مع اندلاع الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» أعلنت 12 دولة تشديد الإجراءات الاحترازية خشية تفشى الوباء، فيما أشارت تقارير إلى أن الدول العربية تخشى مواجهة الفيروس بفرض إغلاق شامل أو حتى جزئى على رغم تزايد أعداد الإصابات بها.
وتوقعت منظمة الصحة العالمية فى وقت سابق عودة فيروس كورونا بقوة مع بداية فصل الشتاء، والذى يعرف بتفشى الإنفلونزا الموسمية به، الأمر الذى دفع دولا أوروبية إلى إعادة فرض قيود جديدة على التجمعات والأنشطة، وإلزام الأفراد بتطبيق سياسات التباعد الإجتماعى بصورة أكثر صرامة بهدف السيطرة على الوباء.
وبحسب وكالة بلومبرج، ارتفعت عدد الإصابات بفيروس كورونا فى كافة دول العالم ليسجل 46.8 مليون شخص، فيما بلغ إجمالى عدد الوفيات بسبب الفيروس 1.21 مليون فردا بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل والهند.
وأعلنت عدد من الدول الأوربية والعالمية إعادة الإجراءات الاحترازية والتى من بينها التشيك، وبريطانيا، والبرتغال، والنمسا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وبلجيكا، واليونان، وإيرلندا، وكندا، مع تسارع وتيرة الإصابة بالفيروس.
فرضت التشيك إغلاقًا جزئيًا بنهاية أكتوبرالماضى، مع تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا ليسجل 1448 حالة لكل 100 ألف شخص بحسب المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وحذر الخبراء من إمكانية تعرض جمهورية التشيك لموجة قاسية من الفيروس هذا الشتاء، رغم عدم تضرها من الموجة الأولى.
ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالتشيك، فالقارة الأوروبية باتت على أعتاب موجة أشد فتكًا من سابقتها بعد أن ارتفعت معدلات الإصابة إلى مستويات قياسية.
وأعلن بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، عزم بلاده الدخول فى إغلاق يمتد لمدة شهر يبدأ الخميس المقبل بهدف احتواء موجة الخريف من كورونا.
ومن المقرر أن تفرض البرتغال إغلاقًا جزئيًا بقيود أقل صرامة مما كانت عليه فى الموجة الأولى للفيروس، بداية من الغد، بعدما سجلت ما يقرب من 656 حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
ودخلت النمسا مرحلة جديدة من الإغلاق بعد أن بات النظام الصحى بها غير قادرة على الاستمرار مع تزايد معدلات الإصابة، معلنة حظر التجوال بداية من أمس، من الساعة الثامنة مساءً، وحتى السادسة من صباح اليوم التالى.
أما فى فرنسا، فقد أعلنت السلطات عدم السماح للأشخاص بمغادرة منازلهم، إلا للعمل الأساسى، أو الذهاب للمستشفى مع تعرض البلاد لخطر تفشى فيروس كورونا بها، والتى قد يكون أصعب من ذى قبل، وفقًا لما أكده الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
وقررت ألمانيا فرض إغلاقًا وطنيًا للحد من تفشى الوباء، شمل المطاعم، والمقاهى، وصالات الألعاب الرياضية، والمسارح.
وأعلنت إسبانيا حالة الطوارئ، وفرضت حظر التجول فى جميع أنحاء البلاد منذ 25 أكتوبر الماضى، فى محاولة لتجنب سرعة انتشار الوباء.
وعلى الرغم من كون إيطاليا بؤرة الوباء فى أوروبا، إلا أن السلطات بها لا تزال متباطئة إلى حد ما فى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على الوباء.
ورغم إعلان السلطات الإيطالية تطبيق الحظر الليلى بها وإغلاق جميع المقاهى، والمطاعم، والصالات الرياضية، وحمامات السباحة، والمسارح والسينما، إلا أن منحنى الإصابات ينذر بكارثة، بسبب استمرار العمل فى المدارس، والجامعات.
وأعلنت بلجيكا، الإثنين الماضى، تصعيد الإجراءات الاحترازية مع تصاعد وتيرة الإصابة بفيروس كورونا، لتخضع البلاد لإغلاق شبه تام، يشمل منع الإختلاط، وغلق المطاعم، والمقاهى، وسمحت للمتاجر بالعمل، وفرضت عليها عدم تقديم الخدمات والسلع غير الضرورية
كما طالبت السلطات البلجيكية الأطباء بمواصلة العمل حتى إن كانوا يحملون فيروس كورونا مع تصاعد عدد المصابين فى المستشفيات.
وطالبت اليونان مواطنيها العمل من المنزل، مع فرض حظر التجوال من منتصف الليل، وحتى الساعة 5 صباحًا لمدة شهر، لتجنب تزايد وتيرة الإصابات.
وأعلنت أيرلندا غلق البلاد لمدة شهر ونصف الشهر للسيطرة على الوباء، فيما تعتزم كندا غلق حدودها.
وعلى الجانب الأخر، تخشى عدد من الدول العربية اتخاذ إجراءات فرض أى نوع من الإغلاق سواء جزئى أو شامل نظرًا للأضرار الإقتصادية الناجمة عنه، خاصة على الطبقات الأكثر فقرًا.
وقال تقرير نشر على موقع بى بى سى عربى إن تونس تخشى الإغلاق الشامل، على الرغم من إرتفاع حصيلة الإصابات.
وقال وزير الصحة الأردنى نذير عبيدات إنه يجب الاستعداد للمزيد من الإصابات، إلا أنه رفض توصية اللجنة الوطنية للأوبئة بفرض حظر شامل لمدة 14 يومًا
ورغم إرتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الأردن، فالمملكة على أعتاب إجراء انتخابات برلمانية الأسبوع المقبل، مما يهدد بإمكانية تصارع وتيرة تفشى الفيروس، خاصة وان من لهم حق التصويت يصل إلى 4 مليون ناخب.
وفى لبنان، حذر القطاع الخاص من مغبة إقدام الحكومة على إغلاق شامل لمواجهة الفيروس، رغم امتلاء المستشفيات بمصابى كورونا.
ويعانى النظام الصحى فى لبنان من أزمة اقتصادية وسياسية طاحنة، زادت وتيرتها مع انفجار مرفًا بيروت، والذى وقع سبتمبر من العام الحالى.