حل أيمن سليمان، المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادي، ضيفًا فى مقابلة خاصة مع إيمان القاضي، رئيس قسم البورصة والاستثمار، متحدثًا عن خطة الصندوق فى عام 2023، وأبرز الاستثمارات الجديدة.
وكشف «سليمان»، عن عدة محاور فى خطة الصندوق الاستثمارية لعام 2023، أهمها أن مشروعات الاقتصاد الأخضر على رأس الأولويات، إضافة إلى تكرار النموذج الاستثمارى لمجمع التحرير ومبنى لاظوغلى فى محافظات الإسكندرية والصعيد خاصة الأقصر وأسوان.
كما يستهدف صندوق مصر السيادى دخول مجال جديد فى عام 2023 وهو إدارة بعض خدمات المطارات والموانئ، مدعومًا بإعلان وثيقة ملكية الدولة، إضافة إلى اقتحام مشروعات فنادق 3 نجوم بمنطقة وسط البلد.
وبدأت إيمان القاضي، أولى أسئلتها حول جدول أولويات الصندوق فى عام 2023 عقب مشروعات التى نفذها السيادى المصرى فى 2022.
وأجاب «سليمان» بأن صندوق مصر السيادى يسعى إلى استكمال مسيرة 2022، وتحديدًا فى ملفات الاقتصاد الأخضر التى ستكون السمة السائدة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن الأخير بدأ بـ4 صناديق فرعية، ارتفعت إلى 5، بمجالات العقارات والسياحة والبنية الأساسية والخدمات المالية والتعليم والزراعة، كاشفًا عن تدشين صندوق أخضر جديد خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن قطاعات الاقتصاد الأخضر لن تتأثر بموجات الانكماش والتداعيات السلبية للأزمة العالمية.
والتقطت مديرة المقابلة، أطراف الحديث، متساءلة عن تفاصيل الصندوق الأخضر والفارق بينه وبين نظيره المتخصص فى البنية الأساسية؟
ورد «سليمان»، قائلًا: إن الصندوق سيسعى للتركيز على مشروعات الاقتصاد الأخضر، التى تعتمد على الاستدامة واستغلال الوفرة المتاحة فى السوق المصرية للموارد الجديدة والمتجددة.
وحدد أمثلة للمشروعات المحتملة للصندوق الأخضر، منها تحلية المياه وإنتاج الهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى أن الموقع الجغرافى لمصر وبنيتها الأساسية تؤهلها لاحتلال مكانة كبيرة فى سوق الطاقة.
وأضاف أن من ضمن تطلعات محفظة الصندوق الأخضر، أنه بمثابة عنصر جذب، بحيث تكون لمصر ريادة فى إطلاق صناديق استثمار فى المجالات الخضراء.
وتساءلت رئيس قسم البورصة والاستثمار، عن حجم الصندوق؟ ومدى إمكانية دخول شركاء جدد فيه؟
قال «سليمان» إن الصندوق الأخضر تابع لـ”مصر السيادي»، وسيقوم بدعوة شركاء من القطاع الخاص للشراكة فى قطاعات استثمارية، لافتًا إلى أن حجمه لن يقل عن 1 – 1.5 مليار دولار، وربما يصل إلى 2.5 مليار.
وعادت مديرة المقابلة مع المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادي، لتتساءل على موعد إطلاق الصندوق الأخضر؟
وأجاب «سليمان» مرجحًا الإطلاق فى 2023، وحاليًا نسعى لاستكمال اتفاقيات مع مستثمرين لبعض المشروعات لتحديد الحصص والاستثمارات بدقة، ثم سيتم إطلاقه.
وتساءلت إيمان القاضي، حول أقرب المشروعات التى يمكن أن تدخل حيز التنفيذ، سواء بمجال الهيدروجين الأخضر ثم باقى مجالات الطاقة؟
وقال «سليمان» إن الهيدروجين الأخضر الذى بدأ الإنتاج الفعلى وتم افتتاحه كان مشروع فيرتجلوب، وسعته تقدر بنحو 100 ألف طن أمونيا خضراء سنويًا، أما الاتفاقيات التى وقعت على هامش مؤتمر المناخ فإنها تدخل حيز الإغلاق المالي، متوقعًا 2024 للإغلاق، على أن تبدأ عمليات الإنتاج فى 2025 – 2026.
وتطرقت إيمان القاضي، عن مستقبل مشروع «فيرتجلوب» سواء إمكانية الشراكة أو الطرح فى البورصة؟
وأكد «سليمان» أن شركة «فيرتجلوب» مطروحة فى البورصة، والمرحلة المقبلة سنسعى لتوفير احتياجات أكثر عبر ذلك التحالف، وفيما يتعلق بتمويل التوسعات قد يكون عبر دخول رؤوس أموال أخرى حال اتفاق المساهمين.
