مضى أكثر من شهر على قرار الحكومة الصادر بنهاية يونيو الماضى، بإعادة الفتح التدريجى للأنشطة الاقتصادية والتعايش مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وعلى الرغم من قصر تلك الفترة فإن تحركات السوق المحلية شهدت انتعاشة، تمكنت الشركات أيضاً من استعادة جزء من الفاقد الذى شهدته خلال الفترات الأولى من الجائحة.
تواصلت «المال» مع عدد من الشركات المحلية المقيدة فى البورصة المصرية وغير المقيدة، لمعرفة تأثيرات قرار الحكومة بعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا على مبيعاتها، ليؤكد مسئولو الشركات، أن إيجابيات ذلك القرار ظهرت فور تطبيقه بانتعاشة سريعة وفورية في المبيعات.
يُذكر أن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أعلن خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضى، تنفيذ خطة الحكومة للتعايش مع فيروس كورونا، مع اتخاذ كل التدابير والإجراءات الاحترازية؛ لتجنب الإصابة بالفيروس والتى تشمل التباعد الاجتماعى والالتزام بارتداء الكمامة للحدّ من انتشار الفيروس.
وتضمنت تلك الخطة والتى بدأ العمل بها منذ 27 يونيو المنقضى، إلغاء حظر التجوال، وإعادة فتح المطاعم والكافيهات والسينمات والمسارح والنوادى الرياضية وصالات الجيم للعمل حتى العاشرة مساء بحجم طاقة %25 ومدّ عمل المواصلات العامة حتى منتصف الليل، كما تضمنت الخطة فتح دور العبادة لأداء الصلوات مع تعليق صلاة الجمعة بالمساجد وصلوات الأحد بالكنائس.
«إم إم جروب»: تمكنا من الرجوع لمعدلات ما قبل الجائحة بقطاع الأجهزة الإلكترونية
قال أشرف الغنام مدير علاقات المستثمرين بشركة «إم إم جروب» للصناعة والتجارة العالمية، إن مبيعاتها على صعيد قطاع الأجهزة الإلكترونية انخفضت بنسب قاربت %20 خلال الربع الثانى من العام الجارى .
وأوضح أن التأثر جاء جراء القرارات الاحترازية التى فرضتها الجائحة فى ذلك الحين، من غلق المحلات فى توقيتات مبكرة، وأيضا حظر حركة المواطنين، مما قلل حركة البيع والشراء.
ولفت إلى أن قرار الحكومة بإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية تدريجيًا وتقليل ساعات حظر حركة المواطنين، دعم بالفعل مبيعات الشركات بشكل عام، وهو ما يُعد إيجابيًا للسوق المحلية كافة .
وأشار إلى أن الشركة تمكنت خلال شهر يوليو الماضى، من تعويض نسب الهبوط التى حدثت خلال الربع الثانى من العام الحالى والبالغة %20 لتعود بذلك المبيعات إلى وضعها الطبيعى .
وأوضح أن أجهزة «الموبايل» كانت الأكثر تأثرًا خلال الفترات الماضية، لكنها استعادت نشاطها بقوة خلال شهر يوليو تحديدًا .
وقال إن شركته تعمل كموزع معتمد لمجموعة من الأجهزة الكهربائية مثل تليفزيونات سامسونج، وتكييفات كاريير ودايكن، وموبايلات سامسونج وهواوى ونوكيا وسيكو، وأيضًا أجهزة العلامة التجارية «بوش».
وأشار إلى أن قطاع الأجهزة الإلكترونية يمثل حوالى %20 من إيرادات شركته الإجمالية، لافتًا إلى أن تأثير الجائحة على أداء الشركة عامة جاء محدودًا فى ظل تنوع الإيرادات من الأنشطة والمجالات التى تعمل بها .
وعلى صعيد آخر، أشار إلى أن شركته شاركت فى مبادرة «ما يغلاش عليك» بشكل غير مباشر، مما سيعمل بشكل آخر على تنشيط المبيعات أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة أطلقت –مؤخرًا- مبادرة «ما يغلاش عليك» لتحفيز الاستهلاك وتشجيع المنتج المحلى، وشملت المبادرة الأجهزة المنزلية، والإلكترونية، والملابس الجاهزة، ومنتجات الجلود، والأثاث، ومنتجات تشطيب المنازل، والصناعات الحرفية، وغيرها.
«ريادة»: المبيعات هبطت بنحو %25 فى ظل الأزمة.. استعدنا %20 منها خلال يوليو
قال رامى سودان المدير التنفيذى بشركة «بورسعيد للتصنيع الغذائى ومنتجات الألبان – ريادة»، إن مبيعاتها تعتمد على 8 قطاعات مقسمة ما بين كبرى السلاسل التجارية، وحتى محالات البقالة، إلى جانب توريدات القطاع السياحى والفندقى، وأيضًا قطاع الطيران والمطاعم.
وأوضح أن مبيعات «ريادة» تأثرت بأزمة كورونا، خاصة فيما يتعلق بتوريدات مصر للطيران التى تعمل الشركة كمورد أساسى لها والتى توقفت تمامًا، إلى جانب توقف توريدات قطاعى السياحة والمطاعم والكافيهات .
وأشار إلى أنه عقب قرار عودة السياحة الداخلية بشكل تدريجى وإعلان خطة التعايش مع “كورونا” لاحظت “ريادة” تحسنا فى وضع المبيعات.
ولفت إلى أن شركته استعادت حوالى %20 من الانخفاض الواقع فى ظل الجائحة، والتى تراجعت خلالها المبيعات بنحو %25 مشيرًا إلى أن %5 من المبيعات لاتزال متأثرة حتى الوقت الراهن.
كان مجلس الوزراء اعتمد منذ مايو الماضى، عدة ضوابط واشتراطات لعودة السياحة الداخلية فى خطوة أعطت بارقة أمل للشركات تتمكن من خلالها من سد جزء من التكاليف، وتتضمن الإجراءات تشغيل الفنادق بنسبة %25 من إجمالى الطاقة الاستيعابية حتى أول يونيو المقبل، ترتفع فيما بعد إلى %50 كحد أقصى.
أما فيما يتعلق بالصادرات، فأوضح «سودان» أن صادرات «ريادة» لا تزال متأثرة حتى الوقت الراهن، خاصة فى البلاد التى تضررت أوضاعها جراء «كورونا» مثل الإمارات، وتقوم «ريادة» بتصدير حوالى 25 إلى %27 من إجمالى المنتجات، وتتواجد فى 12 سوقاً خارجية منها 7 أسواق منتظمة وهى المغرب وليبيا ولبنان والسعودية والإمارات والكويت والأردن، كما لفت إلى أن شركته لديها إجازة بتصدير منتجاتها للسوق الروسية من خلال عملاء لها هناك.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك، فإن القطاع الغذائى يُعد من القطاعات الأقل تضررًا فى ظل جائحة “كورونا”.
بدأت «ريادة» عملها فى السوق المحلية منذ عام 2005، وتمتلك فى الوقت الحالى 6 مصانع بمحافظة بورسعيد تحت مظلة مصنع واحد مُقام على مساحة 40 ألف متر مربع، وتُقدر الطاقة الإنتاجية لها بحوالى 43 ألف طن سنويًا، وتمتلك العديد من العلامات التجارية من بينها «تشيزا» و«ضيافة» و«جولدن ديرى».
«إيديتا»: التراجع ضغط على الربحية بالنصف الأول
قال هانى برزى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة «إيديتا» للصناعات الغذائية، إن التوقعات بشأن السوق المحلية كانت متفائلة بشكل كبير بداية العام الجارى، ولكن ظهور فيروس كورونا أسفر عن تأثيرات سلبية فرضت نفسها على العالم أجمع .
وأوضح أن عددًا كبيرا من القطاعات تأثر بصورة واضحة فى ظل أزمة الوباء، ومن ضمنها شركات القطاع الغذائى أيضًا، خاصة فى ظل قرارات الإغلاق.
وأشار إلى أن أحجام مبيعات شركته تراجعت خلال الربع الثانى من العام الجارى، خاصة أن تلك الفترة كانت هى ذروة انتشار الفيروس، موضحًا أن تلك التراجعات أصابت حجم الإيرادات وأيضًا الربحية النهائية .
وتابع «أن نتائج النصف الأول من العام الجارى، خالفت توقعات شركته بضغط من تأثيرات الفيروس الجديد».
حيث تراجع صافى أرباح «إيديتا» فى النصف الأول من العام الحالى بنسبة %44 إلى 93.7 مليون جنيه، مقارنة مع 167.8 مليون فى الفترة المناظرة من العام الماضى، وذلك بضغوط من هبوط المبيعات إلى 1.7 مليار جنيه أول 6 أشهر من العام الجارى، مقارنة مع 1.8 مليار خلال الفترة المماثلة من 2019.
