(رويترز)
قال شهود إن آلاف المحتجين اعتصموا أمام مقر إقامة الرئيس السوداني عمر البشير في وسط الخرطوم يوم الأحد بعد أن أقاموا الخيام هناك خلال الليل في أعقاب أكبر مظاهرة خلال الاحتجاجات التي بدأت قبل أشهر ضد حكمه المستمر منذ 30 عاما.
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة منذ 19 ديسمبر ضد حكم البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والذخيرة الحية لتفريق الاحتجاجات.
ورفض البشير التنحي وقال إن أي تغيير في السلطة يجب أن يتم عبر صناديق الاقتراع.
وأعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية عن انقطاع كامل للكهرباء في البلاد يوم الأحد دون تقديم تفسير لهذا الانقطاع، لكن الكهرباء عادت لاحقا إلى بعض المناطق.
ومنذ أن بدأ الاعتصام يوم السبت حاولت قوات الأمن عدة مرات تفريق المحتجين لكن بقي الآلاف في المنطقة.
ويبدو أن نجاح احتجاجات مماثلة، وإن كانت أكبر حجما، في الجزائر في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي الأسبوع الماضي قد شجع النشطاء السودانيين على الدعوة إلى احتجاجات يوم السبت للاحتفال بذكرى الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس جعفر النميري عام 1985 في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه.
وحث المحتجون الجيش على الوقوف معهم مرة أخرى في محاولة لعزل البشير من السلطة.
وإضافة إلى مقر إقامة البشير، يضم المجمع الأكثر تحصينا في السودان أيضا وزارة الدفاع ومقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني.
وقال شهود إن آلاف المحتجين تجمعوا في حي بري بالخرطوم يوم الأحد حيث أغلقوا عددا من الطرق الرئيسية.
وذكرت وكالة السودان للأنباء أن شخصا واحدا على الأقل توفي يوم السبت خلال ”أعمال شغب“ في أم درمان دون إعطاء تفاصيل عن سبب الوفاة.
ووفقا لبيان صادر عن لجنة أطباء معارضة، كان الشخص الذي قُتل يوم السبت طبيبا في مختبر وتوفي متأثرا بجراحه. ويلعب العاملون في المجال الطبي دورا رئيسيا في الاحتجاجات.
وقالت وكالة السودان للأنباء إن مدنيين آخرين وضباط شرطة أصيبوا يوم السبت أيضا في أم درمان التي خرجت فيها احتجاجات في وقت متأخر من الليل لكنها هدأت بحلول صباح يوم الأحد.
ويبدو أن الاعتصام خارج المجمع يماثل احتجاجات ”الربيع العربي“ في عام 2011 عندما اعتصم متظاهرون في القاهرة وعواصم عربية أخرى في الميادين العامة لأيام للمطالبة بتغيير النظام.
وأغلقت الشرطة وقوات الأمن يوم السبت جميع الجسور المؤدية إلى وسط العاصمة من الخرطوم بحري في الشمال وأم درمان في الغرب عبر نهر النيل في محاولة على ما يبدو للحيلولة دون اتساع نطاق الاعتصام.
وظلت الجسور مغلقة يوم الأحد مما أدى إلى اختناقات مرورية شديدة. وقال شاهد من رويترز إن المئات عبروا إلى الخرطوم من أم درمان سيرا على الأقدام عبر جسر الإنقاذ صباح يوم الأحد حيث توقفت السيارات بلا حراك لساعات.