وانتقلت إيمان القاضى إلى مشروع تحلية المياه، لتتساءل عن تطوراته ومستهدفاته الزمنية؟
قال «سليمان» إن برنامج تحلية المياه يعد من أضخم البرامج فى العالم بقدرة 8.8 مليون متر مكعب يوميًا، ومرحلته الأولى فقط تستهدف 3 ملايين متر مكعب يومي.
وأضاف أن هناك إقبالا وقبولا كبيرا من الشركات للمشاركة فى البرنامج، إذ أعلنت نحو 200 شركة اهتمامها، ونحن حاليًا فى مرحلة فض المظاريف الفنية بالتعاون مع وزارة الإسكان عبر لجنة مشتركة، متوقعًا الوصول لاتفاق واضح فى 2023 المقبل.
وتوجهت إيمان القاضى إلى صندوق البنية التحتية، إذ طالبت ضيفها كشف خطة المشروعات وحجم الأصول؟
أشار المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادي، إلى أن صندوق البنية التحتية لديه 6 قطاعات مختلفة، وهى الطاقة المتجددة وتحلية المياه، وقطاع اللوجيستيات الذى تمتلك مصر فرصة كبيرة لجذب استثمارات كثيرة، اذ نسعى لخلق منتج استثمارى فى اللوجيستيات التى تخدم الصناعة والتجارة والخدمات، إضافة إلى قطاع الرقمنة.
وتابع أن الصندوق يسعى للدخول فى مجالات جديدة، مثل خدمات المطارات والموانئ، التى بات هناك توجه لدخول القطاع الخاص لإدارة بعض من هذه القطاعات، بالتزامن مع وثيقة ملكية الدولة.
وتساءلت إيمان القاضى عن تصور الصندوق السيادى فى الدخول لمجال جديد بخدمات المطارات والموانئ؟
وأجاب «سليمان»، بأن الصندوق يسعى إلى الوصول إلى شركاء قادرين على إدارة تلك الخدمات، مشيرًا إلى وجود مباحثات مع بعض الشركات والصناديق الاستثمارية التى تمتلك خبرات فعلية فى دول أخرى لنقل تجاربها.
وتدخلت إيمان القاضي، لتتساءل عن طبيعة المستثمرين المؤهلين للشراكة فى مشروعات مجالات خدمات المطارات والموانئ، وهل هم مستثمرون ماليون أو فنيون أو صناديق استثمارية؟
وقال المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادي، إن الأمر دائمًا يتم عبر شراكة متكاملة بين مجموعة مستثمرين ماليين (صندوق مستثمر) وشركاء مشغلين ذى خبرات سابقة.
وتساءلت إيمان القاضي، هل هناك مفاوضات مع مستثمرين من تلك النوعية حاليًا؟ وماهية المشروعات سواء كانت مطارات أو موانئ؟
أكد «سليمان» وجود تلك المفاوضات والمباحثات، مشيرًا إلى أن الصندوق يتلقى استفسارات خلال الفترة الراهنة.
وأوضح أن الصندوق السيادى سيقوم بجولة جديدة فى التفاعل مع الصناديق المتخصصة فى تلك المجالات، لافتًا إلى أن وثيقة ملكية الدولة باتت دستورا ماليا لمصر، ما يوفر المصداقية وهو ما يتطلب اختيار التوقيت المناسب للطروحات فى الأسواق العالمية، وهناك مستثمرون محليون لديهم شهية للاستثمار فى ذلك المجال.
وتطرقت مديرة المقابلة، إلى التساؤل على المجالات الجديدة التى يستهدفها الصندوق السيادى فى 2023 بخلاف المطارات والموانئ؟
أكد «سليمان»، أن «السيادى المصري»، يستهدف تكرار النجاحات السابقة بصورة أكبر، مثل نموذج مبنى مجمع التحرير، إذ يسعى لتطوير منطقة وسط البلد، وفى ظل عملية الانتقال إلى العاصمة الإدارية، ستظهر فرصا استثمارية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن هناك مثلثا بدأ الظهور من مجمع التحرير إلى مبنى وزارة الداخلية سيشجع المستثمرين على استكمال المنطقة الاستثمارية، وذلك فى ظل انتعاش حركة سياحة رجال الأعمال والترفيهية والثقافية والآثار.
وعادت «القاضي» لتتساءل حول الطروحات المقبلة من الأصول المختلفة فى الصندوق؟
أكد «سليمان» أن الصندوق السيادى يسعى إلى التوسع فى المحافظات لتكرار نموذج الاستثمار فى الإسكندرية والصعيد والأقصر وأسوان، مشيرًا إلى أنه سيتم طرح الشراكات الناجحة فى سوق المال.
