تراهن شركة أوبو الصينية للهواتف المحمولة على الاستثمار فى تقنيات المستقبل من تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G والحوسبة السحابية والذكاء الاصنطاعى للاستحواذ على حصة سوقية كبيرة من مبيعات الهواتف الذكية عالميا، ومواصلة البقاء فى سوق يحمل شعار البقاء للأقوى.
وكشف تونى تشين، مؤسس ورئيس شركة أوبو العالمية ، عن اعتزام الشركة استثمار نحو 7 مليارات دولار ما يعادل 50 مليار يوان صينى فى مجال البحث والتطوير خلال الثلاث سنوات المقبلة فى تطوير تقنيات تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصنطاعى والجيل الخامس للاتصالات 5G.
وقال تشين إن الشركة افتتحت مصنعا فى 2004 ويضم 124 خط إنتاج، ويقوم كل خط بتصنيع 6 آلاف هاتف يوميا بواسطة أكثر من 10 آلاف موظف، وذلك على هامش فعاليات يوم الابتكار OPPO INNO DAY الذى عقدته الشركة خلال الأسبوع الماضى، بمبنى أبراج الصين china towers بمدينة شنزن الصينية للعام الثانى على التوالي، بحضور أكثر من 200 إعلامى من جنسيات متنوعة.
وأضاف أن “أوبو” تسعى إلى بناء نظام عالمى للاتصال الذكى بالتعاون مع شركائها، يعتمد على معرفة الأدوات التكنولوجية وتوظيفها فى رفع قدرات المحيطين؛ لأن الاتصال لن يعتمد على أجهزة سمارت فون فقط بل يمتد ليشمل الروبوتات والسماعات والساعات الذكية.
ورهن بقاء أى شركة فى سوق الهواتف من عدمه بقدرتها على تطوير وسائل اتصال حديثة وتلبية احتياجات المستهلكين، مشيرا إلى أن أوبو بدأت عملها كمصنع لأجهزة الهواتف الذكية فى 2008 ثم تحول نشاطها تدريجيا مع التطور التكنولوجى عالميا.
320 مليون مستخدم لنظام «COLOR OS» عالميا
وأوضح تشين أن الشركة تمتلك 320 مليون مستخدم لنظام تشغيل هواتفها «COLOR OS»، وتهتم بالتطوير الدائم ومشاركة أحدث الابتكار مع المجتمع وتوصيل التكنولوجيا لأكبر عدد من المستخدمين، مستبعدا أن تحتل الروبوتات مكان الإنسان ولكنها قد تغير من تصرفاته السلوكية.
وعلق: لا تسعى الشركة إلى جذب أموال المستهلكين لشراء موبايلات وأجهزة هاردوير، ولكن إتاحة حلول تكنولوجية متقدمة لجميع المستخدمين حول العالم.
وقال هنرى تانج، مدير معهد بحوث أوبو العالمية، إن الشركة لديها أكثر من 2500 براءة اختراع فى تكنولوجيا 5G حتى أكتوبر الماضى، وبصدد طرح أول هاتف ذكى داعم لها تحت اسم «Reno 3» بالأسواق قريبا، لافتا إلى أن أوبو قامت فى بداية 2015 بتكوين فريق عمل لوضع معايير تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات.
وأضاف تانج أن 321 مشغلا للمحمول عالميا فى 103 دول استثمر فى تقنيات 5G، وقامت 46 دولة بتطبيقها فعليا مثل أمريكا وكوريا واليابان، معتبرا أن التوسع فى خدمات الجيل الخامس سيخلق تطبيقات مدن ذكية وعلاج عن بعد وسيارات ذاتية القيادة وميكنة خطوط الإنتاج.
وتابع أن مصر من أهم وأكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للشركة، لافتا إلى أن أغلب الأجهزة الذكية التى تعكف أوبو على تطويرها ستدعم تكنولوجيا الجيل الخامس، مشيرا إلى أن إندونيسيا هى ثالث أكبر سوق للشركة من حيث المبيعات بعد كل من الصين والهند.
تطوير شاحن سريع لأول مرة بقدرة 65 وات
وأوضح أن أوبو العالمية لديها 10 آلاف موظف يعملون فى مجال البحث والتطوير داخل 6 مراكز متخصصة، قاموا بتطوير أكثر من 40 ألف براءة اختراع %80 منها تتعلق بالابتكارات، لافتا إلى أن الشركة تعمل حاليا على تطوير تكنولوجيا الشحن السريع لأجهزة الهواتف الذكية والمعروفة باسم SUPER VOOC من خلال شاحن بقدرة 65 وات.
وقالت مروة منير، مديرة العلاقات العامة بأوبو مصر، إن شركتها احتلت المركز الثانى محليا فى مبيعات الهواتف الذكية خلال سبتمبر الماضى، بحصة سوقية بلغت %19.1 وفق إحصائيات شركة الأبحاث التسويقية “gfk”، مما يؤكد ثقة المستهلك المصرى فى العلامة التجارية للشركة، رغم أن متوسط أسعار هواتفها الأعلى بين الشركات الأخرى.
