انكمشت أسعار المنتجين في الصين للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، حيث أدى تفشي فيروس كوفيد وعمليات الإغلاق إلى تراجع الطلب واستمرت بعض أسعار السلع العالمية في الانخفاض، مما ضغط على الشركات لخفض الأسعار.
انكماش أسعار المنتجين
قال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأربعاء إن مؤشر أسعار المنتجين انخفض بنسبة 1.3% في أكتوبر على أساس سنوي بعد أن ارتفع بنسبة 0.9% في الشهر السابق. كان الانخفاض أقل قليلاً من الانخفاض بنسبة 1.5% الذي توقعه الاقتصاديون، ويمثل أول انخفاض في المؤشر منذ ديسمبر 2020.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في أكتوبر بنسبة 2.1% على أساس سنوي، متباطئًا من زيادة بنسبة 2.8% في سبتمبر وأقل من التوقعات البالغة 2.4%. وظل التضخم الأساسي، الذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، دون تغيير عند 0.6%.
قال بروس بانغ، كبير الاقتصاديين في شركة جونز لانج لاسال لبلومبرغ، إنه من المتوقع أن يستمر الاتجاه النزولي لمؤشر أسعار المنتجين، وأضاف ،”نعتقد أن الصين قد تبدأ في خوض معركة شرسة مع المخاطر التي تلوح في الأفق من الانكماش وضعف الطلب المحلي وتراجع الطلب على الصادرات”.
عام المقارنة
واصل مؤشر CSI 300 القياسي للأسهم في الصين خسائره بعد البيانات، وانخفض بنسبة 0.5% حتى الساعة 9:58 صباحاً بالتوقيت المحلي.
ويرجع ضعف أسعار المنتجين في جزء منه إلى قاعدة عالية للمقارنة في العام الماضي، عندما انتعشت أسعار السلع العالمية نتيجة ازدهار الطلب بعد الوباء وقلة الإمدادات. حيث وصل مؤشر أسعار المنتجين إلى أعلى مستوى له في 26 عاماً في هذه الفترة من عام 2021.
ومع ذلك، فإن انخفاض أسعار السلع الأساسية هذا العام هو أحد العوامل أيضاً. فقد تعمقت انخفاضات أسعار الأسمنت وحديد التسليح والنحاس على أساس سنوي في أكتوبر، في حين أن أسعار المنتجات الأولية – بما في ذلك النفط والفحم – قلصت في الغالب المكاسب أو تراجعت بالفعل.
وفي الوقت نفسه، كان تضخم المستهلكين خافتاً هذا العام حيث أدى تفشي فيروس كوفيد وقيوده إلى كبح الطلب على كل شيء من النقل إلى الخدمات. ومن المحتمل أن تكون القيود الصارمة على التنقل خلال مؤتمر الحزب وعمليات الإغلاق الجديدة في أكتوبر قد ساهمت في الضربة القاضية على الطلب.