تتبنى شركة «نبضة كير» خطة طموح للتوسع فى السوق المصرية، من خلال إطلاق منصة طبية علاجية متكاملة تستهدف المريض بشكل أساسى، تزامناً مع خطتها لاستثمار نحو مليون دولار خلال العام الحالى للتوسع فى مجال التكنولوجيا المرتبطة بالخدمات العلاجية على أن يتم تمويلها من خلال دخول مستثمرين جدد لهيكل الملكية.
«المال» أجرت حواراً مع للحديث عن الخطط الحالية والمستقبلية للشركة فى السوق المصرية، والتعرف على الآلية الجديدة التى تنوى إطلاقها.
وتعمل «نبضة كير» فى مجالات تطبيقات خدمات المرضى ومساعدتهم، وتستهدف إصدار تطبيقات إلكترونية لخدمة المرضى والمنظومة العلاجية بالكامل فى السوق المصرية.
وقال «الفولى» إن «نبضة كير» تم إنشاؤها من خلال مجموعة من المساهمين العاملين فى مجالات التكنولوجيا المرتبطة بالأجهزة الطبية والرقمنة، ومع تزايد الاهتمام باستغلال تلك الأفكار فى القطاع الطبى تم تأسيس نبضة للاستفادة من الخبرات المتراكمة للمساهمين.
وأشار إلى أنه شارك خلال السنوات الماضية فى تنفيذ عدة مشروعات تركز على هذا النوع من الاستثمار أولها ميكنة مستشفى بيروت المركزى خلال فترة تولية منصب الرئيس الإقليمى لشركة جنرال إليكتريك للحلول الطبية، كما تولى لاحقاً مهام تنفيذية فى شركات الاتصالات داخل بلدان أفريقية.
كما تطرق أيضا إلى عمله فى فترة سابقة مع شركة «أكفا» والتى نظمت نموذجاً للعمل بداخل شركة أرامكو للبترول السعودية يقضى بتشخيص الحالات المرضية للعاملين فى مواقع الشركة، وعرضها على أطباء متخصصين فى مناطق أخرى بكل سهولة ويسر.
وقال إن فكرة تأسيس الشركة جاءت فى ظل غياب المنظومات الطبية المتكاملة التى تركز على المريض فقط، موضحاً أن أغلب التطبيقات الإلكترونية العاملة فى المجال تهتم بالأطباء والمستشفيات بشكل أكبر من المريض، رغم أن الأخير هو المحرك الرئيسى للقطاع.
وأوضح أنه فى ظل الإصرار على التركيز على الأطباء ومقدمى الخدمة ستكون النتيجة الحتمية هى تدنى مستويات الخدمة المقدمة رغم أن الأساس فى تلك النوعية من البيزنس هو العمل بشكل متكامل وتقديم خدمة أفضل لتعظيم الربحية.
الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء فرس الرهان
واستشهد بمريض السكرى والذى يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة ومتكاملة لفحص كافة الأعضاء والأجهزة والتوعية بمضاعفات المرض، مضيفا أن التطبيق يعتمد على عدة أهداف منها تقديم تكنولوجيا متقدمة فى خدمة المرضى تعتمد على الاتصالات المتنقلة، بجانب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وحلول إنترنت الأشياءIOT، والتى تتطور فى مرحلة لاحقة للعمل وفقاً لآلية تحليل البيانات العميقة، بما يضمن التفاعل المستمر مع المريض والمجتمع المحيط به كونه أفضل رقيب للحالة المرضية.
وذكر أن أكثر من %70 من المواطنين هم من شريحة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض النفسية والحرجة، بما يتطلب متابعة مستمرة ورقابة لتطوراتهم على مدار اليوم، وهو ما يمكن قياسه من خلال الاعتماد على آلية إنترنت الأشياء فى رقابة وقياس حركاتهم ورصد أى تطورات سلبية تتطلب تدخلاً طبياً.
ونوه عن حصول تطبيق «نبضة كير» خلال شهر أبريل 2012 على جائزة شركة إريكسون العالمية لحلول الاتصالات كأحد أفضل التطبيقات الجديدة فى المجال الطبى، لافتا إلى أن الشركة نفذت فى عام 2013 أول نموذج متكامل لربط عمال مجموعة العربى بالعيادات الطبية، من خلال إنشاء ملف إلكترونى لكل عامل، يتيح تلقى التطورات الصحية للعامل، وإرسالها لأطباء متخصصين.
نسعى لتنفيذ «رحلة العافية» بداية من المنزل حتى الوصول للمستشفى المناسب
ولفت إلى أن تطبيق الشركة يستهدف تقديم ما يسمى بـ « رحلة العافية» للمريض بداية من المنزل حتى الوصول للمستشفى وتلقى العلاج المناسب، وذلك عبر عدة مراحل أولها التواصل المستمر مع المريض أثناء إقامته فى المنزل وبث رسائل توعوية متواصلة على التطبيق، بجانب قياس حالته الجسدية معتمداً فى ذلك على الأجهزة التقنية المصغرة والمفعلة بخاصية إنترنت الأشياء، ويتم حفظ تلك البيانات فى الملف الإلكترونى للمريض.