ولفت إلى أن لجنة الاستثمار تنحاز دائمًا لوسيلة التخارج عبر البورصة، مؤكدًا أنه انحياز لن يتغير.
والتقطت مديرة المقابلة، أطراف الحديث مجددًا، متسائلة حول قطاع الخدمات المالية والتكنولوجيا، وما إذا كان هناك تصور واضح؟
أجاب «سليمان» بأن مجال الشمول المالى حقق طفرة كبيرة فى البنية الأساسية، بريادة من شركة «آى فاينانس»، فيما يتبقى تحقيق الشمول نفسه بحيث يكون لدى المواطن القدرة على التعامل مع الخدمات المختلفة.
وأضاف أن هناك فرصًا لنمو القطاع بنسبة 30 – %40 خلال الفترة المقبلة، فى ظل امتلاك مصر شريحة كبيرة من الشباب المتطور، إذ نسعى لنتجاوب مع ذلك الأمر عبر الوصول لكيانات لديها التكنولوجيا اللازمة، وهو الأمر الذى تم تطبيقه فى استثمارنا بالبنك العربي، إذ يمتلك الأخير رؤية لمخاطبة الشباب بطريقة مختلفة.
وانتقلت «القاضي» إلى الصندوق السياحي، لتتساءل عن خطته فى المجال وما إذا كان هناك مشروعات جديدة بخلاف «باب العزب»؟
وقال المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادي، إن مشروع «باب العزب» أمر نفخر به، وقد وصل إلى مرحلة الترميم والتطوير، فى ظل الالتزام بتعهدنا بالحفاظ على الآثار وحمايتها.
وعن تكرار «باب العزب»، أكد أنه مشروع طويل الأجل، فيما قد تختلف توجهات الدولة فى الوقت الحالي؛ نظرًا لتداعيات الأزمات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الصندوق يستهدف مشروعات الفندقة، والتوسع فى البنية الأساسية لزيادة عدد السائحين.
وأوضح أن الصندوق السياحى قد يتجه لإعادة استغلال أو خلق شرائح أكثر فى قطاع الفنادق، مشيرًا إلى أن منطقة وسط البلد بحاجة إلى فنادق 3 نجوم، فى ظل انتشار نظيرتها الـ5 بمعدلات أكبر.
والتقطت مديرة المقابلة مع المدير التنفيذى لمصر السيادي، إلى صندوق ما قبل الطروحات، إذ تساءلت عن حجم أصوله وعدد الشركات؟
قال «سليمان»، إنه يتم العمل حاليًا على إنهاء محفظة الصندوق، الذى يعمل على تعجيل دخول رؤوس أموال للشركات، عبر جذب مستثمرين مؤسسيين، يعملون على توفير القيمة المضافة لتعظيم الشركات قبل الطرح.
وأشار إلى أن حجم صندوق ما قبل الطروحات المستهدف قد يصل إلى 2 مليار دولار، لافتًا إلى أن هناك مستثمرين مؤسسين لديهم الرغبة فى الدخول للشركة قبل طرحها.
وتساءلت إيمان القاضي، حول مجال الزراعة وخطة الصندوق خلال المرحلة المقبلة؟
وقال «سليمان» إن الصندوق لديه شركات تخدم القطاع الزراعى بجانب شراكات مع كيانات تخدم القطاع نفسه، سواء بمجال تصديرى والمياه والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن الصندوق يعمل فى 3 قطاعات وهى الزراعة والتصنيع الزراعى والتكنولوجيا الزراعية التى تعد أمل مصر للتوسع وإضافة رقعة زراعية جديدة بخلاف المساحات الزراعية القائمة.
وأوضح أن مشروعات التكنولوجيا الزراعية كثيفة رؤوس الأموال، ونبحث عن مستثمرين وشركاء عالميين.
وأشار إلى التعاون مع بنك مصر فى مجال التصنيع الزراعي، إذ يستهدف الصندوق خلق قيمة مضافة فى السلاسل الزراعية، موضحًا أن الصندوق وجد أرضًا صالحة للاستخدام فى ذلك المجال تابعة لشركة «الصالحية»، قد تخدم نحو 100 ألف فدان زراعى.
وألقت إيمان القاضي، رئيس قسم البورصة والاستثمار ومديرة المقابلة، آخر أسئلتها، حول إمكانية دخول الصندوق السيادى فى استثمارات بشكل مباشر مثل صفقة سلاح التلميذ.
قال المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادي، إن سلاح التلميذ شركة تتحول من متخصصة فى الطباعة إلى الرقمنة، وقد مثل استثمارنا المباشر بها عبر حصة أقلية دعمًا لهذا الفكر، فى الوقت الذى نستثمر بشكل غير مباشر عبر صندوق التعليم التابع.