تواجه السلطات التركية التي تعمل جاهدة على إخماد أسوأ حرائق غابات في البلاد، اتهامات بالتقاعس عن التأهب للخطر، بعدما أظهرت بيانات رسمية أنها لم تنفق سوى القليل من المبالغ المتواضعة المخصصة لدرء الحرائق هذا العام، بحسب وكالة رويترز.
حكومة أردوغان تواجه انتقادات بسبب تعاملها مع الأزمة
وواجهت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان انتقادات بسبب تعاملها مع الأزمة حيث وصفت استجابتها بالبطيئة وغير الملائمة وانتقد معارضون نقص عدد طائرات الإطفاء مما أجبر أنقرة على السعي للحصول عليها من الخارج بسرعة.
وقالت المديرية العامة للغابات إن البلاد أنفقت في النصف الأول من العام أقل من 2% من الميزانية التي خصصتها هذا العام لأغراض البناء والمشروعات والمعدات المستخدمة لمكافحة حرائق الغابات والتي تقدر بنحو 200 مليون ليرة (24 مليون دولار).
وفي المقابل، خصصت البرتغال 224 مليون يورو (265 مليون دولار) لدرء ومكافحة حرائق الغابات هذا العام كما خصصت الحكومة المركزية الإسبانية 65 مليون يورو.
معارضون: حكومة أردوغان غضت الطرف عن خطر يمكن التنبؤ به
وعلى الرغم من أن تقديرات البلدان للمخصصات قد تتباين، فإن سياسيين معارضين في تركيا قالوا إن البيانات التي نشرتها المديرية العامة للغابات في تركيا تظهر أن حكومة أردوغان غضت الطرف عن خطر يمكن التنبؤ به.
وقال مراد أمير نائب حزب الشعب الجمهوري الذي قدم استجوابات في البرلمان لوزير الزراعة والغابات بكير باكديميرلي يوم الثلاثاء “تم وضع ميزانية المديرية العامة للغابات وكأنه لن تكون هناك أي حرائق”.
وأضاف “توضح هذه الأرقام لماذا لم يكن هناك تدخل فعال في مواجهة الحرائق” قائلا إن الوزارة لم تكن مستعدة.
ولم ترد الوزارة على أسئلة من رويترز بخصوص الإنفاق ولم يتضح ما إذا كانت هناك موارد أخرى مخصصة للحماية من حرائق الغابات بخلاف ميزانية المديرية العامة للغابات.
قلب الانتعاش في قطاع السياحة بسبب الحرائق
أدت الحرائق المشتعلة في بعض أكثر الأماكن اكتظاظا في تركيا، منذ أيام، إلى “قلب الانتعاش في قطاع السياحة” في بلد تعثر لأكثر من عام بسبب جائحة كورونا، وفق موقع “صوت أميركا”.
ويأتي هذا وسط انتقادات متزايدة لحكومة الرئيس، رجب طيب أردوغان، بسبب استجابتها “الضعيفة وعدم الاستعداد الكافي” لحرائق الغابات واسعة النطاق، وفق أسوشيتد برس.
وتحولت مشاهد مرتادي الشواطئ “المبتهجين” في المناطق الساحلية إلى “كابوس” حيث أدت الحرائق إلى إجلاء جماعي للسياح والسكان المحليين على حد سواء في مدن مثل بودروم ومرماريس.
وتكافح فرق الإطفاء التركية منذ نحو سبعة أيام الحرائق، التي تغذيها درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي والرياح القوية.
وأسفرت تلك الحرائق عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل، وأجبرت العديد من السكان، كثير منهم مزارعون، على الفرار، وأدت إلى القضاء على مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية الغنية الممتدة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه.
هذه ليست المرة الأولى التي تندلع فيها حرائق بغابات تركيا
وهذه ليست المرة الأولى التي تندلع فيها حرائق بغابات تركيا. وخلال الأسابيع الماضية أعلنت فرق الإطفاء التركية السيطرة على حرائق عدة امتدت من الجانب السوري.
ووفقا للبيانات الرسمية يحترق، في المتوسط، ما بين 8 إلى 10 آلاف هكتار من الغابات سنويا في تركيا.
في عام 2020 احترق 20 ألف و938 هكتارا
وبحسب بيانات المديرية العامة للغابات فقد تضرر 11 ألف هكتار عام 2019. أما في عام 2020 فقد احترق 20 ألف و938 هكتارا.
ويشير تقرير “صوت أمريكا” إلى التكلفة الاقتصادية المرتفعة لهذه الحرائق على قطاع السياحة، مستشهدا بأصحاب أعمال الذين تضرروا بسبب هذه الحرائق والجائحة.
ويقول حسين أيدين، من شركة “بوردوم تور” لرحلات القوارب في البحر المتوسط “لقد تدمرنا”.
ويشير إلى أنه قد “تم إلغاء جميع مسارات رحلات القوارب اعتبارا من الآن، وسيتم إلغاؤها أيضا، العام المقبل، لأن جميع المعالم الطبيعية في جولاتنا محترقة تماما”. ويعتقد أنه سيتعين على شركته التحول إلى مشاريع سياحية أخرى أو المخاطرة بالإغلاق تماما.
السياحة التركية: عدد الأجانب الوافدين تجاوز مليوني شخص
وتقول وزارة الثقافة والسياحة التركية إن عدد الأجانب الوافدين، في يونيو من هذا العام، بالكاد تجاوز مليوني شخص، أي أقل من نصف الإجمالي المسجل في يونيو 2019، وكان أكثر من خمسة ملايين زائر أجنبي.
ويؤثر ذلك بشدة على السياحة في تركيا، التي تصب بشكل أساسي في الاقتصاد. وتصف منظمة التنمية الاقتصادية والتعاون السياحة في تركيا بأنها “أحد أكثر القطاعات ديناميكية وأسرعها نموا في البلاد”، حيث توفر أكثر من مليوني وظيفة وأكثر من 7 في المئة من إجمالي العمالة.
وأدت المستويات السياحية المنخفضة إلى الحد من التحفيز الاقتصادي المتوقع عادة خلال فصل الصيف، وأبلغت العديد من الشركات عن متاعب مالية مستمرة وشديدة.
الرئيس التركى يأمل في أن ينمو الاقتصاد التركي بأكثر من 7% هذا العام
من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إنه يأمل في أن ينمو الاقتصاد التركي بأكثر من 7% هذا العام، وتوقع أن ينخفض التضخم بعد أغسطس.
كما أكد أردوغان في مقابلة تلفزيونية معارضته طويلة الأمد لأسعار الفائدة المرتفعة، قائلا إن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم.
وقال إن التضخم الذي بلغ 18.95 % في يوليو لن يرتفع أكثر.