تستهدف شركة أوبنر الأمريكية لرأسمال المخاطر استثمار نحو 5 ملايين دولار فى 50 شركة ناشئة فى مصر خلال عامين.
وقال الدكتور أشرف روفائيل، المؤسس والشريك العام بالشركة، إنها تسعى للتركيز على الشركات الناشئة فى مرحلة النمو التى تمتلك منتجات على أرض الواقع، وتخاطب المبتكرين فى جميع القطاعات الاقتصادية ومنها تكنولوجيا المعلومات بشرط حداثة الفكرة المطروحة ومدى ملائمتها للعصر وأن يكون فريق عملها على دراية جيدة بالمشكلة التى يسعون لحلها ومتفرغون لها تماما.
تعاون مرتقب مع «إيتيدا».. وتسويق مصر كمركز محورى فى ريادة الأعمال
وأوضح روفائيل لـ « المال « أن « أوبنر « تستحوذ على 8 إلى %10 من أسهم الشركة الناشئة مقابل تمويلها بـمبلغ 100 ألف دولار شاملاً مجموعة خدمات استشارية وتسويقية وتجارية وعلاقات عامة وغيرها، مشيراً إلى أن متوسط دورة الاستثمار فى الشركة الواحدة بمصر سيصل إلى 5 سنوات وهى فترة كافية لمساعدة المطورين على بناء نماذج أعمالهم الخاصة مقابل 10 سنوات بأمريكا.
وأضاف أن الشركة قررت التوسع فى مصر بسبب موقعها الجغرافى ومكانتها الثقافية والكفاءات البشرية المؤهلة فى قطاع التكنولوجيا مما يؤهلها لخدمة الدول العربية وجنوب أوروبا بدعم من توجهات الحكومة نحو بناء مجتمع رقمى و تقديم دعم كامل لمجتمع رواد لأعمال الأمر الذى يحفز دخول رؤوس أموال صناديق استثمارية عالمية وإقليمية للبلاد.
تقديم خدمات متكاملة للمطورين عكس الحاضنات
وأكد أن أوبنر تخطط للوصول إلى العدد السابق من الكيانات الناشئة خلال 18 شهر بواقع شركتين كل شهر وتسعى للدخول فى شراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات « إيتيدا « التابعة لوزارة الاتصالات من أجل تبادل الخبرات فى برامج الحاضنات التكنولوجية ودعم رواد الأعمال.
«التكنولوجيا» فرس رهان المستثمرين بعد «كورونا»
واستطرد نعتزم الشركة إعادة تقييم تجربتها فى السوق المحلية بعد مرور عامين، كما تستهدف ايضا تسويق مصر للمستثمرين الاجانب كمركز محورى فى مجال ريادة الأعمال خاصة مع تنامى فرص مكاسب الاستثمار فى قطاع التكنولوجيا مقارنة باسواق المال والعقارات لاسيما بعد جائحة فيروس كورونا.
تنفيذ صفقة بيع شركة أمريكية لحلول التأمين بـ 50 مليون دولار
وأكد أن أوبنر تأسست فى أمريكا منذ 4 سنوات وتعتمد طريقة عملها على مساعدة الشركات الناشئة فى توفير التمويلات والتكنولوجيا والموارد التجارية والبنية التحتية والوصول للعملاء والمستثمرين من خلال برنامج مسرع أعمال يسهم فى خلق شركات نامية وكيانات قادرة على تطوير منتجات وتحقيق أرباح جاهزة للاستحواذ عليها من قبل صناديق استثمار كبرى يتجاوز رأسمالها 50 مليون دولار
ولف إلى أن الشركة تخطط للمساهمة فى خلق نظام بيئى متكامل للإبداع وريادة الأعمال بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ومنها المجلس العالمى للأعمال الصغيرة والجامعات والمعاهد والمنظمات الغير هادفة للربح المعنية بالنشاط ذاته عبر الدخول فى اتفاقات رعايات أو تنظيم مسابقات للمبتكرين.
