عقدت محافظة الإسكندرية والهيئة القومية للأنفاق بالتعاون مع شركة إكوكنسرف للحلول البيئية، وتحالف من المكاتب الاستشارية، مساء أمس بالإسكندرية، الجلسة الأخيرة لعرض نتائج دراسة التشاور المجتمعي الذي قامت به تلك الشركات خلال السنوات السابقة حول مشروع تطوير ترام الرمل بمحافظة الإسكندرية.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة زينت حافظ مسئولة شركة إكوكنسرف للحلول البيئية، إن شبكة ترام الإسكندرية تم إنشاؤها منذ عام 1860 حيث تعد الأقدم في أفريقيا وتتكون من خطين وهما خط ترام الرمل، وخط المدنية والتي لا تزال في الخدمة حتى الآن ومجهز ببنية تحتية وأنظمة وقطارات حديثة.
وأضافت أنه بعد التطوير سيتم تقليل زمن الرحلة من 60 دقيقة إلى 30 دقيقة وستزيد السرعة التشغيلية من 11 كم/ساعة إلى 21 كم/ساعة، كما سيقل زمن التقاطر من 8- 9 دقائق، ليصل إلى 3 دقائق، كما أنه من المقرر أن يصل عدد الركاب اليومي من 50 ألفا ليصل إلى 230 ألف راكب ، وفي ساعات الذروة سيصل إلى 13.800 راكب بعد أن كان 4700 راكب.
وأكدت أنه يتم حاليا البدء في تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير خط ترام الرمل بالإسكندرية، بهدف مضاعفة السعة ثلاث مرات وإتاحة سبل الراحة وسهولة استخدام الترام للركاب، موضحة أن إعادة تأهيل ترام عمره 160 عاما يعد نقلة نوعية في وسائل النقل داخل محافظة الإسكندرية.
وأوضحت أن مكتب سيسترا الاستشارى الفرنسى يقوم بالتصميمات التفصيلية للمشروع الممتد بطول 14.11 كم شاملا 25 محطة بعد اعتماد وتحديد المسار النهائي للمشروع بعد التطوير.
وقالت، إن مسار الترام بعد إعادة تأهيله سيبدأ من محطة فيكتوريا ثم يمتد غربًا ليمر بمناطق سان استيفانو وجناكليس ورشدي ومصطفى كامل وسيدي جابر وسبورتنج والإبراهيمية والرمل، على أن ينتهي مسار خط الترام في منطقة محطة الرمل حيث ستكون محطة تبادلية تربط بين ترام الرمل وترام المدينة ” أقدم محطات الترام بالإسكندرية”، حيث سيشمل المسار مساحة 6.3 كم سطحي و7.52 كم عبر كوبرى علوي و276 مترا نفقيا.
وأكدت أن الدراسات بدأت منذ قرابة 6 سنوات، مشيرة إلى أن المشروع يأتي ضمن مخطط مواجهة مشكلة النقل الجماعي داخل محافظة الإسكندرية عبر تنفيذ 4 مشروعـات نقل ذات أولوية قصوى طبقاً لخطة استراتيجية للنقل الحضري ينتهى تنفيذها عام 2032.
ويشمل مشروع تطوير خط ترام الرمل تحديث الخط بالكامل وتحويله لترام حديث يعمل وفق أحدث التكنولوجيا الموجودة بالعالم على عكس الترام الموجود حاليا، حيث سيكون الترام بعد تحديثه ذات شكل حضارى وسيساهم في تخفيف التكدسات المرورية بالإسكندرية، وسيكون منعزل تماما عن حركة المرور المشاة الجانبية.
واختارت الهيئة القومية للأنفاق المكتب الاستشارى الفرنسى سيسترا للقيام بالأعمال الاستشارية والتصميم والإشراف على تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير ترام الرمل بالإسكندرية ضمن المناقصة المحدودة التى طرحتها الهيئة لاختيار أحد المكاتب الاستشارى للقيام بالأعمال الاستشارية والإشراف على تنفيذ هذا المشروع الذى ستنتقل تبعيته من محافظة الإسكندرية إلى وزارة النقل ممثلة فى الهيئة القومية للأنفاق.
وقامت الهيئة القومية للأنفاق بترسية الأعمال الاستشارية للمشروع على تحالف شركات تقوده شركة سيسترا بإجمالى تكلفة 410 ملايين جنيه تقريبا شامل جميع الضرائب والدمغات، وذلك بعد حصولها على أعلى تقييم مالى ضمن المعروضة الثلاثة التى كانت تتنافس للفوز بهذه المناقصة، حيث حصدت تقييم ٨٤.٨٧٪ متفوقة على العرضين الأخيرين عقب اجتيازها مرحلة التقييم الفني.
وتعمل الهيئة القومية للأنفاق على إنهاء إجراءات توفير التمويل المطلوب لإنجاز هذا المشروع والبالغ حوالى ٣٦٠ مليون يورو، حيث تتفاوض مع الوكالة الفرنسية للتنمية وبنك الاستثمار الأوروبى والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية لتوفير التمويل المطلوب وإنهاء إجراءاته، حيث سيقدمانه في صورة قرض ميسر يغطى تكلفة المشروع.
ومشروع تطوير ترام الرمل يشمل إعادة تأهيل البنية الأساسية للترام بالكامل من إشارات وقضبان وإنشاء كبارى وأنفاق فى مناطق التقاطعات المرورية لعزل مساره عن حركة المرور لتحقيق الهدف من المشروع المتمثل فى تخفيف التكدسات المرورية بالإسكندرية، مع تغيير موقع بعض المحطات وعددها 25 محطة للفصل بينها بمسافة 500 متر فى المتوسط.