Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

«إنفيديا» الأمريكية تخطط للتوسع في السوق الصينية بإنشاء مركز بحث جديد

مركز شنغهاي لتعميق حضورها العالمي وتوطين الابتكار

«إنفيديا» الأمريكية تخطط للتوسع في السوق الصينية بإنشاء مركز بحث جديد
نيفين نبيل

نيفين نبيل

11:44 ص, الأحد, 18 مايو 25

تخطط شركة إنفيديا الأمريكية المتخصصة في الرقائق الإلكترونية، لإنشاء مركز جديد للبحث والتطوير في شنغهاي، بهدف تعزيز قدرتها على تلبية احتياجات العملاء الصينيين، وتصميم منتجات متوافقة مع قيود التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة، في خطوة استراتيجية تعكس سعيها للحفاظ على حضورها في السوق الصينية رغم التحديات الجيوسياسية.

جاءت هذه الخطوة مدعومة من مسئولين محليين، قدموا تسهيلات تشمل إعفاءات ضريبية وإجراءات تنظيمية مبسطة، في إطار دعم بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المدينة التي تُعد مركزًا رئيسيًا للتكنولوجيا والصناعة في الصين، وتحتضن بالفعل منشآت ضخمة لشركات عالمية مثل تسلا.

منذ فرض واشنطن لقيود مشددة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي في عام 2022، تأثرت إيرادات إنفيديا من السوق الصينية بشكل كبير، حيث تراجعت من 26% إلى 13% من إجمالي الإيرادات في السنة المالية الماضية. وردًا على ذلك، اعتمدت الشركة نهجًا مرنًا يتضمن تطوير رقائق مخفّفة مثل H20، بالإضافة إلى العمل على تصميم شريحة جديدة قائمة على معمارية Blackwell المتقدمة، على أن تكون متوافقة مع اللوائح الأمريكية.

وأكدت الشركة أنها لا تُعيد تصميم وحدات معالجة الرسوميات داخل الصين، حفاظًا على التزامها الصارم بقواعد التصدير الأمريكية، في ظل انتقادات متزايدة من بعض المسؤولين الأمريكيين الذين يعتبرون استراتيجيات الشركات الأمريكية في الصين تحديًا لمساعي الحد من تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في البلاد.

يلعب المركز الجديد دورًا محوريًا في استراتيجية إنفيديا لتوطين البحث والتطوير، والاستفادة من قاعدة المواهب التقنية الكبيرة في الصين. وتشير بيانات الشركة إلى أن نحو 2000 موظف من إجمالي 4000 موظف يعملون في شنغهاي، يساهمون في مشاريع عالمية تتراوح بين أنظمة القيادة الذاتية وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ما يعكس أهمية السوق الصينية في خارطة ابتكارات إنفيديا العالمية.

وناقش الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانحج، المشروع خلال لقائه مع عمدة شنغهاي في أبريل الماضي، في سياق تعزيز التعاون مع السلطات المحلية وتوسيع نطاق أعمال الشركة في الصين، التي تعمل فيها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

ورغم التضييق التنظيمي، لا تزال الصين تمثل سوقًا استراتيجيًا بالغ الأهمية لإنفيديا، حيث بلغت إيراداتها من السوق الصينية نحو 17 مليار دولار في السنة المالية الماضية. ويتوقع هوانغ أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الصين إلى 50 مليار دولار خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة، ما يجعل من الحفاظ على الحضور التنافسي هناك ضرورة تجارية لا يمكن تجاهلها.

ومع استمرار إدارة الرئيس الأمريكي في تعديل سياسات التصدير، تبقى خطط إنفيديا في الصين مرهونة بالحصول على الموافقات التنظيمية، خاصة لأي رقائق جديدة تُخصص للسوق الصينية. ومع ذلك، ترى الشركة أن التعاون مع العملاء المحليين لا يعزز حضورها فقط، بل يمنع أيضًا المنافسين مثل هواوي تكنولوجيز من الاستحواذ على حصة سوقية أكبر.

يمثل افتتاح مركز البحث والتطوير في شنغهاي محاولة ذكية من إنفيديا لتحقيق توازن بين الامتثال التنظيمي الأمريكي والضرورات السوقية الصينية. وبينما تسعى للحفاظ على ريادتها في قطاع شرائح الذكاء الاصطناعي عالميًا، تراهن الشركة على أن الاستفادة من المواهب الصينية وتوطين جزء من عمليات التطوير سيمكنها من تجاوز القيود دون التفريط في قدرتها التنافسية.

في ظل استمرار التحديات الجيوسياسية، يُعد مركز شنغهاي المرتقب حجر الزاوية في استراتيجية إنفيديا لتعزيز مرونتها التشغيلية وتوسيع نطاق حضورها في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.