وأضاف أن الشركة تطمح أيضا فى سد الفجوة القائمة حاليا بين نشاط حاضنات الأعمال التى تتيح تمويلات إلى أصحاب الأفكار الإبداعية لمساعدة المطورين على بناء منتجاتهم والمستثمرين انفسهم ضمن مساعيها لخلق شركات ناشئة ذاتية التمويل تستطيع مواصلة نشاطها دون توقف لأى سبب
واعتبر أن التحدى الأكبر يتمثل فى زيادة عدد قصص نجاح الشركات الناشئة فى مصر وتطوير مهارات وجودة رواد الأعمال أنفسهم على غرار التجربة الأمريكية ومن ثم خلق فرص واعدة تنعكس بالنفع على المستثمرين خلال العاميين المقبلين
كانت «أوبنر» استثمرت منذ الربع الأخير من 2016 نحو 25 مليون دولار فى 100 شركة ناشئة بالولايات المتحدة، وبلغ تقييم الشركات فى محفظتها الاستثمارية حوالى 2.9 مليار دولار والتى نجحت فى جمع رؤوس أموال بقيمة 1.04 مليار دولار
ورأى روفائيل أن قرار خروج مستثمر من شركة ناشئة يتطلب وجود وعى كاف بتحديد الوقت المناسب لذلك بعيدا عن السعى وراء الربح أو مضاعفة القيمة السوقية للشركة، فى الوقت ذاته يجب على رائد الأعمال تأسيس نشاط جديد ومحاولة تسويقه على مستثمرين جدد ومن ثم جنى عائدات أكثر.
وقال إن « أوبنر « نفذت خلال شهر يونيو الماضى صفقة بيع لإحدى الشركات الأمريكية التى كانت تستثمر بها منذ 6 سنوات وتعمل فى قطاع حلول تكنولوجيا التأمين كأكبر منصة تكنولوجية للربط مع شركات التأمين هناك بقيمة تجاوزت 50 مليون دولار
على صعيد آخر، أكد أن تداعيات كورونا لم تنعكس بالسلب على الاستثمار فى مجال الإبداع وريادة الأعمال الأمر الذى أكدته كبرى صناديق الاستثمار العالمية، موضحاً أن الفرصة الاستثمارية تأتى فى ظل عدم وضوح الرؤى المستقبلية إلا أن الأزمة دفعت المستثمرين لتقييم أوضاع شركاتهم الحالية خاصة العاملة بالقطاعات الأكثر تضررا ومنها السياحة، وآخرون اتجهوا نحو البحث عن فرص بديلة ولكن الاستثمار فى ريادة الأعمال لم يشهد توقفا – على حد تعبيره.
ويشغل الدكتور أشرف روفائيل منصب أستاذ مساعد فى جامعة جون وبكنز، يمتلك خبرة تزيد عن 30 عاما فى قطاع التكنولوجيا تولى خلالها عدة مناصب منها المستشار التكنولوجى للبيت الأبيض، ورئيس قطاع التكنولوجيا لإحدى شركات الاستشارات الفيدرالية فى واشنطن والتى قام ببيعها لصالح شركة « British Aerospace Engineering (BAE) البريطانية بقيمة 75 مليون دولار.
يشار إلى أن التقرير العالمى لبيئة الشركات الناشئة GSER 2020 الصادر عن مؤسسة « ستارت آب جينوم « بالتعاون مع « الشبكة الدولية لريادة الأعمال GEN « خلال يونيو الماضى صنف مدينة القاهرة كواحدة من أفضل الأنظمة الصاعدة عالميا فى توفير مناخ مثالى لإنشاء ونمو الشركات الناشئة.
وبحسب تقرير بحثى أعدته مؤخرا منصة « ومضة « لدعم ريادة الأعمال تحت عنوان « الشركات الناشئة فى مراحلها الأولية «، احتلت مصر المركز الأول بنسبة %33 ضمن قائمة أكثر الدول التى شهدت إنشاء وتسجيل شركات ناشئة بها خلال العام الحالي، تلتها الإمارات فى المركز الثانى بنسبة %27 ثم الأردن بنسبة %11 أعقبتها أمريكا بـ %6
كما جاء رواد الأعمال المصريين فى الصدارة أيضا من حيث جنسية مؤسسى الشركات الناشئة بنسبة بلغت %25.7 ثم الأردن بـ %12 والهند بـ %7.1 مقابل %6 لصالح لبنان.