يخشى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة «تسلا» للسيارات الكهربائية، من التأثير التضخمى لأسعار الطاقة على جاذبية الطرازات العاملة بالطاقة النظيفة ومستقبل نموها.
وتشهد أوروبا على وجه التحديد قفزات فى أسعار الكهرباء بسبب تضخم تكلفة الغاز الوارد إليها، فى ظل عدم انتظام الضخ من روسيا، وقد تسبب هذا بدوره فى رفع أسعار شحن البطاريات إلى مستويات تعادل التكلفة العادية للسيارات التقليدية العاملة بالبنزين.
وماسك الذى يُنظر إليه باعتباره قائد ثورة صناعة السيارات الكهربائية، والأب الروحى للقطاع، يرى أن الحل هو فتح الطريق أمام توسع محطات الطاقة النووية، فضلًا عن الإبقاء لفترة أطول على الإنتاج الضخم للوقود الأحفورى (النفط والغاز) حتى يتسنى السيطرة على سعره ريثما تتمكن الطاقة المتجددة من تعويضه بسلاسة.
يقول بيتر جارنرى، رئيس قسم استراتيجية الأسهم فى «ساكسو بنك»، إن التصريحات الأخيرة لماسك حول الحاجة للمزيد من النفط والغاز، تعكس قلقًا أوسع نطاقا من أن شحن السيارات الكهربائية سيعرقله ارتفاع أسعار الكهرباء.
وأوضح فى حديث لبرنامج «Street Signs Europe» المذاع على شبكة «سى إن بى سي» الإخبارية الأمريكية، إن مصنعى السيارات سيواجهون رياحًا معاكسة فى المستقبل.
وأوضح جارنرى: «نرى ذلك فى أرقام مبيعات السيارات الصادرة من الولايات المتحدة وأوروبا.. إنها تنخفض بشدة فى أوروبا».
وأضاف: «لا أعتقد أنه كان من قبيل المصادفة أن يطالب ماسك بعدم وقف تشغيل أى محطات طاقة نووية أخرى.. أعتقد أنه يدرك جيدًا أنه لا يمكنك بيع الكثير من السيارات الكهربائية مع ارتفاع أسعار الكهرباء فى الوقت الحالي».
وواصل جارنرى: «أعنى، ميزة التكلفة للمركبات الكهربائية مقابل السيارة التى تعمل بالبنزين تتضاءل بسرعة هنا فى أوروبا، وأنا أتساءل حقًا إلى أى درجة سيبدأ ذلك فى التأثير على مبيعات السيارات الكهربائية».
وتشير تصريحات جارنرى إلى مقابلة أجراها ماسك مؤخرًا فى مؤتمر للطاقة فى النرويج، والتى عرض فيها رأيه حول الوقود الحفرى والتحول الأوسع للطاقة.
وقال ماسك: «أنا، فى الواقع، لست شخصًا يميل إلى شيطنة النفط والغاز، ولكى أكون واضحًا فإن هذا ضرورى الآن، أو ستسقط الحضارة».
وأردف ماسك: «فى هذا الوقت، أعتقد أننا فى الواقع بحاجة إلى المزيد من النفط والغاز، ليس أقل، ولكن فى نفس الوقت نتحرك بأسرع ما يمكن إلى اقتصاد الطاقة المستدامة».
ووصف ماسك، الذى شدد أيضًا على أهمية مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة المائية، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية، وطاقة الرياح، نفسه لاحقًا بأنه «مؤيد للطاقة النووية» وقال «يجب علينا حقًا الاستمرار فى العمل مع المحطات النووية».