قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منونشين إن مصر وإثيوبيا والسودان مطالَبة بالتوصل لاتفاق قبل استكمال سد النهضة في إثيوبيا؛ لمنع وقوع أضرار جسيمة بدول المصب، حسب وكالة بلومبرج.
وأضاف: “لا ينبغي البدء في الاختبار النهائي وملء سد النهضة دون التوصل لاتفاق،” حسب بيان رسمي نُشر على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت بعد اختتام آخِر اجتماع يضم الدول الثلاث يوم 27 و28 فبراير دون حضور إثيوبيا. ووقّعت بالأحرف الأولى على الاتفاق.
تطبيق معايير السلامة قبل ملء سد النهضة
وأشار منونشين إلى ضرورة تطبيق معايير السلامة الدولية قبل بدء ملء السد.
وكشف منونشين عن تصميم الولايات المتحدة على مواصلة العمل مع مصر وأثيوبيا والسودان حتى التوصل لإتفاق بشأن سد النهضة، حسب وكالة رويترز.
وقالت مصر وإثيوبيا إن الحفاظ على نهر النيل هو شاغل أساسي لهما، وأن المساس بنهر النيل يضر أمنهما القومي.
وتحتفظ الدولتان بعدد سكان يصل إلى 100 مليون نسمة لكل منهما ويحققان أسرع معدلات النمو الاقتصادي، مقارنة بالدول التي تجاورهما، حسب وكالة بلومبرج.
يتم حاليًّا بناء سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق الذي يعد رافدًا أساسيًّا لنهر النيل الأطول في العالم. ويستهدف السد توليد نحو 6 آلاف ميجاوات من الطاقة الكهربية فور إنشائه. وتسعى إثيوبيا إلى تصدير الكهرباء للدول المجاورة.
وتدخل منونشين، العام الماضي، في المفاوضات الجارية بين مصر وإثيوبيا، بعد أن قالت مصر إن المفاوضات مع إثيوبيا وصلت إلى طريق مسدود. وتنكر إثيوبيا تعرض مفاوضاتها مع مصر لصعوبات.
وانضمّ البنك الدولي إلى الاجتماعات التي حددت يوم 15 يناير لإيجاد حل للنزاع. وفشلت الاجتماعات التي انعقدت في يناير وفبراير في كسر حالة الجمود.
تدوينة سفير أثيوبيا في الولايات المتحدة
وقبل بدء الاجتماعات، كتب سفير أثيوبيا في الولايات المتحدة فيتسم اريجا التدوينة التالية: “إثيوبيا لن توقع أي اتفاق يَحرمها من حقها في استخدام مياه النيل”.
وقال منونشين إنه عقد محادثات ثنائية مع الوزراء المعنيين في مصر والسودان، خلال اليومين الماضيين، بعد أن طلبت إثيوبيا تأجيل جلسة المفاوضات النهائية.
ولم يتم الإعلان عن إجراء محادثات لاحقة بين الدول الثلاث، بحضور الولايات المتحدة.
وقال منونشين إنه يتطلع لإبرام اتفاق في أقرب وقت ممكن، وشدد على أن الاختبار النهائي وملء السد لا ينبغي تنفيذه قبل إبرام الاتفاق.
ووافقت البلدان الثلاثة، خلال محادثات انعقدت الشهر الماضي في واشنطن، على جدول زمني لملء السد على مراحل وتبنّي آليات لتخفيف فترات الجفاف.
لكنها لا تزال تحتاج للاتفاق على التفاصيل النهائية بشأن السلامة وطريقة حل المنازعات، حسب البيان.
وأشار البيان إلى أن مصر والولايات المتحدة امتدحتا ما تم التوصل إليه خلال الأشهر الأربعة الماضية وإلى أن الدولتان تعتبران أنه “يلبي جميع المسائل بطريقة متوازنة ومنصفة”.
أما السودان فقد أكدت أهمية التوصل لإتفاق شامل يتناول التشغيل الآمن للسد قبل البدء في الملء النهائي، حسب بيان رسمي لوزارة الري والموارد المائية السودانية.
كانت وزارة الخارجية المصرية قد أن مصر وقّعت بالأحرف الأولى على الصيغة النهائية لاتفاق سد النهضة، بعد صياغته من الجانب الجانب الأمريكي، والبنك الدولي.
ودعت الخارجية، في بيان صحفي فجر السبت، كلًّا من إثيوبيا والسودان للتوقيع على الاتفاق، الذي أكدت أنه يحافظ على مصالح مصر المائية ويَحول دون الإضرار الجسيم بها.
وقالت الخارجية إن توقيع مصر بالأحرف الأولى على الصيغة النهائية للاتفاق يأتي تأكيدًا لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده، ومن ثم فإن مصر تتطلع إلى أن تحذو كل من السودان وإثيوبيا حذوها في الإعلان عن قبولهما بهذا الاتفاق والإقدام على التوقيع عليه في أقرب وقت باعتباره اتفاقًا عادلًا ومتوازنًا ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.