قفز إجمالى قيمة أغنى 100 علامة تجارية على مستوى العالم بأكثر من %9 خلال العام الجارى لتتجاوز تريليونى دولار بالمقارنة مع 1.8 تريليون دولار فى 2019 مع نمو %43 منها وانخفاض قيمة %57 بسبب انتشار وباء كورونا المميت الذى اجتاح حوالى 200 دولة وبالمقارنة مع انكماش قيمة %29 فقط من هذه العلامات خلال العام الماضى.
وتميزت العلامات التى سجلت نموا هذا العام بمعدل زيادة سريعة لدرجة أن أفضل ثلاث شركات منها حققت متوسط ارتفاع %50 بقيادة أمازون التى صعدت قيمة علامتها بحوالى %60 لتصل إلى 200.7 مليار دولار، ومايكروسوفت بنسبة %53 لتتجاوز 166 مليار دولار وأبل بأكثر من %38 لتبلغ 323 مليار دولار.
وذكرت وكالة انتربراند الأمريكية التى تصدر تقريرها السنوى عن أفضل 100 علامة تجارية بناء على عدة عوامل أهمها قدرة الشركات على اجتذاب العملاء وقوة نشاط العاملين بها والالتزام بالمسئولية تجاه المستهلكين ولاسيما فى هذا العام الذى تدهورت خلاله الأنشطة الاقتصادية بسبب وباء كورونا الذى ساعد على سيادة شركات التكنولوجيا التى حققت أعلى نمو لاعتماد الناس عليها سواء الذين يعملون من بيوتهم أو الذين يشترون من خلال الأونلاين للحد من تفشى العدوى.
ومن الواضح أن الوباء الذى انتقل من الصين إلى بقية دول العالم منذ يناير الماضى وحتى الآن ولا يعرف أحد متى ينتهى ساعد على جعل الشركات ذات العلامات القوية أكثر قوة ولاسيما شركات التكنولوجيا الكبرى التى استفادت من الرقمنة وتحول الأنشطة الاقتصادية والمالية والاستهلاكية للعمل عبر شبكات الانترنت ومنصات الأونلاين التى اتجه إليها معظم المستهلكين فى العالم للحد من تفشى العدوى مع تنفيذ سياسات التباعد الاجتماعى وعدم الذهاب لأماكن العمل وإغلاق العديد من المصانع والشركات والمولات التجارية ومنافذ تناول الطعام والتسلية والترفيه.
وانتعشت أيضا أنشطة شركات الكنولوجيا العالمية الرائدة فى مجال الحماية الإلكترونية لابتكارها برامج مكافحة البرامج الضارة والحماية الإلكترونية مع تزايد استخدام الشركات والأفراد للانترنت فى زمن كورونا حيث تسعى الشركات لحماية بياناتها وبنيتها الأساسية من مخاطر بيئة العمل عن بُعد الجديدة.
وأكدت %92 من الشركات العالمية والعاملين عن بُعد فى أعقاب ائحة فيروس كورونا المستمرة أنها اعتمدت تقنيات جديدة لتمكين العمل على الإنترنت بما فى ذلك أدوات التعاون فى مكان العمل وحلول الخصوصية والحماية الإلكترونية ليزداد التحدى الذى يواجه المؤسسات فى إدارة حماية البيانات عبر شبكة الشركة وجميع تلك الأجهزة الجديدة التى تستخدم مجموعة من الحلول المختلفة المكلفة والمعقدة لمواحهة القرصنة والهجمات على مؤتمرات الفيديو التى بتت شائعة حاليا.
وبلغ إجمالى قيمة أكبر عشر علامات تجارية فى هذه القائمة أكثر من 1.158 تريليون دولار لتتفوق على قيمة التسعين علامة الباقية بقيادة أبل لتكنولوجيا الكومبيوتر والموبايل وأمازون لمبيعات التجزئة الأونلاين ومايكروسوفت لبرامج الكمبيوتر بينما جاء فى المركز الرابع شركة جوجل أقوى محرك بحثى فى العالم بقيمة 165.4 مليار دولار وكلها شركات أمريكية.
وظهرت شركة سامسونج الكورية الجنوبية للموبايلات والأجهزة الإلكترونية فى المركز الخامس رغم ارتفاع قيمتها بحوالى %2 لتصل إلى حوالى 62.3 مليار دولار وبعدها شركة كوكاكولا الأمريكية للمشروبات الغازية التى انكمشت قيمتها بأكثر من %10 هذا العام لتنزل إلى حوالى 56.9 مليار دولار بسبب مرض كوفيد 19 الذى تسبب فى فرض قيود حظر أدت إلى إغلاق المصانع والمسارح والسينما والمطاعم ومنافذ البيع مما نجم عنه هبوط مبيعات المشروبات الغازية والوجبات السريعة التى تنتجها شركة كوكاكولا.
