ما زالت أسواق العملات المشفرة تعاني من شح السيولة المالية، وإن كانت “بتكوين” جذابة للمستثمرين جراء ارتفاعها الكبير خلال العام الجاري، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
هبط أحد مؤشرات قياس مدى سهولة شراء أو بيع أكبر عملة مشفرة لأدنى مستوياته في غضون 10 شهور، بحسب كونور رايدر من شركة “كايكو” ، الذي قدر حركة الأسعار في عروض البيع وطلبات الشراء داخل نطاق 2% صعوداً وهبوطاً بحسب سجلات الأوامر للمضاربين النشطين.
جاء تراجع السيولة جراء عدم قدرة شركات شراء وبيع العملات المشفرة على الوصول لشبكات الدفع بالدولار الأميركي.
أضاف رايدر: “كانت السيولة هي الأكثر تضرراً من مخاوف القطاع المصرفي لا سيما في البورصات الأميركية وتداولات العملات مقابل الدولار الأمريكي، وعلى ما يبدو أن نقص السيولة كان سبباً مهماً للصعود الأخير في أسعار بتكوين، وعند شح السيولة يوجد دعم أقل ليس فقط على الجانب الهبوطي ولكن أيضاً على الجانب الصعودي”.
الأزمة المصرفية تضغط على سيولة “بتكوين”
جاء انحسار السيولة، بعد إغلاق مصرفي “سيلفرجيت كابيتال” و”سيغنتشر بنك”، اللذين ارتبطا بعلاقة وطيدة مع قطاع العملات المشفرة، خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل وجود مراقبي السوق على أهبة الاستعداد تحسباً لأي تداعيات أو اضطرابات إضافية. تعاونت شركات أصول مشفرة عديدة مع هذين المصرفين، في حين اعتمدت البورصات على خدماتهما في تفعيل المدفوعات بطريقة فورية، علاوة على أشياء أخرى.
تابع: رايدر: “مع انتظار وضوح الرؤية نوعاً ما في الولايات المتحدة الأميركية، بإمكاننا توقع المزيد من التقلبات على المدى القصير غالباً، حتى نشهد عمليات ضخ سيولة بالقدر الذي تحتاجه الأسواق”.
كتب على موقع تويتر:
-يتدهور وضع السيولة في سوق العملات المشفرة إثر المخاوف المصرفية الشهر الجاري.
-بحثت بعمق في مؤشرات عديدة لقياس السيولة لتوفير تحديث لكافة الأمور المتعلقة بسيولة العملات المشفرة.
-في البداية، تراجعت سيولة “بتكوين” لأدنى مستوياتها خلال 10 أشهر مع فقد المضاربين النشطين القدرة على الوصول لشبكات الدفع بالدولار الأميركي.
صعود أسعار العملات المشفرة
يجري كل هذا في ظل صعود أسعار العملات المشفرة. زادت عملة “بتكوين” 70% تقريباً العام الجاري، بينما ارتفعت أيضاً عملات أخرى. ينوه محللون إلى أن اضطرابات القطاع المالي دفعت المستثمرين للاتجاه للعملات المشفرة، التي يزعم مؤيدوها أنها منفصلة ومنعزلة عن أي اضطرابات تضرب المصارف الأميركية والأوروبية.
عادت هذه السردية القديمة التي تحيط بـ”بتكوين” للتداول في غضون الأسابيع الأخيرة، رغم عدم وجود قناعة لدى الجميع بأنها السبب الأساسي لسلسة صعود العملة المشفرة.
كتب توربيورن بول جينسن وبنديك شي وأندرس هيلسيث في مذكرة للعملاء الأسبوع الجاري: “تقدمت بتكوين على خلفية إفلاس مصارف والمخاوف من حدوث عدوى بالقطاع المصرفي”. رغم ذلك، أضاف المحللون الثلاثة أنه لم يتضح ما إذا كانت العملة المشفرة تتحول لأحد أصول الملاذات الآمنة أم أنها تستجيب ببساطة لتوقعات أسعار الفائدة المنخفضة المحتملة”.
“بتكوين” تتفوق على مؤشر ناسداك
قالوا:”رغم ذلك فإن بتكوين مستمرة في الارتفاع على غرار الأصول عالية المخاطر، حيث صعد مؤشر “ناسداك 100″ أيضاً خلال الأسابيع الأخيرة”. تابعوا: “من جهة ثانية، تفوقت بتكوين بشدة على مؤشر ناسداك، وزادت من حصتها السوقية بالمقارنة مع أصول العملات المشفرة عالية المخاطر، وصعدت رفقة الذهب، الذي يعتبر أحد أصول الملاذات الآمنة التقليدية”.
هبطت أحجام تداول العملات المشفرة بعد انهيار بورصة “إف تي إكس” إذ تخلى المستثمرون، الذين أصابهم الذعر من إفلاس إحدى الشركات التي كانت تحظى سابقاً بمكانة كبيرة في القطاع، عن السوق. انتعشت أحجام التداول مع صعود الأسعار خلال العام الجاري، رغم أنها لم تقترب من مستويات قياسية سابقة.
تقلبات كثيرة في سوق العملات المشفرة
أوضحت أويفين ديفيت، رئيسة قسم المعلومات في شركة “مونيتا” : “لكن ربما تكون سوق العملات المشفرة أيضاً معرضة لوقوع تقلبات أكثر إذ تنزع ملكية العملات المشفرة إلى أن تتركز بشدة في يد عدد محدود نسبياً من المستثمرين”.
اختتمت: “الملكية مركزة بشدة أكبر في سوق العملات المشفرة، لذلك في ظل غياب ملكية واسعة النطاق، يمكن أن تقع تقلبات أكثر، وربما يحدث نفس الأمر بالنسبة لسوق الأسهم حيث كان استخدام بعض كبار المضاربين التداول الكمي سبباً في إطلاق تقلبات أكثر”.