مصدر بسوق المال: المبالغة فى السوشيال ميديا والإعلام انعكست على المتعاملين
الشورت سيلينج لا يزال «خارج الخدمة» رغم الانخفاضات
سيطرت حالة من الفزع على تعاملات البورصة المصرية خلال جلسة الأحد، ليتراجع مؤشرها الرئيسى EGX30 بنحو %4.43 مسجلا 13283 نقطة، بالتزامن مع موجة هبوط قوية فى الأسواق العربية والعالمية.
أرجع خبراء سوق المال الهبوط العنيف إلى الخوف من التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، فى ظل التهديدات بين إيران وأمريكا، بجانب إعلان تركيا اعتزامها إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وتراجعت بورصات السعودية ودبى والكويت وقطر بنسب %2.4 و %3.1 و %4.1 و %2 على الترتيب.
وبلغ إجمالى قيم التداول على الأسهم المصرية 539.79 مليون جنيه أمس، وهبط رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بنحو 28.6 مليار مسجلا 678.06 مليار، مقابل 706.71 مليار مستوى الإغلاق السابق.
قال مصدر بسوق المال إن مبالغة السوشيال ميديا والإعلام فى قراءة تطورات الموقف السياسى بمنطقة الشرق الأوسط ضاعفت حالة الخوف لدى المتعاملين، وأدى للتراجع اللافت بمؤشرات البورصة خلال جلسة أمس، فى حين جاء هبوط أسواق الخليج بنسب أقل، رغم توتر الأوضاع بعد التصعيد الأمريكى الإيرانى.
وأشار إلى أن إدارة البورصة فضلت نشر المؤشرات المالية للأسهم المقيدة، وهى آلية تتبعها فى أوقات الهبوط العنيف، لتوضيح حالة الاستقرار والثبات الاقتصادى للسوق، ولتأكيد الصورة للمتعاملين بأن مناخ عمل السوق والشركات المقيدة مستقر ولم يشهد أى تقلبات مؤخراً.
وأكد المصدر أن جلسة أمس لم تشهد تنفيذ أى عمليات بآلية اقتراض الأوراق المالية بغرض البيع «الشورت سيلينج» رغم ارتباط جدواها الاستثمارية بأوقات هبوط السوق، تزامناً مع تجاوز قيم التداول المسجلة أمس 500 مليون جنيه، وهى قيمة طبيعية فى المرحلة الراهنة.
«إكما» تطالب باجتماع مع وزير المالية لبحث مصير «الضرائب»
قال محمد ماهر، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأوراق المالية «إكما»، إنها طلبت عقد لقاء مع وزير المالية لمناقشة ملف فرض ضرائب على البورصة وتطبيق بعض الإصلاحات التى من شأنها تعزيز التداولات وقيد مزيد من الشركات، متوقعا عقده خلال الأسبوع المقبل بعد عودة الوزير من جولته الخارجية.
وأكد هانى توفيق، الخبير الاقتصادي، رئيس جمعيتى الاستثمار المباشر المصرية والعربية السابق، أن البورصة بحاجة إلى طمأنة من الدولة لتهدئة المستثمرين.
وأضاف أن التوترات السياسية فى المنطقة مثل الصراع الإيرانى الأمريكى واعتزام تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، أثرت بالسلب على أسواق الأسهم العربية والعالمية.
وأوضح أن المستثمرين مطالبون بالهدوء فى تعاملاتهم بالبورصة خلال الفترة الراهنة، ناصحًا بخفض سقف التوقعات فى ظل التوتر المسيطر على المنطقة، مشيرا إلى استفادة قطاعى الذهب والبترول من تلك الحالة.
ورجح إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، مواصلة «EGX30» الهبوط على الأجل القصير فى اتجاه مستوى الدعم 13100، لافتا إلى أن كسره سيدفع المؤشر لموجة هبوط نحو 12750 نقطة.
