توقع المهندس محمود عبدالخالق، مدير مصنع أسمنت العامرية بالإسكندرية، زيادة نسبة اعتماد المصنع على مصادر الطاقة النظيفة بدلاً من الوقود التقليدي (المازوت- الفحم) إلى %25 خلال العامين المقبلين،لافتا إلى أن الشركة كان لديها رؤية للوصول إلى معدل 20 – %25 منذ عام 2015.
وأضاف أنه تم الوصول إلى نسبة %19 من استخدام تلك الطاقة البديلة غير الملوثة للبيئة وقليلة انبعاثات الكربون خلال العام الجارى، بتكلفة قرابة 6 ملايين يورو ممولة من مشروع برنامج ايباب « التابع لجهاز شئون البيئة»، مشيرا إلى أن وزارة البيئة أصدرت قرارات العام الماضى تلزم فيها شركات الأسمنت باستخدام %10 وقود بديل.
وأشار إلى تنفيذ الشركة عدد من المشروعات للحد من التلوث البيئى، بالتعاون مع برنامج التحكم فى التلوث الصناعى والمعروف بـ (EPAP) للعمل بالطاقة النظيفة وتقليل التلوث والانبعاثات الناتجة عن مصانعها.
وأضاف – فى تصريحات على هامش فعاليات مؤتمر مستقبل الإسكندرية والتحديات المناخية الذى عقد مؤخرا – أن التعاون مع هذا البرنامج بدأ منذ عام 2009 من خلال أحد المشروعات صديقة البيئة وهو مشروع تركيب وحدة مرشح نسيجى لإزالة الأتربة من انبعاثات مدخنة أسمنت سيمبور العامرية، وفقا لاشتراطات التى نص عليها القانون رقم 4 لسنة 1994 بشأن حماية البيئة ولائحته التنفيذية والمعدل رقم 9 لسنة 2009، موضحا أن تنفيذ المشروع تم بنجاح خلال عامين وتم استلامه فى عام 2011.
وأوضح أنه تم تنفيذ مشروع مماثل خاص بأحد خطوط الإنتاج بالشركة فى 2013 بالإضافة إلى مشروع استعمال المخلفات كوقود بديل تم تنفيذه فى 2014 .
وتابع إن الشركة تقوم منذ 6 سنوات بتخفيض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون عن طريق نظام كهروميانيكى بالتعاون مع جهاز شئون البيئة، لافتا إلى الانتهاء من تنفيذ مشروع خاص بالمبرد الخاص بها فى عام 2019.
وأشار إلى البدء فى تركيب مرشح نسيجى بمدخنة «الباى باص» منوها بأنه تم تنفيذ مرحلة الإنشاءات الفعلية بالموقع خلال 2021 ومتوقع الانتهاء من المشروع خلال النصف الأول من العام الجارى بتكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه، كاشفا أنه يتم تمويل الجزء الأكبر منه من قبل برنامج التحكم فى التلوث الصناعى.
كانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أشارت – فى تصريحات خلال يناير الماضى- إلى أن برنامج التحكم فى التلوث الصناعى، يعد من مبادرات وزارة البيئة الرائدة لتطوير الصناعة، وتسعى لتشجيع مبدأ الاستهلاك والإنتاج المستدام (SCP) والوصول إلى تحقيق التوافق مع القوانين واللوائح البيئية، من خلال توفير دعم مالى وفنى للمنشآت الصناعية، يتضمن قروضا ومنحا يبلغ إجمالى حجمها 145.4 مليون يورو.
وأضافت وزيرة البيئة، فى تصريحاتها، أن عدد الشركات المدرجة بقائمة المشروعات بلغ حتى نوفمبر 2021 حوالى 37 منشأة صناعية لتنفيذ 33 مشروعا فرعيا (199.25 مليون يورو) بالإضافة إلى 9 مشروعات بمكون المنحة بإجمالى استثمارات 2.22 مليون يورو، مؤكدة أنه تم الانتهاء من بعض المشروعات فى نطاق مشروع التحكم فى التلوث الصناعي لعام 2021.
