قلصت شركة “كوديلكو” ، أكبر مورد للنحاس حول العالم، توقعات الإنتاج في الدليل التوجيهي السنوي وزادت تقديراتها للتكلفة بعد فترة ربع سنوية أخرى مخيبة للآمال بمناجمها ومشاريعها في تشيلي.
بلغ إنتاج الشركة العملاقة المملوكة للدولة أدنى مستوياته منذ ربع قرن، فيما تهبط الأسعار وتزداد التكاليف، كل ذلك في وقت يحتاج العالم فيه للمزيد من النحاس المستخدم في صنع البطاريات والشبكات الكهربائية للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري.
تُعتبر مشكلات “كوديلكو” جزءاً من حالة سائدة في القطاع إذ تتراجع درجات جودة الخام وتصبح الرواسب الطبقية منه أكثر صعوبة وتكلفة للاستخراج والتجهيز وسط اضطرابات سلاسل التوريد والتضخم ومشكلات قطاع التشييد. تستثمر الشركة 3.5 مليار دولار تقريباً سنوياً سعياً للعودة لزيادة الإنتاج، إذ تتعامل مع 4 مشروعات تطوير كبرى تضررت من التأخير والصعود الهائل للتكاليف.
توقعات أكبر شركة موردة للنحاس
هبط إنتاج الربع الثاني 17% مقارنة بالسنة السابقة، استناداً لحسابات نتائج النصف الأول التي أعلنتها الشركة التي يقع مقرها في سانتياغو اليوم الجمعة. خُفضت التوقعات السنوية إلى ما بين 1.31 مليون طن و1.35 مليون طن مقارنة بتوقع سابق من 1.35 مليون طن إلى 1.42 مليون طن.
تفاقمت وتيرة تراجع الإنتاج جراء تأخير المشروعات والحوادث المؤسفة بالمناجم، ما عرقل إيرادات الحكومة من “كوديلكو” والتي بحاجة أموال أكثر لمكافحة فجوات الثروة المتفاقمة. ستكبح أضرار الهزة الأرضية التي حدثت يوم الإثنين الماضي من إنتاج منجم “إل تينينتي” العملاق تحت الأرض.
علاوة على تقليص توقعات الإنتاج، رفعت “كوديلكو” تقديرها للتكلفة للعام الجاري إلى 2.20 دولار – 2.35 دولار للرطل من 1.90 دولار – 2.02 دولار.
تقدم الرئيس التنفيذي أندريه سوغاريت باستقالته الشهر الماضي بعد إخفاقه في التوفيق بين متطلبات الوظيفة واحتياجات حياته الشخصية. ربما يُعلن عن بديله الشهر المقبل.
تعديل المسار
بات رئيس مجلس الإدارة ماكسيمو باتشيكو، وهو وزير سابق بالحكومة والمدير التنفيذي لشركة تصنيع الورق، الشخصية العامة الممثلة لـ”كوديلكو”، في محاولة لإعادة المشروعات للطريق الصحيح بجانب تحمله أيضاً لدور مهم في نهج تشيلي الجديد الذي تقوده الدولة تجاه الليثيوم.
يتوقع باتشيكو بدء تعافي إنتاج “كوديلكو” من النحاس العام المقبل مع تعزيز المشروعات الجديدة للإنتاج. أوضح مطلع الشهر الحالي أن عبء الاستثمار وتحديات المشروع التي تتحملها “كوديلكو” حالياً ستعد الشركة للإنتاج على مدى 50 سنة أخرى.