وأضافت أن أوبو من أوائل الشركات التى أطلقت حملة تسويقية مكثفة فى 2019 عن تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G بأوروبا، كما تعاونت أيضا خلال أبريل الماضى، مع مجموعة اتصالات الإمارات فى اختبار مدى قابلية أسواق الخليج العربى لها.
وأكدت مروة منير أن الشركة تقدم خدمات ما بعد البيع للعملاء مباشرة عبر أكثر من 13 مركزا متخصصا دون وكلاء، وتعتزم أيضا طرح منتجات جديدة خلال العام المقبل، منها نظارات الواقع المعزز والساعات والسماعات الذكية ضمن خططها؛ للحفاظ على صدارة سوق السمارت فون عالميا ومحليا.
كما تمتلك الشركة نحو 3 متاجر «OPPO STORES» وشبكة واسعة من الوكلاء والموزعين لتسويق أجهزتها، وتستهدف أيضا التركيز على جميع الشرائح السعرية للمستهلكين، وأطلقت مؤخرا أحدث أجهزتها وهى رينو 2 بسعر 9590 جنيها، ورينو 2 إف بـ 5990 جنيه.
وأشارت إلى أن أوبو أطلقت لأول مرة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خدمة الضمان المجانى «OPPO CARE» والتى تمنح العملاء الذين يشترون هواتف سلسلة Reno2 فى غضون الأيام الثلاثة الأولى من البيع لأول مرة، باستبدال الشاشة أو الغطاء الخلفى التالف نتيجة السقوط أو الأضرار مجاناُ لمرة واحدة، فى غضون ستة أشهر من الشراء.
ورأت أن المنافسة فى سوق الهواتف الذكية بمصر صعبة للغاية، ولا يوجد تشبع فى معدلات استخدام المستهلكين، وتراهن الشركة على إطلاق مزايا تنافسية فى هواتفها، مقارنة بالشركات الأخرى مثل تكنولوجيا الشحن السريع ودقة الكاميرات وقوة أداء المعالجات.
ولفتت مروة منير إلى أن الشركة لا تسعى من وراء طرح هواتف جديدة إلى سياسة حرق الأسعار بل تقديم أكثر التكنولوجيات للعملاء، مشيرة إلى أن أوبو أطلقت خلال العام الجارى أول مشروع للمسئولية المجتمعية فى مصر، وهو ناد لهواة التصوير من مستخدمى الشركة يتلقون خلاله ورش عمل عن فنون التصوير الاحترافى كل يوم جمعة داخل مول كايرو فيستيفال سيتى بالتجمع الخامس.
وتابعت أن الشركة تتعاون مع نحو 12 مصورا محترفا فى مجالات مختلفة منها السياحة والسفر والأكل يقومون بتدريب المستخدمين مجانا ثم يحصد أصحاب أفضل صور فوتوغرافية هواتف أوبو وجوائز أخري، ويتم استخدام صورهم على منصات مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بالشركة.
وكشفت عن دراسة الشركة تنفيذ مشروعات فى مجالات الصحة والتعليم خلال العام المقبل بالتنسيق مع شركائها، مؤكدة أن أوبو مستعدة لدعم الحكومة فى توطين صناعة الإلكترونيات طالما كان ذلك باستطاعتها وأن أى فرصة استثمارية مطروحة للدراسة.
فى مقاطعة دوانجون.. قلعة صناعية تحاكى اختبارات الجودة العالمية
تجولت «المال» داخل مصنع أوبو الصينية فى مقاطعة دوانجون، والذى يتكون من أكثر من 10 مبان، ويبعد عن عاصمة الإلكترونيات (شنزن) قرابة 60 دقيقة تقريبا.
وتمر عملية تصنيع هواتف أوبو بثلاث مراحل، تبدأ من تصنيع اللوحة الأم (البوردات motherboard ) مرورا باختبارات الأجهزة فى ظروف قاسية تحاكى الواقع، وانتهاء بعملية التعبئة والتغليف والشحن للأسواق العالمية.
يشار إلى أن «أوبو» باعت خلال الربع الثانى من العام الجارى نحو 36.2 مليون وحدة عالميا بزيادة بلغت %13 مقارنة بالفترة ذاتها من 2018، لتسجل بذلك حصة سوقية بلغت 11 %.
ويعتمد المصنع على أجهزة اختبارات مستوردة من موردين عالميين بخلاف الصين مثل أمريكا واليابان، وتتراوح تكلفة الجهاز الواحد بين مليون ومليون ونصف المليون دولار.