وأوضحت أن من هذه المشروعات بالإسكندرية مشروع تركيب مرشح نسيجى لمدخنة المبرد، وآخر بمدخنة «الباى باص» بشركة أسمنت «سيمبور» العامرية، وفى شركة أبوقير للأسمدة، إضافة إلى أنه تم الانتهاء من مشروع إنشاء وحدة معالجة مياه الصرف الصناعى ، بطاقة 650 م3/ساعة وإعادة استخدام %70 من المياه المعالجة، والانتهاء من مشروع إنشاء وحدة معالجة مياه الصرف الصناعى بشركة المعمورة لصناعة الورق والكرتون.
وأضاف «عبدالخالق» أن الشركة بدأت منذ قرابة 15 عاما فى تنفيذ خطة تستهدف الحد من انبعاثات الكربون، من خلال تنويع مصادر الطاقة الرئيسية والتقليدية الخاصة بها، واستخدام مصادر الطاقة البديلة، والتى كانت بمثابة تعاون مع وزارة البيئة من خلال برنامج ممول من البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية.
ولفت إلى أن البنك الأوربى لإعادة الإعمار يوجه بعض الاستثمارات لاستخدام الطاقة البديلة فى الصناعات الثقيلة الملوثة للبيئة ومنها صناعات الأسمنت والحديد والصلب والأسمدة وهى صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مما شكل تحديًا كبيرًا لأسمنت العامرية فى تقليل الانبعاثات، خاصة وأن الطاقة الحرارية تمثل قرابة %60 من مكون الأسمنت.
وأوضح أنه بالتعاون مع إحدى الشركات فى 2019 تم إعادة استخدام مخلفات محافظة الإسكندرية بعد معالجتها بتقنيات وتكنولوجيا لفصل المواد العضوية، مشيرا إلى أن الشركة تستخدم 100 ألف طن سنويا، وهو ما يمثل %7 من مخلفات المحافظة ليتم فصلها ودخولها فى العمليات الإنتاجية، واستخدامها كأى وقود.
وتوقع أن تستخدم الشركة %8 من إجمالى مخلفات المحافظة خلال الفترة المقبلة، منوها بأنه تم التعاون بين المحافظة وشركة نهضة مصر المسئولة عن استخدام مخلفاتها كوقود بدلا من دفنها فى التربة.
ولفت إلى أنه يتم العمل بالتعاون مع المركز القومى لبحوث الإسكان لإعداد مواصفات جديدة للأسمنت، مع دراسة استبدال أحد مكوناته بنوع من الطفلة بهدف تقليل الطاقة الحرارية المستخدمة فيه من 1200 درجة مئوية إلى 600 مما سيؤدى إلى تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.
وأكد أن الشركة التزمت بقوانين شئون البيئة منذ 2015 مشيرا إلى أنها نجحت فى تقليل الانبعاثات بكل أنواعها سواء الخاص بالهواء أو الصلبة.
وأوضح أن معظم شركات الأسمنت الموجودة بالسوق المصرية تطبق الاشتراطات البيئية الصادرة عن وزارة البيئة، وتتفق مع المعايير العالمية فى تقليل التلوث الناتج عنها، مشيرا إلى أن الشركة بدأت فى 2009 تطبيق تلك المشروعات، كما يتم مراقبة جميع المداخن من قبل إدارة جهاز شئون البيئة لرؤية الالتزام بالحدود المسموح بها.
وتأسست شركة أسمنت العامرية عام 1987، وتعمل على طريق مطروح- الساحل الشمالى، الكيلو 55 من الإسكندرية، وتقدر طاقتها الإنتاجية بـ 5.5 مليون طن أسمنت من خلال ثلاثة خطوط للإنتاج، وتعد أحد اللاعبين الأساسيين فى سوق الأسمنت المحلى فى مناطق الإسكندرية وغرب الدلتا والساحل الشمالى ، وانضمت إلى مجموعة «إنترسيمنت» عام 2012.