجهيز الطرق الجوية، فضلاً عن تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة للطائرات وإمدادها بالمعلومات الضرورية اللازمة خلال الرحلات.
كما تتولى الشركة تقديم خدمات معلومات الطيران عن طريق عرض برامج الرحلات لكل طائرة قبل إقلاعها، إلى جانب تقديم المساعدات للطائرات التى تحتاج للإنقاذ، وإنشاء أنظمة المساعدات الملاحية اللازمة لتأمين سلامة الطائرات وصيانتها، فضلًا عن إعداد الدراسات الفنية وتقديم المشورة والمعلومات والخدمات اللازمة للغير لتجهيز وتشغيل خدمات المراقبة الجوية وتوجيهها.