إسرائيل فى عين العاصفة

إسرائيل فى عين العاصفة
شريف عطية

شريف عطية

8:58 ص, الأحد, 24 نوفمبر 19

فى عين العاصفة تمر إسرائيل.. وفقاً لتقدير المراقبين – بحالة جمود سياسى مجتمعى غير مسبوقة منذ زرع الدولة فى فلسطين قبل سبعة عقود، تتسم بوجود الديمقراطية والقانون فضلاً عن الأخلاق.. على المحك، إلى الحد الذى يوبخ الرئيس الإسرائيلى «ريفلين» قادة الأحزاب.. ومطالبتهم بالتخلى عن «الأنانية» المعوقة لتشكيل الحكومة منذ أبريل 2019، من المتوقع امتدادها إلى موعد انتخابات ثالثة للكنيست فى مارس 2020، لربما تكون نتائجها كسابقتيها من دون الاتفاق على ملء الفراغ السياسى القائم نتيجة تجذر الخلافات بين القوى الحزبية- وفى أوساط الرأى العام، ما يمكّن رئيس حكومة تصريف الأعمال «نتنياهو» البقاء على رأس حكومة غير ديمقراطية، رغم صدور قرار رسمى ونهائى ضده من المستشار القضائى للحكومة.. يتهمه فى «قضايا فساد وتلقى رشاوى إضافة إلى الاحتيال والغش وخيانة الأمانة»، الأمر الذى يعتبره (المتهم رئيس الحكومة) بمثابة «انقلاب ضد اليمين» الذى يتزعمه لعشر سنوات متتالية منذ 2009، فى حين يأمل أن يفوز بعضوية الكنيست مجدداً.. ما يمكّن ائتلافه النيابى آنئذ لعدم نزع الحصانة البرلمانية عنه بسهولة، ما يؤخر محاكمته، بحيث لا غرو فى ذلك أخلاقياً لمن يغتال حقوق الفلسطينى الأضعف، إلا السماح له بالإفلات من التهم بخيانة أمانة وظيفته، وممارسة الغش والاحتيال فى أهله كما يحصل مع الفلسطينيين سواء بسواء، ذلك فى مجتمع بات متخلياً – فى سبيل تحقيق المزيد من القوة العنصرية القائمة- عما كانت عليه المثاليات اليهودية أحياناً، مما قد يسمح لأن يحصل نتنياهو مرة أخرى على ثقة الجمهور فى الانتخابات المقبلة التى تجرى فى ظل حالة طوارئ وطنية لا مفر معها إزاء العجز الحزبى وغلبة النوازع العنصرية إلا تشكيل حكومة وحدة- يتناوب «نتنياهو» أولوية رئاستها مع آخرين، لجمع شرائح المجتمع وفقاً للرهان الذى يغامر عليه للبقاء فى السلطة، سواء بذرائع مواجهة التحديات الأمنية القائمة، أو لاستكمال مشاركته الرئيس الأميركى «ترامب» فى تنفيذ مخططهما بشأن «صفقة القرن» التى يمضى تحالف اليمين المتشدد فى البلدين بفرضها بناء على جاهزية الأمر الواقع بالنسبة لشطب القضايا الخلافية فى الصراع مع العرب- لصالح إسرائيل- سواء بالنسبة للقدس أو هضبة الجولان أو اللاجئين أو منع المعونات عن الفلسطينيين، وليس آخراً بشرعنة بناء المستوطنات إلى التجهيز لمشروع قانون ضم شمال «الأغوار» وشمال البحر الميت للسيادة الإسرائيلية، ومن دون استثناء إغلاق مؤسسات فلسطينية فى القدس.. إلخ، وكلها خطوات تصب مع غيرها فى إطار استكمال الغايات العليا للمشروع الصهيونى، الذى يعتمد فى إنجازها- ليس على المثابرة بالاحتيال فى التنفيذ فحسب- بقدر استناده إلى مشاكل داخلية تحيط بكل من حكام أميركا والعرب والدولة العبرية، تدفع نحو صمود إسرائيل فى عين العاصفة إلى أن تحقق الدولة الصهيونية الكبرى أهدافها التوسعية