موجات الوظائف الميكنة القادمة تعني فقدان النساء – بشكل خاص – للمزيد من وظائفهن بحلول عام 2030 مما يتطلب الاستعداد لهذا المصير بخطوات تشمل تعلم الرياضيات والعلوم ومهارات البرمجة والمهارات التكنولوجية الأساسية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز.
ستجد النساء صعوبة أكبر في إيجاد الوظائف بسبب انشغالهن برعاية الأسرة للحد الذي يجعلهن غير قادرات على اكتساب المهارات التي تتطلبها الوظائف الجديدة.
الميكنة تطيح بالوظائف في المصانع والمكاتب
وامتد قطار الميكنة ليطيح بالوظائف في المصانع مما جعلها خالية من العمال ومليئة بالروبوتات.
ومن المتوقع أن يسرى الأمر نفسه على الوظائف المكتبية والأعمال المحاسبية التي تشغلها النساء.
وتواصل كذلك الميكنة والشراء عبر الانترنت الهيمنة على وظائف قطاع التجزئة مما يهدد بفقدان الكثير من البائعات لوظائفهن.
خطر الميكنة يضرب الجنسين
توصلت دراسة جديدة لمعهد ماكنزي جلوبال انستتيوت إلى أن 20% من العاملات و نسبة 21% من العمال الرجال في ستة اقتصاديات متقدمة وأربعة اقتصاديات ناشئة يواجهون خطر فقدان وظائفهم بحلول عام 2030.
وتبين كذلك أن نسبة 20% من النساء و 19% من الرجال يمكنهم العمل في وظائف تتيحها وفرة الانتاج بفعل تدخل التكنولوجيا. وتوقعت الدراسة انتعاش النمو في الدخول وصعود الطلب.
وتوصل بحث آخر لمعهد بحوث السياسة العامة إلى أن الميكنة ستعمق انعدام المساواة بين الجنسين لأن النساء وبعض الأقلية العرقية ستضطر للعمل في وظائف تتطلب قدر أقل من المهارات مما يجعلها عرضة بشكل أكبر لخطر الميكنة.
ثلاث موجات من الوظائف المميكنة
وأشار بحث لشركة برايس ووتر هاوس الاستشارية العالمية إلى أن الميكنة ستضرب الوظائف عبر ثلاث موجات. تؤدي إلى ميكنة الوظائف الحسابية وتحليل البيانات المهيكلة.
الموجة الثانية تؤدي إلى ميكنة المهام التكرارية وتبادل المعلومات عبر دعم تكنولوجي ديناميكي وتحليل احصائي للبيانات غير المهيكلة.
الموجة الثالثة تؤدي إلى ميكنة المهام التي تشتمل على حل المشاكل في مواقف حياتية ديناميكية مثل السيارات ذاتية القيادة.
الموجة الأولى من الميكنة أصبحت مطبقة فعليا حاليا، بينما الموجة الثانية تتحرك ببطء حاليا لكنها ستنشط كثيرا بداية من 2020.
وتشير تقديرات شركة برايس ووتر هاوس إلى أن الموجة الثالثة ستؤثر بشكل واضح على سوق العمل بداية من عام 2030.
تأثير مختلف على الجنسين لكل موجة من موجات الميكنة
حسب برايس ووتر هاوس، ستؤثر الموجة الأولى والثانية على النساء بشكل أكبر، مما يهدد بفقدان نسبة 23% من وظائفهن. لكن الموجة الثالثة ستضر بالرجال بشكل أكبر. يعني هذا أن بحلول منتصف 2030 ستتسبب الموجة الثالثة في إلغاء 34% من وظائف الرجال و 26% من وظائف النساء.
الميكنة تؤثر على القطاعات بشكل مختلف
ومن المتوقع أن تتضرر بشكل أكبر من الموجة الثانية، بينما ستلحق أضرار أكبر بقطاع الإنشاءات بسبب الموجة الثالثة من الميكنة.
وحسب تقرير برايس ووتر هاوس الذي نشره موقع المنتدي الاقتصادي العالمي، ستستفيد النساء من عملهن بكثافة في قطاعي التعليم والصحة لأنهما يتطلبان مهارات شخصية واجتماعية أكبر مما يسهم في إعاقة الميكنة.
لكن النساء اللاتي يعملن في الأعمال المكتبية سيكن أول من يتعرض لخسارة وظائفهن بسبب الميكنة.
النساء أقل قدرة على ايجاد وظائف جديدة
ووفقا لتقرير معهد مكانزي العالمية، أن واحدا من كل أربعة نساء ورجال سيحتاجون عالميا للبحث عن وظائف جديدة.
لكن النساء سيكن أقل قدرة على إيجاد وظائف جديدة. وسيلزم توفر ثلاثة متطلبات في الباحثين عن وظائف خلال الفترة القادمة: المهارات التي يتطلبها سوق العمل، وسهولة تغيير الوظيفة، والقدرة على التعامل مع الأنظمة المميكنة.
والنساء أقل قدرة على الحصول على التدريب اللازمة لاكتساب مهارة التعامل مع الأنظمة المميكنة، حيث تشير الاحصاءات إلى أن 65% من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من الرجال.
وتنشغل النساء برعاية الأسرة وتنظيف المنزل مما يحرمها من الوقت اللازم لاكتساب المهارات التي تتطلبها الوظائف الجديدة.
وتؤدي النساء عالميا ثلاثة أرباع أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر.
ضرورة دراسة النساء للرياضيات والعلوم
ويشير تقرير الفاينانشال تايمز إلى أنه يمكن مساعدة النساء عن طريق تشجيعهن على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وسيسهم تعلم هذه المواد الدراسية في تمكين النساء من التعامل مع التكنولوجيا لأن العمال سيحتاجون إلى مهارات تكنولوجية أساسية عندما تتزايد الميكنة.
وسيتعين على الشركات الاستثمار بشكل أكبر في التدريب وتيسير الحصول عليه خصوصا بالنسبة للنساء اللاتي سيصبحن أقل قدرة على السفر.
الحكومات مطالبة بتدريب النساء
الحكومات مطالبة، وفقا للتقرير، بدعم جهود تدريب النساء على المهارات التي يتطلبها التعامل مع البرمجيات الهندسية التي سيتزايد الطلب عليها. والمفضل تحقيق هذا عن طريق إتاحة فصول دراسية مكثفة ومنحن النساء فترة تدريب تمتد لعام كامل.
والشركات مطالبة كذلك بتزويد النساء بخيارات تساعدهن على الجمع بين العمل ورعاية الأسرة حتى يمكنهن تلافي مخاطر الميكنة. ويشير مسح عالمي عام 2018 لمجموعة مانباور جروب إلى أن نسبة 23 % فقط من أرباب العمل يعرضون خيارات تيسيرية على النساء.
ويتعين كذلك الاستثمار في التعلم عن بعد لمساعدة النساء على التغلب على مشاق السفر.
وسيكون من المهم كذلك بذل جهود لمكافحة الصورة النمطية السيئة المتداولة عن النساء.