صعدت مبيعات التجزئة البريطانية بأكثر من 42.4 % خلال أبريل الماضى لتسجل أكبر ارتفاع منذ يونيو الماضى وبزيادة %100 عن توقعات المحللين فى وكالة رويترز بالمقارنة بنفس الشهر من عام الوباء الذى شهد أول إغلاق للأنشطة الاقتصادية بسبب كورونا.
وانتعشت مبيعات التجزئة بقيادة الملابس التى قفزت مبيعاتها بحوالى 70 % خلال الشهر الماضى بالمقارنة مع أبريل من عام 2020 بعد إعادة فتح المتاجر والمحلات بعد شهور طويلة من الإغلاقات التى تسبب فيها فيروس كورونا لمنع انتشار العدوى التى أصابت أكثر من 4.4 مليون حالة فى بريطانيا التى احتلت المركز الخامس على دول العالم فى عدد الوفيات التى اقتربت من 128 ألف ضحية.
وذكرت وكالة رويترز أن مبيعات التجزئة استعادت عافيتها منذ مارس الذى شهد ارتفاع بأكثر من 5 % فى أولى البوادر على الانتعاش الاقتصادى الذى يتوقع نموه بحوالى 7 % هذا العام بعد انعاشه بما يقرب من 10 % فى عام الوباء .
« اوف انجلاند» يراقب مبيعات التجزئة
يراقب الحبراء فى بنك اوف انجلاند (البنك المركزى الانجليزى) مبيعات التجزئة ويتوقعون ارتفاع إنفاق الأثرياء وأصحاب الدخول المرتفعة والمتوسط بعد تراكم مدخراتهم التى وفروها خلال العام الماضى أثناء الإغلاقات، وتجميد العديد من الأنشطة الاقتصادية وقيود البقاء فى البيوت والعمل أونلاين لمنع تفشى العدوى من مرض كوفيد 19.
وإذا كان معدل البطالة ظل منخفضا طوال عام الوباء وحتى الآن على عكس مابعد فترات الركود فى الأزمات المالية السابقة ،فإن ذلك يرجع إلى برامج الإجازات التى منحتها الحكومة البريطانية للموظفين ، واستفاد منها ملايين العاملين منذ الإغلاقات التى بدأت منذ مارس 3030 برغم أنها كبدت الحكومة تكاليف باهظة.
«ديبينهامز الكبرى» تغلق فروعها
وأدى انتشار وباء كورونا فى بريطانيا إلى إغلاق سلاسل محلات «ديبينهامز الكبرى» والتى أغلقت آخر فرع لها هذا الشهر بعد أن ظلت تعمل منذ أكثر من 240 سنة وباعت علامتها التجارية لشركة بوهو لمبيعات التجزئة الأونلاين.
أما محلات بيع الملابس والأثاث والتى تصنفها الحكومة على أنها تبيع سلع ليست ضرورية أو أساسية فلم تتمكن من إعادة فتح أبوابها إلا يوم 12 أبريل الماضى فى انجلترا بعد أن أغلقت أبرابها منذ بداية يناير هذا العام.
هبوط مبيعات التجزئة الأونلاين
انخفضت حصة مبيعات التجزئة الأونلاين من حصة إنفاق المستهلكين البريطانيين خلال الشهر الماضى إلى 30 % بدلا من 34.7 % فى مارس لتسجل أدنى مستوى منذ ديسمبر ، بسبب إعادة فتح المحلات التقليدية ، وتراجعت المبيعات فى سلاسل السوبرماركيت خلال أبريل مع خروج الناس وذهابهم للتنزه وتناول الوجبات فى المطاعم بعد فتح الأنشطة الاقتصادية.
ويرى بول ديلز الخبير الاقتصادى فى مؤسسة كابيتال إيكونوميكس فى بريطانيا للاستشارات المالية الاقتصادية أن الانتعاش الاقتصادى سيتسمر خلال العام الجارى بفضل تزايد الإنفاق الاستهلاكى فى الكازينوهات والمطاعم ودور السينما والمسارح بعد تحرر المستهلكين من قيود البقاء فى بيوتهم لشهور طولية بسبب كورونا.
أول خسارة لـ «ماركس اند سبينسر» منذ 1926
ومن المتاجر الكبرى التى تعرضت لخسائر كبرى بسبب كوفيد 19 محلات «ماركس اند سبينسر» البريطانية المشهورة فى العالم بملابسها الراقية والفخمة والتى تعمل منذ 137 سنة ،ويتوقع المحللون هبوط أرباحها خلال عام الوباء بحوالى 90 % خلال سنتها المالية التى انتهت 3 أبريل الماضى لتهبط إلى 43 مليون جنيه استيرلينى (61 مليون دولار) بدلا من 403 مليون جنيه استيرلينى خلال سنتها المالية 2019 / 2020 فى أول خسارة لها منذ إدراجها فى بورصة لندن عام 1926.
وكانت شركة ماركس اند سبينسر أول شركة بريطانية تحقق فى عام 1998 أول أرباح سنوية قبل خصم الضرائب تتجاوز المليار جنيه استيرلينى كما أعلن مؤخرا ارشى نورمان رئيس مجلس إدارتها الذى وصف السنة المالية 2020 – 2021 بالعام المفقود بسبب انهيار الأرباح.
هبوط أرباح «بريمارك»
ومن شركات الملابس البريطانية الأخرى التى ليس لها منصات بيع على الانترنت وتعرضت لهبوط أربحها بسبب كورونا شركة بريمارك التى أعلنت عن انخفاض أرباحها السنوية فى عام الوباء بحوالى 90 %، بينما تراجعت أرباح شركة نيكست بنسبة أقل بلغت 53 % فقط بفضل مرونتها حيث تملك منصات بيع إلكترونية على الانترنت فى حين أن مبيعات الملابس والأدات المنزلية بصفة عامة انخفضت فى أبريل بحوالى 34 % بالمقارنة مع تفس الشهر فى عام كوفيد 19.