ومن الاختبارات التى تخضع لها هواتف أوبو اختبار السقوط الحر إذ يتم إلقاء الموبايل من ارتفاع متر كدد أدنى ليسقط على أوجهه الستة، وزواياه الثمانى وحوافه الاثنى عشر، ويسقط من كل وجه وزاوية وحافة مرتين، وفى حال نجاح المحاولة الأولى، يتم إجراء اختبار السقوط الثانى بالطريقة نفسها لكن مع زيادة الارتفاع إلى 1.5 متر.
إلى جانب اختبار وظائف الهاتف فى درجة حرارة شديدة الارتفاع تصل إلى 85 درجة مئوية لمدة 500 ساعة، واختبار (البرميل الدوار) بحيث يتم تدوير الهاتف عشوائيا 75 مرة بسرعات متدرجة لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 دقائق مما قد يسفر عن وجود بعض الصدوع على الهيكل الخارجى له.
واختبار لوحة المفاتيح، والتأكد من المعالجات بكفاءة وتشغيل مكونات الهاتف والكاميرا خلال عملية الإنتاج ثم اختبار الأزرار الخاصة بالصوت 100 ألف مرة، بقوة ضغط “كيلوجرام”، وعلى مفتاح البصمة مليون مرة، وكل اختبار له نسبة فشل معينة، إذا لم يتجاوزها الهاتف يعاد تصميم وتصنيع الجهاز.
أما المرحلة الأخيرة، والتى تسبق الإطلاق الرسمى فى الأسواق، هى قسم التجميع والاختبار، والتى يتم خلالها تجميع أجزاء الهاتف فى جسم واحد واختبار بعض المزايا بشكل مجمع ثم التغليف.
وتمتلك أوبو 5 مصانع فى الصين وواحدا فى الهند وآخر فى إندونيسيا، ومن أشهر خطوط الإنتاج بالمصنع ماكينة الترقيم الخاصة بالمعالجات، وأخرى للتحقق من جودة تركيب المكونات على اللوحة الأم، وثالثة لرفع درجة الحرارة الخاصة بلوحة المفاتيح للتأكد من جودة التوصيلات داخل لوحة التحكم.
ويعمل الموظفون داخل المصنع لمدة 18 ساعة متواصلة يوميا، بينها 6 ساعات للراحة، إذ يوجد فى كل منطقة صناعية مبان لسكن العمال وأسرهم إن وجدت، إضافة إلى الملاعب وجميع أنواع الترفيه التى تغنى العامل عن الذهاب والعودة إلى المنزل يوميا ومنه إلى المصنع.
يذكر أنه تم تسجيل علامة OPPO التجارية عالميًا عام 2001، وتأسست أوبو الصين فى عام 2004، وبدأت بتصنيع مشغلات MP3 وMP4 فى عام 2005، وفى عام 2008 قدمت هاتفها الأول، وفى 2009 أطلقت مشغل بلو-راى لأوروبا وأمريكا.
ومع دخول عصر الهواتف الذكية، أطلقت OPPO هاتفها الذكى الأول عام 2011، وأول هاتف فى العالم بكاميرا دوارة آلية فى 2014، ثم أعقبها سلسلة أخرى من الموديلات.
خوان شان بى .. «الفصال كما يجب أن يكون»
بعيون ضيقة وأطوال متقاربة وشعر كثيف يستقبلك أناس بابتسامة عريضة ينظرون إليك بشغف فى طرقات ضيقة لا تتسع سوى لإقدام عشرات من البشر، وعلى الجانبين محال صغيرة، يقف على إدراتها أما رجل يافع أو امرأة تعول كلما تقترب منها تجد كل ما يدور فى ذهنك من منتجات إلكترونية متكدسة فوق الأرفف.
إنها منطقة «خوان شان بى» أشهر وأكبر سوق تجارية للإلكترونيات فى العالم بالصين، تبعد عن مدينة شنزن نحو 90 دقيقة، وتضم جميع موديلات المحمول وإكسسواراتها وسلعا أخرى مستعملة معروضة للبيع.
وبمجرد أن تصل إلى تلك السوق التى تتخذ شكل مول تجارى مكون من عدة طوابق، تجد كل ما يحلو لك من أجهزة إلكترونية منها الجديدة، وأخرى عفا عليها الزمن مع التقدم التكنولوجى مثل هواتف البلاك بيري، كما يلفت انتباهك أيضا أصغر جهاز محمول بالعالم فى حجم قبضة اليد الواحدة لا يتجاوز طوله الـ 3 بوصات وشاشة مقاس 1 بوصة.
وعندما قررت شراء الهاتف بدأ الفصال على أشده مع التاجر والذى طرح سعرا يصل إلى 180 يوان صينى ما يوازى 416 جنيها، ليصل فى النهاية إلى 100 يوان ما يعادل 231 جنيها مصريا.
إنها الصين يا سادة، فإذا كنت ترغب فى تصنيع منتج ما أو استيراد شيء معين ستجد الفرصة سانحة أمامك بشرط توافر المبلغ اللازم لبدء البيزنس الخاص بك.