استمرت أسعار النفط فى الانخفاض حتى نهاية 2022 رغم بداية قوية فى نفس العام بالتوازى مع الغزو الروسى لأوكرانيا.
لاحقا، أخذت أسعار النفط مسارا نزوليا نتيجة تشديد السياسة النقدية فى معظم الاقتصادات العالمية، ما يهدد النمو، فضلاً عن سياسة «صفر-كوفيد» التى انتهجتها الصين لمكافحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» والتى أثرت أيضا على النشاط الاقتصادى وبالتالى على مستويات الطلب.
وتتشكل «المخاطر» الرئيسية لأسعار النفط من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وإمكانية حدوث انتعاش اقتصادى أسرع من المتوقع فى الصين.
وفى الوقت الذى حاولت فيه منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا (أوبك +) موازنة الأسواق من خلال التغييرات فى العرض وخفض الإنتاج، ساعدت عملية الإفراج الاستراتيجى عن احتياطيات النفط من الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية (IEA)، وكذلك تحديد سقف أسعار الخام الروسى، على خفض الأسعار.
الطلب على النفط
وفقا لتحليل موقع «هيلينك شيبنج نيوز»، المتخصص بالملاحة البحرية والطاقة، فإنه بينما من المتوقع أن يتباطأ الاقتصاد الأمريكى، من المحتمل أيضا أن يؤدى الانكماش فى اقتصادات أوروبا والمملكة المتحدة إلى خنق الطلب على النفط.
وتشير توقعات أوبك إلى أن أكبر الزيادات فى الطلب من المرجح أن تأتى من الصين والهند، ومن المتوقع أن تنمو هذه الاقتصادات فى نطاق ما بين %5 و%6 على التوالى فى عام 2023.
لكن تخفيف قيود الإغلاق فى الصين، إذا تواصل يمكن أن يوفر المزيد من الدعم للطلب.
إمدادات البترول
من المتوقع أن تقود أمريكا نمو العرض من الأمريكتين، بينما من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الروسى (متأثرًا بالعقوبات المتزايدة والحدود القصوى للأسعار.)
ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات من خارج أوبك بنحو 1.5 مليون برميل يوميا.
كما يتوقع حاليًا أن تكون زيادات إنتاج أوبك هامشية فى العام الجديد عند حوالى 0.05 مليون برميل فى اليوم.
سعر خام برنت
تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يصل متوسط سعر مزيج خام برنت القياسى إلى 92 دولارًا للبرميل فى عام 2023.
وقدر استطلاع رأى أجرته وكالة رويترز على 38 خبيرا اقتصاديا ومحلل متوسط سعر خام برنت عند 100.50 دولارًا للبرميل فى العام المقبل.
فى حين توقعت شركة «جيه بى مورجان تشيس أند كو» أن يبلغ متوسط سعر نفط خام برنت حوالى 90 دولارًا للبرميل فى 2023.
واقترح الخبراء الاقتصاديون فى بنك «جولدمان ساكس» أنه إذا أنهت الصين سياسة الإغلاق ذات الصلة بالوباء، فقد يصعد النفط إلى 125 دولارًا للبرميل.