وقال «برزى» إنه فى شهر يوليو الماضى بدأت حركة المبيعات تشهد انتعاشة محدودة، موضحًا أنها قد تكون بدافع من قرار التعايش مع الفيروس الجديد والذى بعث رسالة طمأنينة للمستهلكين حتى على صعيد تعاملهم بشكل طبيعى .
وتابع أن تلك الانتعاشة قد تكون موسمية بدافع فترة الأعياد والتى يكثر خلالها الاستهلاك.
ولفت إلى أن شركته تراهن على استمرار تحسن حركة السوق خلال الفترة المتبقية من العام الحالى، موضحًا أنه حتى وإن استمر التحسن قد لا تتمكن الشركة من تعويض التراجعات المحققة خلال النصف الأول من العام.
فى سياق متصل، توقعت وحدة بحوث «فاروس» عن شركة «إيديتا» أن يتبدل مشهد المبيعات بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية وتحسن العوامل الموسمية فى النصف الثانى من العام .
وقالت «فاروس» إن ما سيدعم نمو إجمالى الإيرادات وتعافى الهوامش، رفع جودة محفظة الاستثمارات، وافتتاح خط إنتاج البسكويت، وطرح منتجات جديدة على مستوى القطاعات الأخرى مثل المخبوزات والكيك والويفر والحلويات.
ويصل رأس مال «إيديتا» إلى 145 مليون جنيه، موزعة على 725 مليون سهم، ويتوزع هيكل ملكيتها بين مصرف «كوانتم» للاستثمار بـ%41.8 و«كينجسواى فند» بـ%16.30 و«بيركو ليميتيد» بـ%1.8 وسمير برزى بنسبة أدنى من %1.
«ماكرو»: سوق الأدوية تحسنت ابتداء من يونيو عقب انخفاض فى أبريل ومايو
قال هشام وصفى الرئيس التشغيلى للعمليات بشركة “ماكرو” للأدوية إن سوق الأدوية تحسنت بشكل ملحوظ فى شهر يونيو مقارنة مع الأشهر السابقة إذ ارتفع معدل مبيعات الأدوية بنسبة تقارب %25 فى يونيو مقارنة بالشهر المناظر من 2019.
وتابع أنه فى المقابل تراجعت مبيعات شهرى أبريل ومايو مقارنة بالأشهر المناظرة من العام الماضي بسبب ضعف الإقبال على أى أدوية أخرى بخلاف المرتبطة بوباء كورونا من قريب أو بعيد.
وذكر أن سوق الأدوية فى الوقت الحالى تجذب أنظار المستثمرين بقوة فى ظل كونها من المجالات الدفاعية التى لديها فرص كبيرة للنمو.
وقال إن شركة “ماكرو” لم تتأثر بفيروس كورونا، مؤكدا أن الشركة مستمرة فى خططها التوسعية لتعزيز الإنتاج.
وتنتج”ماكرو” نحو 64 مستحضرا طبيا وتصدر منتجاتها لنحو 9 دول بأفريقيا والشرق الأوسط، ويتخطى حجم أعمالها 750 مليون جنيه وفقا لتصريحات سابقة من مسئولى الشركة.
يُذكر أن «المال» نشرت فى ديسمبر 2016 خبرا عن اتفاق بين «ماكرو القابضة» و«ألتا سمبر الإنجليزية»، استحوذت بمقتضاه الأخيرة على حصة من «ماكرو فارما» فى صفقة تمت تحت إدارة «سى آى كابيتال» القابضة للاستثمارات المالية.
«كابو»: قرارات الفتح الاقتصادى أنعشت مبيعاتنا
وقال عمرو الشرنوبى رئيس مجلس إدارة شركة “النصر للملابس والمنسوجات – كابو”، أن قرار الحكومة المصرية الصادر مؤخرًا بإعادة الفتح التدريجى للأنشطة الاقتصادية دعم حركة البيع، خاصة مع بدء نزول المواطنين لأعمالهم، وانحسار المخاوف من الفيروس الجديد .
وأوضح أن صادرات “كابو” توقفت بشكل تام منذ ظهور الجائحة ، مشيرا إلى أن الشركة تُصدر حوالى %50 من إنتجاتها للخارج، بشكل خاص للدول العربية وعلى رأسها السعودية والكويت، وأيضًا للسوق الأوروبية.
