قال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، ورئيس جهاز قطر للسياحة أن التحدي الأكبر لصناعة الطيران في العالم يتمثل في الاضطرابات السياسية، تليها التضخم وأسعار الوقود والعمالة والبنية التحتية في مراحل لاحقة.
جاء ذلك خلال كلمة “الباكر” بالقمة المالية العالمية للاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة هذا العام، بمشاركة كبار المسئولين وخبراء صناعة الطيران على مستوى العالم.
وأوضح “الباكر” أن القطاع مر بجائحة كورونا كتحد كبير قبل أن يمر بعقبات متعاقبة بعد ذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط ونقص القوى العاملة، إلى جانب تراجع الاستثمار بسبب القيود المفروضة على شركات الطيران بسبب الالتزام بدعم مسألة المناخ.
ولفت إلى أن الحكومات تضع قيودا على الطيران بزعم أنه المسبب الرئيسي لانبعاث ثاني أكسيد الكربون رغم أنها لا تساهم بنسبة تتجاوز 3% من مجمل الانبعاثات الكربونية.
وقال إن السوق تفتقد إلى المواهب البشرية في إدارة ملف استدامة الطاقة في قطاع الطيران، مشددا على أن هناك دورا كبيرا على السياسيين لمساعدة قطاع الطيران فيما يتعلق بشق المناخ.
وأوضح أن شركات النفط عليها التزام كبير فيما يتعلق بإنتاج وقود الطيران المستدام “المعروف بـ SAF” لافتا إلى أن الخطوط الجوية القطرية ستشتري منه حال توفيره بسعر مناسب.
ويعد الوقود “SAF” أغلى 3 مرات من الكيروسين ويتم شراؤه كعلامة على التزام شركة الطيران بالتخفيف من الآثار البيئية.
وشدد “الباكر” على أن الدفع باستخدام الهيدروجين والطاقة الكهربائية الهجينة لا يزال أمامهما سنوات طويلة مما يجعل زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام أكثر أهمية بالنسبة للقطاع.
وقال إن القرارات المتعلقة بالاستثمارات وخاصة في مجال الاستدامة، سيكون لها تأثير كبير على الشئون المالية للشركات على المدى القصير والطويل وتؤثر على الملاءة المالية المستقبلية.
وأكد الحاجة إلى تنفيذ استثمارات ضخمة في الطائرات والتقنيات الجديدة والتي قد تعطلت بسبب عمليات التمويل في مجال حلول الاستدامة والبيئة بسبب اللوائح العالمية المنظمة.
وذكر أن السنوات اللاحقة لفترة وباء كورونا هي الأكثر نجاحا في تاريخ الطيران، مشيرا إلى أن الوقت ما زال خطيرا ولا نعلم كيف ستتطور الأمور إذ أن هناك احتمالية أن تتأثر السياحة والسفر بعمليات الطلب.
وأشار إلى أن أداء الخطوط القطرية كان أفضل من معظم الشركات، بعد أن نجحت في تكثيف نشاطها بسرعة وفتحت وجهات جديدة بعد جائحة كورونا.
وأوضح أن مطار حمد الدولي في الدوحة سيفتتح خلال أكتوبر المقبل توسعة ستزيد طاقته الاستيعابية إلى 58 مليون مسافر سنويا بالتزامن مع انعقاد كأس العالم لكرة القدم، مشيرا إلى أن هناك مرحلة تالية لتطويره ترفع طاقته إلى 70 مليون مسافر بحلول أواخر 2025.
أضاف “الباكر” خلال كلمته للحضور بالقمة: “الظروف التي يمر بها القطاع جعلتنا نجتمع أكثر من مرة في وقت قصير، فمنذ وقت ليس ببعيد عقدنا اجتماع الجمعية العمومية هنا في الدوحة لمناقشة القدرة على الصمود بعد الوباء”.
تابع : “اليوم نركز في تجمعنا على مستقبل القطاع والشركات والكوكب بأكمله وذلك في إطار الالتزام بمهمتنا المتمثلة في القضاء على الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، فشركات الطيران في جميع أنحاء العالم تتخد خطوات جادة للحد من تلك الانبعاثات”.