وتابع : «من خلال التطبيق يمكن للمريض الاطلاع على بيانات كافة المستشفيات المجاورة والمناسبة والتواصل معها، بجانب التواصل مع الطبيب المعالج لتحديد التوقيت المناسب لتوقيع الكشف عليه سواء فى العيادة أو المنزل».
ورأى أن الملف الطبى الإلكترونى يتضمن تاريخ كامل للمريض يتناول تفاصيل حالته المرضية والأدوية التى يتناولها، وإيصالها بشكل سريع ومؤمن للطبيب المعالج، مشيرا إلى أن الشركة متعاقدة حاليا مع 150 طبيبا للعمل بالتطبيق، فى حين هناك تسجيل أولى لنحو 450 طبيباً أيضاً، ويتم التركيز على منطقة القاهرة الكبرى كمرحلة أولي.
كما أن هناك تعاونا مع عدة سلاسل صيدليات كبرى لتفعيل الخدمة منها مصر و19519 والعزبى وعز الدين وسلطان، بجانب مراكز أخرى للتحاليل والأشعة.
وأشار إلى أن فكرة تطبيق «نبضة كير» تقوم على أن المريض هو بالأساس من يتولى سداد تكلفة العملية، مؤكدأً أن الشركة تسعى حالياً لتكوين شبكة انتقائية من الأطباء والمستشفيات ومعامل التحاليل والأشعة والصيدليات لتقديم باقة صحية علاجية متكاملة، يكون المريض هو المستفيد الأول منها مع التأكيد على مجانية انضمام الأطباء للمنصة.
وكشف عن سعى الشركة خلال المرحلة الماضية إلى اختراق ملف السياحة العلاجية وبالفعل تم التواصل مع جهات حكومية لعرض الفكرة وكيفية تطبيقها ولكن تم تأجيلها بسبب تفاقم أزمة تفشى فيروس كورونا، مبينا أن « نبضة كير « حققت فى الفترة الأخيرة عدة نجاحات تمثلت فى إطلاق موقع إلكترونى متكامل لخدمة المرضى بداية من التشخيص والوصول للطبيب المناسب وحتى تلقى خدمة مناسبة فى المستشفيات ومعامل التحاليل.
ولفت إلى أن الشركة تدرس التوسع بقوة فى المجال من خلال طرح منتجات طبية متكاملة لخدمة شريحة كبيرة من المواطنين غير المنضمين إلى أى مظلة تأمينية وذلك بالتعاون مع عدة كيانات خاصة تقدم خدمة العلاج.
و تابع: نسعى إلى دخول مساهمين جدد بهدف توفير تمويلات بنحو مليون دولار لتعزيز الملاءة المالية لتنفيذ تلك التوسعات؛ مع منح أولوية للمستثمرين الإستراتيجيين والذين بمقدروهم تحقيق قيمة مضافة تتناسب مع النشاط الرئيسى لـ«نبضة كير».
جدير بالذكر أن صندوق «بداية» للمشروعات الصغيرة والمتوسطة استحوذ منذ عدة سنوات على %20 من أسهم شركة «نبضة كير» فى صفقة بلغت قيمتها 7.6 مليون جنيه.
وأوضح أن معدلات العائد الاستثمارى على تلك النوعية من الاستثمار تفوق %32 وهى نسبة من المتوقع استمرارها فى ظل تزايد الحاجة لهذا النشاط الذى يعمل على تطويع التكنولوجيا فى خدمة المرضى والعلاج.
مفاوضات للمساهمة بنسبة %30 فى ملكية مركز للرعاية النفسية فى الكويت
وتطرق إلى أن الشركة تتفاوض حاليا للدخول فى مساهمة بنحو %30 فى ملكية أحد المراكز العلاجية المتخصصة فى الرعاية النفسية للأطفال والشباب والمراهقين فى دولة الكويت؛ موضحاً أن مساهمة «نبضة كير» ستكون عبر تقديم خدماتها التكنولوجية دون سداد أى مبالغ نقدية.
وأشاد «الفولى» بدور صندوق «بداية» فى مساندة «نبضة كير» فى التوسع بالسوق المحلية بخلاف الأسواق الخارجية مثل الخليج والمملكة المتحدة خلال السنوات الماضية.
كانت الهيئة العامة للاستثمار قد أطلقت فى عام 2013 صندوق «بداية 1» للاستثمار المباشر عبر شراء حصص فى شركات قائمة أو بالمشاركة فى تأسيس كيانات جديدة، برأسمال أولى بقيمة 134 مليون جنيه، ومن المؤسسات التى اكتتبت فى الصندوق كل من الهيئة العامة للاستثمار، والهيئة القومية للتأمين الاجتماعى، وبنك الاستثمار القومى، وشركة صندوق استثمار تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة لهيئة الاستثمار والشركة القابضة للتأمين ومصر للتأمين.
وجاءت خطوة تدشين الصندوق كعملية لدعم هذا القطاع من خلال الاستثمار المباشر فى الشركات الصغيرة والمتوسطة كوسيلة غير تقليدية لتوفير التمويل اللازم لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة وسد الفجوة التمويلية التى يعانى منها هذا القطاع.
ويركز الصندوق فى الاستحواذ على حصص بالشركات التى لا يتجاوز رأسمالها أو صافى قيمة أصولها 50 مليون جنيه، ولا يقل عن 2 مليون.