وأدى وباء كورونا أيضا هذا العام إلى انخفاض مبيعات السيارات العالمية لتتراجع قيمة العلامة التجارية تويوتا اليابانية بأكثر من %8 لتحتل المركز السابع بقيمة 51.6 مليار دولار وبعدها مرسيدس الألمانية بقيمة 49.3 مليار دولار مع هبوط قيمتها %3 عن العام الماضى.
أما سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية فقد جاءت فى المركز التاسع مع انخفاض قيمتها %6 بسبب إغلاق العديد من فروعها على مستوى العالم أسابيع طويلة خلال العام الجارى بسبب كورونا لتنزل إلى 42.8 مليار دولار وبعدها ملاهى ديزنى لاند للترفيه والتسلية بانخفاض %8 لتتراجع إلى 40.8 مليار دولار.
ومن الشركات المشهورة التى ظهرت لأول مرة هذا العام فى قائمة أغلى 100 علامة تجارية فى العالم شركات التواصل الاجتماعى ومنها شركة انستجرام التى جاءت فى المركز 19 بقيمة 26.1 مليار دولار وشركة يوتيوب التى بلغت قيمتها 17.3 مليار دولار لتحتل المركز 30 مع تزايد استخدام المستخدمين لها بسبب سياسة البقاء فى البيت التى فرضها وباء كورونا وتحسن التقارير المالية التى تصدرها على مواقع فيسبوك وجوجل .
وكذلك شركة تيسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية التى لم تكن فى قائمة العامين الماضيين بسبب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين والتى أدت إلى هبوط مبيعات السيارات فى الصين أكبر سوق للمركبات فى العالم ولكنها كانت فى قائمة عام 2017 قبل هذه التوترات الأمريكية الصينية غير أن تزايد مبيعات المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة هذا العام ساعد على قوة جاذبية علامتها التجارية فى العالم.
وانتعشت شركات الاتصالات أيضا هذا العام بسبب الوباء ومنها شركة زووم لمؤتمرات الفيديو أونلاين التى ازداد الإقبال عليها للحد من تفشى المرض المميت لدرجة أنها ظهرت لأول مرة هذا العام فى قائمة انتربراند ولكنها احتلت المركز الأخير برغم أن رسملتها السوقية قفزت %389 هذا العام حتى الآن وإيراداتها بحوالى %270 ولكن قيمة علامتها التجارية توقفت عند 4.5 مليار دولار.
وسجلت شركتا سيلزفورس وبايبال الأمريكيتين للمبيعات والمدفوعات الأون لاين نسبة نمو كبيرة بلغت %38 و%34 لتصل قيمة علامة كل منهما حوالى 10.8 مليار دولار و10.5 مليار دولار على التوالى لتحتلا المركزين 58 و60 مع اتجاه المستهلكين للدفع الإلكترونى بسبب الوباء.
وأدى أيضا عدم قدرة شركات الأدوية على ابتكار أمصال أو لقحات أو عقاقير للوقاية من أو علاج مرض فيروس كورونا إلى تدهور قيمة علاماتها التجارية ولاسيما شركة جونسون اند جونسون الأمريكية للأدوية ومنتجات العناية بالبشرة التى هوت قيمتها بأكثر من %30 هذا العام لتهبط إلى 17.96 مليار دولار لتتراجع إلى المركز 29.
وزادت قيمة شركة نيتفليكس الأمريكية للقنوات الفضائية والشبكات التليفزيونية بأكثر من %41 هذا العام لتحتل المركز 41 مع بقاء الناس فى البيوت واستخدامهم المتكرر لمشاهدة العروض التى تقدمها من الأفلام والمسلسلات والبرامج المختلفة لقضاء الوقت بعيدا عن وباء كورونا مما ساعد على ارتفاع قيمة علامتها التجارية إلى 12.7 مليار دولار.
وتباينت قيمة العلامات التجارية للبنوك مع ظهور JP مورجان الأمريكى كأول بنك فى هذه القائمة لارتفاع نمو قيمته بحوالى %6 لتتجاوز 20 مليار دولار ليأتى فى المركز 22 ثم بنك جولدمان ساكس الأمريكى بنسبة نمو %7 لتصل إلى 12.1 مليار دولار فى المركز 49 ولكن سيتى جروب الأمريكى تراجع للمركز 52 لهبوط قيمته %6 إلى 11.94 مليار دولار وكذلك بنك HSBC البريطانى انكمشت قيمته %14 إلى 10.12 مليار دولار ليظهر فى المركز 64 ولكن بنك مورجان ستانلى الأمريكى زادت قيمته %8 ليحتل المركز 69 لترتفع إلى ما يزيد عن 8.9 مليار دولار.