ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين بعد تراجعات قاسية خلال الأسبوع الماضي، حينما نزل النفط أدنى الـ 90 دولارا للبرميل حيث هبط إلى أدنى مستويات منذ يناير 2022.
وعزز من ارتفاع الأسعار استمرار التوترات بين الصين وتايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية لتايوان تزامنا مع تخفيف الصين لقيود الحظر في إطار سياساتها التي تهدف إلى 0 كوفيد.
وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين في حدود 1% أو ما يعادل 0.9 دولار للبرميل لكن الأسعار لا تزال قرب أدنى مستوياتها منذ بداية العام الجاري.
وزاد خام نايمكس الأمريكي الخفيف في حدود 1% إلى مستويات قرب الـ89 دولارا للبرميل خلال تعاملات اليوم الإثنين بعد تراجعات خاطفة في التعاملات المبكرة رابحا حوالي 0.9 دولار في البرميل.
وارتفع خام برنت القياسي خلال تعاملات اليوم الإثنين في حدود 0.9% أو ما يعادل 0.8 دولار في البرميل وصولًا إلى مستويات 95.9 دولار في البرميل بعدما نزل في وقت سابق إلى مستويات 93.7 دولار للبرميل.
وسجلت عقود خام برنت القياسي خسائر أسبوعية 8.7%، ونزل خام نايمكس الأمريكي بنحو 9.7% في إجمالي تعاملات الأسبوع الماضي.
محفزات الطلب
وأظهرت بيانات جمركية أن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، استوردت 8.79 مليون برميل يوميا من الخام في يوليو، ارتفاعا من أدنى مستوى منذ أربع سنوات في يونيو حزيران ولكنها لا تزال أقل 9.5 في المئة عن مستواها قبل عام.
وسجلت الصين فائضا تجاريا قياسيا بلغ 101.26 مليار دولار في يوليو مقابل توقعات بأن تحقق فائضا يبلغ 90 مليار دولار في الاستطلاع وفائض 97.94 مليار دولار في يونيو .
وأعلنت الصين الأحد تخفيف العقوبات التي تفرض على شركات الطيران لدى رصد حالات إصابة بفيروس كورونا خلال رحلاتها، وذلك بعد أن قامت بتقليص مدة الحجر الصحي للمسافرين القادمين من الخارج.
وقالت إدارة الطيران المدني في بيان إنه وفي حال الكشف عن خمس حالات على متن الرحلة فإن الشركة تُعاقب بتعليق الرحلات على هذا الخط الجوي لأسبوع بخلاف ما كان عليه الأمر بأسبوعين في السابق.
طبول الحرب
وقال التلفزيون الرسمي الصيني نقلا عن أحد المعلقين بأن الجيش الصيني سيجري من الآن فصاعدا تدريبات منتظمة على الجانب الشرقي من الخط الفاصل في مضيق تايوان.
والخط الفاصل في المضيق الضيق بين جزيرة تايوان والبر الرئيسي للصين هو خط سيطرة غير رسمي لا تعبره عادة الطائرات العسكرية والبوارج من أي من الجانبين.
وأنهت الصين أمس أضخم مناورات عسكرية على الحدود التايوانية بالذخيرة الحية وإطلاق الصواريخ البالستية.
بيانات وتوقعات
ويترقب المستثمرون في الأسبوع الجاري إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها قصيرة الأجل للسوق غدًا الثلاثاء، والتقرير الشهري لأوبك، وتقرير وكالة الطاقة الدولية.
على مدار الأسبوع ، فقد خام غرب تكساس 10٪ وهو أكبر انخفاض بنسبة أسبوع واحد منذ أبريل ، وفقًا لخدمة معلومات أسعار النفط OPIS)) ، وحدة تابعة لشركة Dow Jones & Co.
وقال المحلل كريج إيرلام في Oanda إن الاختراق دون 90 دولارًا “رائع جدًا” بالنظر إلى مدى ضيق سوق النفط بسبب نقص المعروض ، ومدى ضآلة ما يمكن القيام به على المدى القصير لتخفيف ذلك.
وتحول النفط للهبوط بعد بيانات أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، بعكس توقعات هبوطها 1.4 مليون برميل.
وفي المقابل انخفض احتياطي النفط الاستراتيجي في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ عام 1985 خلال الأسبوع الماضي، بعد السحب من مخزون الطوارئ الأميركي، وانخفضت مخزونات النفط الاستراتيجية في الولايات المتحدة بمقدار 4.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 29 يوليو 2022.
وبعد السحب من مخزون الطوارئ، أصبح إجمالي احتياطي النفط الاستراتيجي في أمريكا يقف عند 469.9 مليون برميل في الأسبوع الأخير من يوليو الماضي، وهو أدنى مستوى منذ مايو عام 1985.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى بنك يو بي إس : “مخزونات النفط المنخفضة وتناقص الطاقة الإنتاجية الفائضة هما المحركان لصعود النفط.”
من جهته أوضح كريج إيرلام المحلل لدى أواندا للسمسرة أن الأسهم تأثرت سلبا بتطورات مختلفة من بينها سعر النفط نفسه الذي يساهم في صعود حاد للتضخم، وعدل جيه بي مورجان بالخفض توقعاته للطلب العالمي على النفط للعام الحالي والعام القادم، فإنه يقول إن سوق النفط لم تحتسب بعد ركودا.
وأضاف البنك أنه في حين أن أدلة تاريخية تشير إلى أن الطلب على النفط يلقى دعما جيدا ما بقي النمو العالمي إيجابيا، فإن أسعار الخام تميل للهبوط في كل فترات الركود بما يتراوح بين 30%و40%.