قفزت أسعار العقارات والإيجارات بشكل عام فى أوروبا على مدى الفترة من 2010 إلى الربع الثانى من 2022، بيد أن المفاجأة كانت فى أن الدولة الأكثر تحقيقا للربح بالنسبة للمستثمرين العقاريين هى إستونيا.
وتقع إستونيا فى منطقة بحر البلطيق بشمال أوروبا، ويعدّ مناخها الموسمى معتدلًا ويزيد سكانها عن 1 مليون نسمة ولديها أعلى الناتج المحلى الإجمالى للفرد الواحد بين جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق، وقد تم وصفها من قبل البنك الدولى بأنها “اقتصاد ذو دخل مرتفع” وبأنها “اقتصاد متطور”.
ووفقا لبحث أعده المكتب الإحصائى الأوروبى التابع للمفوضية الأوروبية (يوروستات)، قفزت أسعار العقارات بأعلى وتيرة بين دول الاتحاد الأوروبى بالكامل مسجلة %169 خلال الفترة من 2010 إلى الربع الثانى من 2022.
وحتى على مستوى الإيجارات، كانت إستونيا هى الرهان الأكثر ربحا للمستثمرين العقاريين بالقارة إذ قفزت الإيجارات هناك بنسبة %214.
انتعاش عام فى أوروبا
وبشكل عام، واصلت أسعار العقارات فى أوروبا زخما تصاعديا ثابتا فى الوقت الذى تباطأت فيه وتيرة الاتجاه الصعودى لإيجارات المساكن، بحسب تقرير نشره موقع “فاينانس إن بولد” (Finance in Bold).
وذكر التقرير أن التناقض بين أسعار العقارات وقيمة الإيجارات فى الاتحاد الأوروبى أصبح كبيرا للغاية خلال العقد الماضى.
ويشير بحث المكتب الإحصائى الأوروبى التابع للمفوضية الأوروبية (يوروستات) إلى زيادة مطردة فى أسعار العقارات منذ عام 2010 حتى الربع الثانى من 2022، إلا أنه رغم ارتفاع أسعار شراء المنازل بنسبة %45، قفزت الإيجارات بنسبة %17 فقط.
وأوضح التقرير أن التغيير الحقيقى فى الأسواق حدث تقريبًا فى عام 2015، عندما بدأت أسعار المساكن فى الصعود، مما رفع أسعار الإيجارات فى الربع الأول من عام 2018، ومنذ ذلك الحين، لم تنخفض أسعار المنازل.
وفى 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبى، ارتفعت أسعار المساكن أكثر من الإيجارات عند مقارنة الربع الثانى من عام 2022 بعام 2010.
وأشار التقرير إلى أن أسعار العقارات فى أوروبا بشكل عام قفزت بنسبة %9.3 فى الربع الثانى من عام 2022 ، مقارنة مع الربع الثانى من عام 2021، وبنسبة %2.3 فى الربع الأول مقارنة بالربع الأول من عام 2021، عندما حدثت قفزات كبيرة فى أسعار المساكن.
الرابحون والخاسرون
وبترتيب الدول من حيث الأكثر ربحا والأكثر خسارة فى أسعار العقارات، ارتفعت أسعار المنازل أكثر من غيرها فى دول إستونيا والمجر ولوكسمبورج ولاتفيا وليتوانيا والتشيك والنمسا، إذ تضاعفت بشكل كبير.
وذكر التقرير أن البلدان التى استفاد فيها المستثمرون العقاريون أكثر من غيرها بعد إستونيا، كانت المجر بنسبة %168، ولوكسمبورج بنسبة %135، ولاتفيا بنسبة %131.
وفى وليتوانيا والتشيك، شهدت كل منها زيادة بنسبة %130 ، والنمسا %121.
من ناحية أخرى، لوحظ تراجع فى أسعار العقارات فى اليونان بنسبة %23 وإيطاليا %8 وقبرص %6.
وفيما يتعلق بالإيجارات، فإنه بمقارنة الربع الثانى من عام 2022 بعام 2010، لوحظت أكبر الزيادات بعد إستونيا فى ليتوانيا بنسبة %139 وأيرلندا بنسبة %82، بينما لوحظ انخفاض فى اليونان بنسبة %24 وقبرص %0.2.
اتجاه عالمي
وبحسب التقرير، حدثت زيادات فى أسعار المساكن فى جميع أنحاء العالم، وليس فقط فى أوروبا، رغم الاضطرابات التى تخيم على الأسواق والاقتصادات العالمية المختلفة.
ووفقًا لمؤشر أسعار المساكن العالمى التابع لصندوق النقد الدولى، بدأت أسعار المساكن فى الارتفاع فى عام 2020 بعد انتشار جائحة كوفيد – 19.
وبسبب هذه الزيادات، بدأت أزمة تكلفة المعيشة فى الظهور، إذ تتخذ الحكومات الأوروبية خطوات لمعالجة هذه الأزمة.
ووفقا للتقرير، يمكن لأزمة تكلفة المعيشة أن تضر بسوق العقارات، حيث بدأت بوادرها فى الظهور فى ألمانيا.