وكشف عن امتناع شركته عن ضخ أى استثمارات جديدة خلال العام الجارى، بسبب قلة الكاش مع بقاء كافة التكاليف الثابتة التى تتحملها .
كانت «المال» نشرت مؤخرًا أن شركة النصر للملابس والمنسوجات – كابو – تعتزم المشاركة فى إنتاج الكمامات شريطة الحصول على مواصفات قياسية معتمدة من وزارة الصحة، لتحديد القدرة على تلبية احتياجات السوق.
وأظهرت القوائم المالية لشركة «كابو»، ارتفاع خسائرها خلال الـ9 شهور الأولى من العام الماضى المنقضى (2019 – 2020) بنحو %33.
ووفقًا للقوائم المالية المرسلة للبورصة المصرية بلغت خسائر الشركة خلال تلك الفترة حوالى 27 مليون جنيه مقارنة بـ20.3 مليون جنيه بالفترة المماثلة من العام المالى 2019-2018 .
وبلغت مبيعات الشركة خلال الفترة ذاتها حوالى 324 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 468 مليونا فى الفترة المقارنة من العام المالى 2019-2018.
«إيكمى»: صعدت %30 خلال يوليو .. ونراهن على استمرار التحسن بنهاية العام
فى سياق متصل، قال هشام صابر رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للصناعات الطبية «إيكمى»، إنها استعادت %30 من مبيعاتها المتراجعة فى فترات الجائحة، خلال شهر يوليو الماضى .
وأوضح أن مبيعات شركته تراجعت بنحو %50 فى الفترة منذ مارس وحتى يونيو، وبناء عليه خفضت إنتاجها بنسبة مماثلة تحاشيًا لحدوث حالة من الركود فى الإنتاج.
ولفت إلى أن شركته تنتظر انتعاشة فى المبيعات عقب قرار إنشاء هيئة الشراء الموحد، مما قد يدعم حركة البيع .
وكشفت القوائم المالية لـ«إيكمى» خلال الربع الأول من العام الجارى، تراجع أرباحها بنسبة %54.9 على أساس سنوى، إذ سجلت ربحية بقيمة 22.7 ألف جنيه مقابل أرباح بلغت 50.4 ألف جنيه للفترة المماثلة من العام الماضى.
فيما أظهرت القوائم المالية للشركة حينها أن الإيرادات ارتفعت خلال الفترة ذاتها وسجلت 650 ألف جنيه ، مقابل 608.6 ألف خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
ويبلغ رأس مال «إيكمى» 24 مليون جنيه، موزعة على 24 مليون سهم، ويتوزع هيكل ملكيتها على مجموعة من الأفراد بنسب تراوحت بين %0.04 و%9.3.
ويتضمن القانون رقم 151 لسنة 2019 والخاص بإنشاء الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبى والمتضمن فى مادته العاشرة «لا يجوز لأى من الجهات الإدارية شراء المستحضرات أو المستلزمات الطبية عن غير طريق الهيئة إلا فى أحوال الضرورة وبعد أخذ رأى مجلس إدارة الهيئة وموافقة مجلس الوزراء، ويقع باطلا كل تصرف يتم بالمخالفة لاختصاص الهيئة بالشراء الموحد».
ولفت «صابر» إلى أن شركته أبقت على مستهدفاتها والخاصة بالعام الجارى.
«دايس»: شهدنا انتعاشة سريعة عقب قرار التعايش .. والصادرات رجعت بهدوء منذ يونيو
قال مصدر فى شركة دايس للملابس الجاهزة ، إنها لاحظت انتعاشة سريعة وفورية عقب قرار التعايش مع فيروس كورونا ، خاصة أنه تضمن مد ساعات عمل المحال التجارية .
وأضاف أن قرار التعايش وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية يُعد من أفضل القرارات التى اُتخذت خلال الفترة الماضية .
وأوضح أن «دايس» لم تتمكن حتى الوقت الراهن، من حصر نسب التحسن، لكنها قد تتضح بشكل أكبر خلال الفترات المقبلة وخاصة إن استمر التحسن بهذا الشكل .
وأشار إلى أن قطاع الملابس الجاهزة يُعد من أكثر القطاعات تأثرًا بـ«كورونا» نظرا لأن البعض يعتبره ترفيهيا، موضحًا أن صادرات شركته بدأت فى العودة بشكل محدود منذ يونيو .
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة تواصل دراستها للأوضاع المحلية وعودة باقى الأنشطة لطبيعتها وإن كان بشكل تدريجى.