وأشار النمر إلى أن فقدان المؤشر نحو 600 نقطة خلال تعاملات أمس، وكسر مستوى الدعم 13350 نقطة، وفقدان معظم المكاسب من سبتمبر الماضي، يأتى على خلفية ضعف السوق، التى لم تكمل تعافيها بعد من الهبوط خلال الفترة الماضية، لذلك تأثرت بشكل أقوى بالأحداث الجيوسياسية فى المنطقة.
ولفت محمد فتح الله، العضو المنتدب لـ»بلوم مصر» إلى إصابة المتعاملين فى السوق المحلية بحالة من الهلع والتخوف، دفعتهم لموجة بيع قوية خلال تعاملات أمس.
ورأى أنه على الصعيد الاقتصادى تحمل البورصة المصرية فرصا قوية، خاصة أن موجات الهبوط التى سجلتها خلال الفترة الماضية أدت لتسجيل العديد من الأسهم قيمة سوقية أقل من «الدفترية».
وأضاف فتح الله أن سوق المال لم تتفاعل مع تحسن الأداء الاقتصادى وتراجع أسعار الفائدة بالجهاز المصرفى خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج من إدارة البورصة تقديم محفزات للمستثمرين على رأسها حملات توعية بأهميتها، فضلا عن تطبيق برنامج الطروحات الحكومية.
وأكد إيهاب السعيد، عضو مجلس إدارة البورصة، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول للسمسرة، أن التناول الإعلامى لملف إرسال قوات تركية إلى ليبيا وموقف مصر منها حمل نوعا من تضخيم الأمور، ساهم فى خلق حالة من الهلع تسببت بخسائر كبيرة غير مبررة للبورصة.
ونصح السعيد المستثمرين بالهدوء فى تعاملاتهم خلال الفترة الراهنة، مشيرًا إلى أن هناك حالة هلع مبالغاً فيها، مطالبًا بانتظار قرارات وتوجهات الدولة خلال الفترة المقبلة حتى لا تؤثر سلبا على الاستثمار المباشر، الذى تسعى الدولة لجذبه بكل الحوافز الممكنة.
وقال أحمد أبو السعد، العضو المنتدب لشركة «أزيموت مصر» لإدارة الإصول، إن تزايد المخاطر الإقليمية دفع المتعاملين للتخلى عن جزء من أسهمهم فى مصر، خاصة مع الضعف الواضح بالسوق.
وأشار إلى أن المخاطر السياسية متزايدة فى المنطقة وأثرت على الأسواق المحيطة، ولا يتعلق الأمر بمصر فقط، لكن انخفاض وضعف السيولة دفع البورصة المصرية للتأثر بشكل أكبر عن مثيلاتها.
وقال عادل كامل، العضو المنتدب لشركة الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار، إن تراجعات أمس طبيعية فى ظل الاضطرابات السياسية التى تشهدها المنطقة، موضحا أن كل المعطيات تشير للتهدئة خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن التراجعات التى طالت غالبية الأسهم تمثل فرصة شرائية جيدة، بشرط الابتعاد عن الشركات ذات الملاءة الضعيفة أو التى تواجه أزمات مالية.
وأكد أن السوق المحلية تتأثر بشكل مبالغ فيه نتيجة حالة الضعف المستمرة منذ فترة كبيرة، قائلا إن هناك عوامل تقلل من احتمال استمرار الهبوط خلال الجلسات المقبلة، فى مقدمتها التماسك النسبى لسهم البنك التجارى الدولي.
ولفت إلى أن المصريين فى الغالب يسلكون اتجاها بيعيا وقت الأزمات دون دراسة السوق بشكل دقيق، بينما يستغل الأجانب الفرصة للشراء فى إشارة لتميزهم.
وشهدت البورصة المصرية أمس سيطرة بيعية من قبل المصريين بقيمة 71.42 مليون جنيه، فيما اتجه العرب والأجانب للشراء بإجمالى 2.54 مليون و68.88 مليون جنيه على الترتيب.