قال الدكتور عبد الكريم مسعودى، الأستاذ المساعد بجامعة أحمد دراية بأدرار الجزائرية وعضو مخبر التكامل الاقتصادى الجزائرى الإفريقى، معلقا على دور إعادة التأمين فى قدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية الكبرى، إن زيادة الطاقة الاستيعابية من أهم ثمرات إعادة التأمين، حيث تمثل الطاقة الاستيعابية الحد الأقصى للمبلغ الذى تستطيع شركة التأمين أو إعادة التأمين الاكتتاب فيه دون تعرض هامش ملاءتها للخطر، إذ تضطر شركة التأمين فى كثير من الأحيان لقبول تأمينات تفوق قيمة الحد الأقصى لطاقة الشركة الاستيعابية، ولذلك تلجأ الشركات إلى إعادة التأمين لزيادة طاقتها الاستيعابية فتقبل الأخطار الكبيرة الحجم وهى مطمئنة، استنادا على أن معيد التأمين سيقبل إعادة تأمين ما يزيد عن طاقتها.
ومن جهة أخرى بالنسبة للشركات، بيّن أن التوازن والاستقرار أو تفادى آثار التقلبات فى معدلات الخسائر من القواعد المميزة لإعادة التأمين، فالمؤمن له لا يعرف هل ومتى سيتعرض للخسارة، وكذلك بالنسبة للمؤمن، ولا يعلمان أيضا بكلفة الخسارة إذا تحقق الخطر، ولكن من خلال إعادة التأمين يستطيع المؤمن المباشر إرساء توازن فى تقلبات معدلات الخسائر من خلال توزيع الأخطار على مجموعة ضخمة من المجتمعات التأمينية عن طريق إعادة التأمين، حيث يستطيع المؤمن المباشر إعداد تقديرات وموازنات أفضل، لأنه استطاع تجنب تكاليف الخسائر غير المؤكدة بتحويلها لمعيد التأمين مقابل قسط إعادة التأمين.
وأضاف أن أحد إيجابيات التأمين هى حالة الاطمئنان والثقة الذى يحصل عليه المؤمن له، لهذا السبب فإن صاحب الاستثمار سيتولد لديه الدافع فى تكبير مجاله، وعلى نفس المنوال فوجود إعادة التأمين تعطى شركات التأمين الدافع والحافز للتوسع فى أعمالهم.
وذكر أن إعادة التأمين تعد أنسب الطرق إذا أرادت شركة التأمين المباشر تصفية عملياتها دون تعريض مصلحة المؤمن لهم للخطر، وبواسطة العملية تتنازل الشركة الأصلية لشركة إعادة التأمين نظير مبالغ وتعهدات تحدد بالاتفاق بينها، وتحل شركة إعادة التأمين محل الشركة الأصلية فى سداد التزاماتها للمؤمن لهم.
وأشار أن زيادة الطاقة الاستيعابية لشركة التأمين تعتبر أحد الأهداف الهامة فى الصناعة التأمينية، ويتحقق ذلك إما بزيادة رأس المال، أو إدارة الاستثمارات، أو برامج إعادة التأمين المتكاملة، وهذه الوسائل تساعد فى زيادة الاحتفاظ بالأقساط فى السوق المحلى.
وأوضح أن إعادة التأمين تمثل دورا هاما فى زيادة الطاقة الاستيعابية لشركات التأمين، والعلاقة الارتباطية بينهما موجبة، فكلما ازدادت كفاءة وكفاية برنامج إعادة التأمين الذى تطبقه الشركة المباشرة، زادت طاقتها الاستيعابية.
وأفصح أن إعادة التأمين تمارس تأثيرها الإيجابى على الطاقة الاستيعابية كلما زادت الحصة المسندة إلى شركة إعادة التأمين أيا كانت الاتفاقية المبرمة نسبية أو غير نسبية، فإن ذلك يقلل من حد الاحتفاظ للشركة المباشرة، ويكون لديها القدرة على التوسع فى اكتتابها، وامتصاص جزء من الطلب المتواجد فى السوق حتى تصل بطاقتها إلى درجة الاستيعاب والامتلاء، ومن هنا يتضح أن العلاقة موجبة أو طردية بين برامج إعادة التأمين والطاقة الاستيعابية، والعامل الذى يحددها؛ حد الاحتفاظ وما توفره اتفاقيات إعادة التأمين من امتداد لقدرة الشركة المباشرة فى استيعاب أكبر قدر من الأخطار المتواجدة فى السوق.
ولفت أن إعادة التأمين تعتبر طريقة غير مباشرة- كأنها إضافة لرأس مال الشركة المباشرة، وذلك أن شركة إعادة التأمين تكتتب فى الأخطار طبق الاتفاقية بما يتلاءم مع ملاءتها المالية، ومن متغيرات الملاءة المالية رأس المال، فكأن امتلاء شركة إعادة التأمين ماليا، يعتبر امتدادا للملاءة المالية للشركة المباشرة، وبالتالى تقبل الشركة من الأخطار ما تصل به إلى حد التشبع اعتمادا على ملاءتها المالية والملاءة المالية الخاصة بشركة إعادة التأمين، ويحكم تأثير إعادة التأمين على الطاقة الاستيعابية بعدة محددات، وتتمثل فى كفاءة الشركة فى انتقائها للأخطار المعروضة عليها من المستأمنين، وكفاءة برامج إعادة التأمين، وتكلفة برامج إعادة التأمين ومدى جدواها الاقتصادية، وتحقيق المنفعة لكل من الشركة المباشرة وشركة إعادة التأمين.
وقد حصلت “المال” على دراسة “تحليل قرار شراء إعادة التأمين فى ضوء نظرية المنفعة وتوزيعات الخسارة”، وجاء بها أن التأمين إنما يعتمد على مشاركة العديد من الوحدات المعرضة لخطر ما لتقاسم عبء القلّة التى ألّمت بها الخسارة، بينما تعمل أسواق التأمين بأكبر قدر من الكفاءة عندما تعزو الخسائر الفردية إلى مسببات خطر عشوائية، ويمكن قياسها بسهولة، ولا يوجد ارتباط بين الوحدات المعرضة للخطر.
وأضافت أن التطورات المعاصرة الهائلة فى مختلف النواحى الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية ساعدت على تطور صناعة التأمين تطورا مذهلا بمختلف دول العالم، حيث تحدت حدود الوطن وأخذت طابعا دوليا، فظهرت الهيئات والشركات والكيانات المتخصصة والمحترفة في مجال أنشطة وخدمات التأمين.
وبيّنت أن شركات التأمين تواجه نفس المخاطر والكوارث التى تهدد احتياطاتها وقدرتها المالية وتنذر بتعرضها لخسائر هائلة يترتب عليها تهديد النشاط التأمينى ككل، ومن هنا نشأت فكرة إعادة التأمين، التى يمكن القول إنها استندت فى نشأتها إلى نفس مبررات ودواعى نشأة النشاط نفسه.
وفسرت أن إعادة التأمين آلية تقليدية لنقل وإدارة المخاطر فى صناعة التأمين، توفر لشركات التأمين المباشر إدارة مخاطرها، من خلال استيعاب بعض خسائرها، حيث تعمل على استقرار نتائج شركات التأمين وتمكينها من الاستمرار فى النمو والابتكار، بينما يستثمر معيدو التأمين مبالغ كبيرة من الأموال فى الأسواق المالية ويساهمون بشكل كبير فى الاقتصاد الحقيقى.
وللاطلاع على الدراسة كاملة من هنا: